من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المعوقون بحاجة لمن يتبنى قضاياهم وخاصة إعلاميا

 

المعوقون بحاجة لمن يتبنى قضاياهم وخاصة إعلاميا

 

اعداد : وصال شحود و فراس سرحان

 

نظرا لازدياد وتفاقم مشكلة الإعاقة وخاصة في بلدان العالم الثالث إذ يعود ذلك للأوضاع الصحية المتردية والحروب المستمرة فقد توجب علينا التوقف وتسليط الضوء الكافي على المشكلة ,  وهنا يتبادر للذهن السؤال التالي: هل يتم الاهتمام الكافي بهذه الشريحة عبر وسائل الإعلام كافة ؟ وماذا لو تقام قناة فضائية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ؟

نبدأ بتعريف الإعاقة فهي إصابة إما بدنية أو عقلية أو نفسية تؤدي إلى تأخر ملحوظ في النمو مما ينجم عنه صعوبات وحاجات خاصة لا توجد عند الآخرين , وبتعريف آخر لمؤسسة السلام والتأهيل : المعوق هو كل من افتقد القدرات الحيوية للمعيشة الاستقلالية دون مساعدة خارجية .

إننا فيما لو تساءلنا عن دور الإعلام في نشر قضايا المعوقين وأسباب ركود وضعهم لعرفنا مقدار التقصير في هذا المجال وخاصة أن للموضوع أهمية كبرى , فالكثير في المجتمع لايتواصلون مع مثل هذه القضايا الاجتماعية والإنسانية بقصد أو بغير قصد , فمن كان لايطلع بغير قصد فان وسائل الإعلام قد تخدم بشكل أو بآخر لفتح عيونه وقلبه لنداء الإنسانية , سواء عبر التلفزيون الذي هو رفيق معظم الأسر أو عبر المجلات , أو الانترنت , انه لمن المهم اطلاع المجتمع على متطلبات وحاجات المعوقين , فمثل هذه المناشدة قد تسلط الضوء على مواقف ربما يجهلها المعوق نفسه , أقول حتى المعوق نفسه لأنه بمشاهدته مثيله يتحدث بطلاقة وجرأة ربما تنقصه هو , وتجعله يختبئ بين الجدران هذه الجرأة تعلمه هو نفسه أن وجود أمثاله طبيعي بل واقع يجب أن يصبح مألوف لكل الأفراد , وبالتالي من حقه الظهور ومعايشة الآخرين تماما كالآخرين دون خجل من شكله المختلف والذي يسبب له حرجا نتيجة لفت النظر .

إن ظهور مثل هذه الحالات على التلفزيون مثلا ممكن أن يجعل أطفالنا يعتادون شيئا فشيئا فلا يستغربون مرور طفل معاق في الشارع بل قد يعلمهم أن ذلك شيئا محببا وأن عليهم مساعدة من هم في هذا الوضع , فأنا أذكر مثلا مسلسل الأطفال هايدى ومعها كلير المعوقة حركيا , فقد دخلت فكرة الكرسي المتحرك إلى قلوب الأطفال ولو جزئيا , وان أغنية تصور محبا وعاشقا لامرأة غير مبصرة يحرك الحس الإنساني عند البشر وربما تدخل فكرة كهذه قلوبهم قبل عقولهم بأن المعوقون أيضا أناس لهم أحاسيس .

إذا للتلفزيون دور هام كما لوسائل الإعلام الأخرى , هذا إذا تحدثنا عن ثانويات الأمور فكيف إذا وصلنا إلى أهمية الموضوع من حيث ندوات وحوارات يجب أن تطرح بشكل دوري مع البحث عن نتائج , فمثلا لا يكفي أن تجري حوارات حول واجب توظيف المعوقين ولكن يجب البحث في حلقات تالية عن نتائج ترتبت عن اللقاء الأول وإلا فإننا ندور في حلقة مفرغة .

حدث مرة أن حضرنا معرضا لتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة وكان في المعرض كبرى الشركات و المنشات الخاصة وقدم كل معوق تقرير عن حياته وطلب وظيفة وكان كل واحد يحمل أحلاما وطموحات وللأسف لم تحقق أي شركة حلما لأحد , وهنا أعتبر أن ذاك المعرض كان فقط للدعاية والإعلان ولفت الأنظار إلى تلك الشركات , وأسمح لنفسي بالقول أن التجارة الإعلامية في مثل هذه القضايا هي أبعد ماتكون عن الإنسانية .

المعوقون بحاجة لمن يتبنى قضاياهم وخاصة إعلاميا وبالتالي فان تسليط الضوء على هذه القضية عبر وسائل الإعلام كافة له أهمية قصوى ولا سيما إذا كان فعلا من منبع إنساني جاد .

باعتقادي أن الدراما السورية تطرقت لموضوع الإعاقة بشتى أشكالها فأعطت عنها صورا مختلفة منها ايجابية ومنها سلبية , أي أنها عكست واقع الإعاقة بكثير من الواقعية , ولفتت نظر المجتمع لوجود شرائح عديدة وحقيقية وبذلك تكون الدراما السورية تجاوزت غيرها وسابقت في التطرق للموضوع ولكن بأي شكل والى أي مدى ؟؟

أرى أن الصور التي قدمتها المسلسلات السورية هي الوصف الموجز للعمق والحس الإنساني الداخلي بكل تفاصيله وثانويا ته وطريقة التفكير عند المعاق بكل حيثيات رفضه وقبوله لواقعه والصراعات التي يعيشها والحس المرهف الذي يسمو إليه أو حتى رد الفعل العنيف الذي قد يولد عنده مع أنها كلها وردت في العديد من الأعمال .

ففي مسلسل باب الحارة مثلا تؤدي الممثلة ديمة الجندي دور صماء بكماء ولكنها صورة ايجابية لمن في مثل وضعها وصور لنا عائلتها وكيفية تعاملهم مع القصة وخوفهم على ابنتهم وأخيرا تزويجها من صانع فقير مع إغرائه بإعطائه بيتا وأما الصانع الذي كان ضمنيا رافضا الفكرة وعاش صراع حول كيفية زواجه بامرأة لاتسمع ولا تتكلم , ولكن تذمره تغير شيئا فشيئا وبات حبا لتلك المرأة الرقيقة اللطيفة .

وفي مسلسل سيرة الحب رأينا شخصية رجل أعمى يعيش مشاكل متعددة مع زوجته التي أرادت الطلاق , ولكن امرأة أخرى أحبته وأرادته , ولكنه أبعد الفكرة عنه كي لا يكرر مأساته مع زوجته .

أيضا مسلسل عشتار قدم صورة ايجابية عن رجل معاق حركيا وكان صاحب شركات وأعمال ونفس القصة قدمت في مسلسل أبناء القهر, حيث كان الوالد المعاق حركيا متفهما وهادئا وحكيما وناجحا لأبعد الحدود , كما صور مسلسل قتل الربيع أيضا صورة ايجابية عن فتى في مقتبل العمر أبكم , عانى مع من حوله بسبب عدم قدرته على فهمه ولكنه تجاوز مشكلته بالتعاون مع أخيه المتفهم .

مسلسل أشواك ناعمة قدم قصة هادئة وناعمة كاسمه , حيث أدى الممثل قصي خولي دورا لمعوق حركيا يمشي على عكازين , يتمتع بروح الدعابة والفكاهة والمرح اللطيف , وعرض معاناته عندما أحب فتاة وخوفه من إعاقته أن تمنعه من حقه في الحب والزواج , ولكنه نجح وتزوج بفتاة ألامه بعد مروره بالكثير من الصراعات الداخلية المريرة بسبب إعاقته , وقد أدت الفنانة شكران مرتجى دور ايجابي لكاتبة معوقة جسديا إعاقة أدت إلى تشوه عمود فقري رقبي في مسلسل بيت العيلة .

هذا عن الشكل الايجابي أما عن الشكل السلبي حيث قدمت الدراما أيضا أشكالا عنها , فقدم الكاتب خالد خليفة في مسلسل ظل امرأة رجلا أصيب بالعمى بعد حادث سيارة ورفضه لإعاقته أدت به إلى عذابات متتالية , ولكن الأسوأ هو موقف زوجته التي أظهرت رفضا وعدم تجاوب لوضع زوجها الجديد ومن ثم تركته يعاني , وبالرغم من أن الكاتب لم يقصد من مسلسله الحديث عن الإعاقة فقط , إلا أنه قدم صورة لواقع يستحق التوقف عنده .

أيضا أعيدوا صباحي قدم صورة لمعاق حركيا , كان سيئ الطباع , حاد المزاج , سلبي المواقف نتيجة إعاقته فقد تعامل مع أخته بأنانية شديدة , وحتى المرأة التي أحبته رغم وضعه وتزوجته , عاملها بالكثير من القسوة التي كانت ردة فعل عن إعاقته .

مسلسل الطير أيضا تحدث عن رجل معاق حركيا ولكنه مثل دورا سلبيا نتيجة الحادث الذي ألم به , وهناك العديد من الأعمال التي تحدثت عن قصص مماثلة مثل أسياد المال , والبيوت أسرار , ونهاية رجل شجاع , والشمس تشرق من جديد , وغيرها من الأعمال , ومؤخرا وفي  عام 2010 قدم مسلسل قيود الروح للفنانة يارا صبري وريما فليحان صورة ايجابية جدا عن طريقة التعامل مع الاعاقة , كما قدم مسلسل وراء الشمس ايضا صورة ايجابية لوجود عدة حالات اعاقة في المسلسل على اختلاف تنوع قصصهم .

وبذا تكون الأعمال السورية قدمت القصة بأوجه مختلفة وقاربت الواقع ودنت منه بشكل جيد إلى حد ما , وما ينقص برأيي هو إسناد دور البطولة لشخصيات تتحدث عن إعاقات أي أن يخص المسلسل أو الفيلم هذا الدور لهذه الشخصية , فيعطي انطباعا مؤثرا في المجتمع ومطالبا بحق أساسي من حقوق المعوقين , ألا وهو … الوجود…

 

ولكن كيف صورت القنوات الفضائية المعوق ؟

لقد قدمت عنه صورة نمطية مشوهة سواء في الأفلام السينمائية والمسلسلات أو البرامج الوثائقية أو الموسيقى والإعلان فقد صورته لصا أو إرهابيا فمن الأمثلة على أفلام تناولت نفس الموضوع:

فيلم المتسولون المحتالون للمخرج جيمس وليامسون

فيلم خدعة المتسول للمخرج سيسيل هيبورت

فيلمي المتسول المحتال والأعمى المزيف للمخرج سيجموند لوبين

فيلم خدعة الرجل الأعمى للمخرج آرثر كوبر

وكلها تعطي صورة سلبية ومشوهة عن المعاق وتكشف عن مخزون ثقافي واجتماعي معين , وبعضها قدم صورة ايجابية عن المعوق مثال فيلم أضواء المدينة لشارلي شابلن وفيلم أفضل أيام حياتنا وهو بطولة شخص معاق في الأصل .

وقد قام معهد الدراسات المعلوماتية بدراسة عن صورة المعوقين في الإعلام وكانت نتيجتها سلبية لحد كبير تتلخص في أنهم أشخاص خطرون وعدائيون غاضبون ومنحرفون وسيئون حتى على أنفسهم وعالة ومهرجون ومثيرون للشفقة بالإضافة لجعلهم لوحات خلفية تكميلية , بالرغم من أن كثيرا من الأفلام التي صنفها المعهد حصلت على جوائز عالمية مهمة .

كما تناولت السينما العربية مواضيع المعوقين وصورتها بطريقة لا تختلف عن الموضوعات التي صنفها المعهد أيضا ولكن بطريقة تراوحت بين التقليد المشوه للفيلم الغربي أو مكافحة الإعاقة والتي قدمتها السينما بمختلف أنواعها من فقد بصر أو ذاكرة أو تشوهات جسدية … الخ , ولكنها بذلك استغلت الإعاقة للتأثير على المشاهد مما عكس صورة سلبية على صورة المعاق في المجتمع . فكلنا يعرف مدى تأثير الصورة على المتلقي وتغيير سلوكه في شتى مجالات الحياة . حتى وصلنا لاعتقاد يصور واقع محتوم وهو أن معظم الصور التي يحملها الناس في أذهانهم مصدرها الفضائيات.

التلفزيون كالسينما لا يختلف كثيرا في تقديم المواضيع بل يزيد باستخدامه مفردات في بعض البرامج الدرامية أو الحوارية هذه المفردات تسيء للمعاق فتصف الأشخاص السلبيين ب ( العجزة – العميان – العالة ) وغيرها من المفردات لتشتم بعضهم دون مراعاة آلاف المعوقين الذين يتابعون .

حتى الصور الايجابية التي تعتمد بعض البرامج تقديمها عن المعوق تقدم بطريقة تستدر الشفقة والعطف أكثر ما تكون عن تقديم الصورة الحقيقية والإنسانية لهم , حتى الأغاني كان لها نصيب في تقديم صورة عن المعوق واعتمدتها كجزء من حكاية , وكلها كانت على الأغلب صور مشوهة لهذه الحالة الإنسانية

ومما سبق نستنتج : السينما شوهت صورة المعاق في كثير من أفلامها وصورت المعاق المكافح الطموح في أفلام أخرى , وأما الفضائيات فلم تعطي المعوقين حقهم الطبيعي وتناولت قضاياهم بطريقة هامشية , إلا الموقف الذي يحسب لها بتقديمها زاوية لتقديم الأخبار بطريقة الإشارة للصم والبكم ., الأغاني أيضا استغلت صورة المعاق وقدمتها بطريقة كوميدية , وبذا نرى أن الإعلام العربي يقدم المعاق كشخص هامشي .

 اقتراح وجود فضائية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

من الأهمية بمكان وذلك لا يعني أنها ستكون نوعا من العزل المرئي أو أنها ضد فكرة الاندماج بل هي ترضي متطلبات المعوقين أولا وذلك من خلال عرض صورة المعوق الحقيقي كإنسان له الحق بالعيش الآمن وله حقوق يجب أن ينالها ويمكن لبرامج هذه المحطة أن تقدم بشكل مدروس ومخطط غاية في الدقة بحيث يصل إلى المتلقي أيا كانت درجة ثقافته وأينما كان وذلك لاستقطاب أكبر عدد من المعوقين وغير المعوقين على حد سواء

إن الإعلام يفشل أو يصيبه خلل ما إذا ما اعتمد على أركانه الثلاثة بنفس القدر ألا وهي الأخبار والترفيه والتثقيف.

إن المحطة المقترحة أيضا يجب أن تأخذ بعين الاعتبار آليات العقل العربي وطريقة تفكيره وأسلوب التقديم والعرض ومعالجة الموضوعات.

كما ينبغي أن تأخذ على عاتقها تقديم صورة حقيقية للمعوق وعدم تشويه صورته ودحض الإساءة إليه وكما جاء في البيان الختامي لقمة دول العالم حول أهداف الالفيه الثالثة .

وحث قيادات دول العالم ومنظمات الأشخاص ذوي الإعاقات معا على إدماج قضايا المعوقين في مسودة وثيقة الأمة وقد أسفرت الجهود على إدماج قضاياهم في الفقرتين 107و108من الوثيقة الختامية كون المشكلة تشكل أحد أهم تحديات التنمية في العالم وأكبر تحدياتها في العالم النامي .

هذا وعلى القناة المقترحة اعتماد التنوع في البرامج والتجديد ورصد جوائز جيدة تغري بمتابعتها وإبراز الشخصيات المعاقة المؤثرة في المجتمع وتسليط الضوء على منجزاتها .

ومحاولة دمجهم وتحويلهم إلى عناصر فاعلة وحث الجهات الحكومية على إلزامية القوانين التي تحمي حقوق المعوق وحث مؤسسات حقوق الإنسان على تبني قضية المعوقين , ومن أهم أهداف قناة كهذه هي نشر الوعي في المجتمع وذلك بتغيير نظرته الدونية لهذه الشريحة المهمشة والتزام الأدب والأخلاق تجاهها.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

‫4 تعليقات

  1. cherif

    شكرا شكر لامتناهي على هذا الإهتمام الذي أثلج الصدر وأراح القلب وإطمأنت له الجوارح رغم معاناتها كنت في غفلة من أمري وشكرا لكي يا وصال على هذا الوصال بينكم والمعاقين فأنا معاق حركيا ولدي إبنة في عمرها التاسع وهي معاقة حركيا وذهنيا وأعلم جيدا ما يعانيه المعاق رغم أنه سجل مفتوح لا يختار ضحاياه فقد تطرقت لهذا الأمر مرارا في مشاركاتي الجمعوية بشتى مسمياتها وخذت كمراسل صحفي لأربعة سنوات ولكن لم أجد لغاية اليوم من المنظمات المسؤلة والفاعلة أي فعالية تطبق بأرض الواقع انما هي بزنزة على انقاض احلام المعاقين وآخر مشاركة لي كانت في اليوم الوطني للمعاق الجزائري الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام والإتحاد الوطني للمعاقين الجزائرين بيوم 14 مارس 2013 بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة حتى مسمى الأسبوع الثقافي لمعاقي الجنوب وحضره ممثلوا خمسة ولايات من الجنوب الكبير ( ولاية تمنراست ـولاية ورقلة ـولاية الوادي ـولاية غرداية ـولاية الجلفة )وكان عدد المشاركين حوالي 60معاقا من هاته الولايات ،كما أنه كانت الإقامة بفندق السفير 05نجوم…..؟قدمنا خلالها عروضا في شتى الميادين معرضا للموروث التقليدي للعرب والطوارق والأمازيغ بالجنوب ناهيك عن عروض في المسرح وmonlog والشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي بأنواعه حيث لاقى إعجابا من طرف الزوار الا أنه لم يكن بقدر الحدث تجاه السلطات المعنية ومن بينها وزارة التظامن والأسرة التي أبت الوزيرة الحضور ليوم الإفتتاح وحضر مندوبا عنها يمثل المعاقين بالوزارة كما شرف الحضور وزيرة الثقافة التي كانت لها وقفة جد مشرفة سجلها لها معاقوا الجنوب ،الإعلام كان مغيبا كليا الا مرورالكرام في يوم الإفتتاح مركزا على الهرم المقلوب عنوانه المعاق …؟ كما زار الملتقى هاوي في المنلوج قبل العرض الرسمي شرفنا عرض مصغر أمام المعاقين حين يتقمس دور المعاق في عنوان معاناة المعاق اليومية مع الغسل والوضوء وغير ذالك من الأشياء التي لا تزيد المعاق الا تذمرا واستياء فخالفته الرأي ونقدته نقدا لاذعا لاهوادة فية ونعت مسرحيته بالمهزلة التي تسيئ للمعاق اكثر ما تعالج معاناته فأصبحت ساعتها كاتبا مسرحيا بإمتياز وعرضت عليه عدة نقاط يعالجها في عرضه المسرحي ربما كرسالة للمشرع قبل المنفذ ….المسرحية تدور حول المعاق ينشطها صحفي محترف مع ضيفيه احدهما سيناتورا والآخر حقوقي وتدور الأحداث كالتالي ..يرحب الصحفي بضيفيه بعد التحية على الجمهور المتتبع ثم يظهر عينة من معاناة المعاقين أحدهما معاق حركيا كان يمشي بجادة الطريق لوحده فيعترضه لص محاولا الإعتداء عليه يطرحه أرضا محاولا أخذ ما يحمله ذالك المعاق فينتبه المعاق وهو في شدة الفزع والروع والهلع يتخبط كالشاة التي انقض عليها ذئب جائع فيشد إنتباهه خنجرا صغيرا حادا يسقط من ببنطلون اللص فيستغل فرصة سنحت له ويغرزه ببطن ذالك الجبان وهو يحاول الدفاع عن نفسه حتى انتبه اليهم المارة ففرقو بينهم ليلاحظ الدم الغزير ينزف من بطن اللص لتهرع الإسعاف والشرطة فيؤخذ اللص للمستشفى للعلاج والمعاق يساق كشاة للسجن ليحكم عليه القاضي بعامين سجنا نافذا بجنحة الضرب والجرح بسلاح أبيض مع سبق الإصرار والتحفظ ولم تشفع له اعاقته ولا دفاعه عن نفسه وانه لم يقصد الأذية ولكنه ليبعد عن نفسه الخطر فيعامل وكأنه مجرم يتمتع بكل قوياه الصحية ..فأين المشرع من هلته الحالة التي ساوى فيها القانون بينه وبين المجرم العادي …؟ وحالة أخرى معاق ذهنيا بالغ يستغل من طرف محتالين يكونون له ملفا تجاريا كتاجر جملة أو سجلا من أي نوع ويستغل بإقتاض مبلغا هاما من البنك ليأخذ المحتالون المال ويبقى المعاق ذهنيا مدانا للبنك ولمصلحة الضرائب فيجز به فالسجن بتهمة عدم سداد القرض والتهرب الضريبي …فما ذنب هذا المعاق ( أقسم لكم أنني حضرت أحكاما على معاقين بعدة محاكم لفئة المعاقين ذهنيا وحكم عليه بالسجن لفترات مختلفة …فأينالمشرع والحقوقي من هاته الفئة ؟ وحالة أخرى معاق حركيا على كرسي متحرك متزوج وأب لعدد من الأطفال وهذا المعاق هو الكفيل الوحيد لهاته العائلة ولا يتقاضى سوى ما قيمتهة 4000دج لاتكفية ان مدخنا علب السجائرلمدة شهر فكيف بعائلته ولم يحضى بالإدماج المهني ولا بالتكوين الا على بعض المحسنين ليجد نفسه مضرا لعمل أي شيئ وعلى رأسها الإنتحار …فيستغل وضعه تجار المخذرات الذين هم مشبوهون لدى السلطات المعنية وبعد غسيل مخ لهذا المعاق أظطر لتوزيع المخذرات حتى يعول اولاده الجياع لتقبض عليه الشرطة ويحكم القاضي عليه بأقصى عقوبة فأين المشرع والحقوقي فإذا ظهر السبب بطل العجب والسجل مفتوح ولم يجب لا الحقوقي ولا النائب او السيناتور على الأسئلة حول كل الحالات التي ذكرت الا التوبيخ ..فالسجل مفتوح ربما يصاب السيناتور بإعاقة دائمة جراء حادث ………..؟ وللحديث بقية هذه قطرة من محيط الشريف قيدوم

  2. wissal

    يسعدني جدا ردك الذي أعتبره غاية في الاهمية أستاذ الشريف .. وانا أرى أن هذا الرد بذاته أجدر به ان يكون مقال لأنه يحوي على نقاط هامة جدا في قضايا الاعاقة وأتمنى من حضرتك اعادة صياغته لنشره كمقال
    ويدا بيد نعمل مع بعض لننشر الوعي للقضية وهذا ما نستطيع فعله حاليا
    شكرا لك مرة اخرى

الرد