أيهما ستختــــــــــــار للترقى ؟ الكفاءة أم الأقدمية ؟

كتبت الأعلامية/ جيهان السنباطى

يمثل العاملون بالقطاع الحكومي للدولة ، الذي يشمل الجهاز الإداري والإدارة المحلية والهيئات الخدمية ، نحو 20% من اجمالي القوى العاملة في مصر، وفقا لبيانات جهاز التعبئة العامة والإحصاء عن عام 2013-2014 ,ويُعد الجهاز الإداري أساس التنمية الشاملة في كل المجتمعات، الأمر الذي يدفع الأنظمة السياسية لإدخال العديد من الإصلاحات عليه عن طريق تعديل القوانين المنظمة له وفي سياق ثورة 25 يناير، تطلع المصريون إلى إعادة توجيه سياسات الدولة بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون وجود جهاز إداري كفء. وقد عاني الجهاز الإداري المصري “الذى يناهز عدد العاملين فيه الـ7 ملايين موظف” من مجموعة من الأزمات المتجذرة أبرزها البيروقراطية والفساد والتضخم الشديد, ويرتبط بتلك الإشكاليات الرئيسية عدد من الأزمات الأخرى التي لا تقل عنها أهمية وخطورة، منها: إهدار المال العام، وتضارب الصلاحيات، وغياب الشفافية والمساءلة، وانعدام الأمانة، وعدم الانضباط، وغياب نظام موضوعي لتقييم الأداء، وغياب العدالة في نظام الأجور وتعقده وكذلك غياب العدالة فى الترقى للوظائف القيادية . وأمام تردي أحوال الجهاز الإداري للدولة، أعلنت وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري عن عدد من الخطط والبرامج التي تستهدف تحقيق إصلاح هذا الجهاز ومنها على سبيل المثال: استراتيجية التنمية المستدامة 2030، وبرنامج التطوير المؤسسي، وبرنامج تطوير الخدمات الحكومية، وبرنامج تطوير نظم إدارة موارد الدولة، وبرنامج استكمال وربط قواعد البيانات القومية، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وأخيرًا الإعلان عن قانون الخدمة المدنية الجديد ومسودة لائحته التنفيذية. حيث صدر قانون الخدمة المدنية الجديد في 12 مارس 2015 بقرار من رئيس جمهورية مصر العربية بالقانون رقم (18) لسنة 2015، وعُمل به من اليوم التالي لتاريخ نشره في الجريدة الرسمية، أي اعتبارًا من يوم 13 مارس 2015، وذلك إعمالا لنص المادة الرابعة من مواد إصدار القانون، باستثناء البنود المالية التي تقرر العمل بها اعتبارًا من 1-7- 2015, وبناءً عليه فقد ألغى القانون الجديد، القانون رقم 5 لسنة 1991 في شأن الوظائف المدنية القيادية في الجهاز الإداري للدولة و”قانون العاملين المدنيين” رقم 47 لسنة 1978. ورغم الانتقادات اللاذعه التى وجها البعض لقانون الخدمة المدنية الا ان البعض الآخر يقول أنه أنصف الموظف الكفء ,حيث انه انطوى على خمس مزايا تتمثل في إتاحة الفرصة لتولي الشباب للمناصب القيادية بسرعة بناءً على الكفاءة، وفتح الباب اختيارياً للعامل أن يخرج للمعاش المبكر بدءً من سن 50 وترقيته للدرجة الأعلى، وإضافة 5 سنوات فوق سنوات خدمته، وكذلك إضافة تشجيع حصول الموظف علي الاجازات الخاصة به لانعكاس ذلك على إنتاجه فى العمل، على ألا ينظر إلى الإجازة باعتبار أنها وعاء ادخارى يدخر فيها الموظف لحين انتهاء خدمته. وينص قانون الخدمة المدنية فيما يخص شروط الترقى أن يتم الترقية للوظائف التخصصية من المستوى “ب” بالاختيار وذلك على اساس البيانات الخاصة بتقوييم الآداء ومايتضمنه ملف خدمة الموظف من عناصر امتياز تؤهله لهذه الترقية وتكون الترقية للوظائف الآخرى بالاقدمية وأنه حتى يحصل الموظف على الترقية يجب ان يحصل على تقرير اداء كفء فى آخر عامين مباشرة قبل الترقية . واذا نظرنا الى تلك الشروط سنجد انها ليست منصفة اطلاقا للموظف الكفء ولاتتيح له فرص الترقى للمناصب القيادية وذلك لانها تعتمد فى النهاية على التقييم البشرى من المدير المباشر له والذى تحكمه ظروف الزمالة والصداقة وفى النهاية يتساوى الموظف الكسول والمتميز فى تقارير التقييم السنوى وبهذا نقضى على كل الفرص المتاحة للموظف الكفء لتقلد المناصب القيادية فى الدولة . وسأوضح ذلك ……………… فتبعا لقانون العمل القديم فقد كان نحو 98% من العاملين فى الجهاز الحكومى للدولة يحصلون على تقدير امتياز وهو التقدير الذى يتم سنويا لتقييم العاملين فى القطاع والذى غالبا ما كان يقوم به المديرين ( المسؤولون عن التقييم) تحت ضغط معنوى واجتماعى ويتم بدافع العشرة والزمالة والصداقة فى محيط العمل لانه لم يكن ممكنا الترقية إذا كان التقدير أقل من ذلك وهو ما أدى الى المساواه بين الموظف المتميز النشط الكفء وبين الآخر الكسول الضعيف الغير منتظم مما جعل طريق الترقى مسدودا امام الموظف المتميز اذا كان اصغر سنا واقل أقدمية وذلك اذا تمت المقارنه بينه وبين من هم اكبر سنا والأكثر أقدمية منه فى حال التقدم الى الوظائف القيادية . والسؤال مطروح هنـــــــــــا لكل مسؤول فى الدولة …….. فى حال تقدم موظفان لتقلد وظيفة قيادية فى اى قطاع حكومى , أحدهما معروف عنه الانضباط والكفاءة والتميز وسرعة أنجاز العمل , وموظف آخر كسول ضعيف غير منتظم لكنه الأكثر أقدمية من الأول , والإثنان متساويان فى تقارير التقييم السنوية وأنت على علم بمدى كفاءة الموظف الأصغر سناً , ايهما ستختــــــــــــار ؟؟؟ الكفء أم الاقدم ؟؟؟