من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

بركان الغضب الفلسطيني المتفّجر بعد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

 

11667042_871245866292765_221226237_n

الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل الكاتب المفكر والمحلل السياسي

مديرمكتب_غزة-فلسطين

وكان فيها نص واضح وصريح مفادهُ بأن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين؛ وبالتالي فنحن لن نلتزم بالاتفاقيات من طرفنا، طالما أنهم لم يلتزمون، وأعلن فلسطين دولة تحت الاحتلال، وجاء هذا الخطاب بعد قرارات المجلس المركزي الفلسطيني والذي اقر وقف التنسيق الأمني مع تأكيد أن الاحتلال يجب أن يدفع ثمن جرائمه المتواصلة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني. وفعلاً جرت الهبة الجماهيرية العارمة وانتفاضة الحجارة بعد خطاب الرئيس عباس؛ الذي وضع الأمور في نصابها؛ الصحيح ولكنهُ أكد وشدد على ضرورة الإبقاء على “سلمية” هذه الانتفاضة الفلسطينية، وضرورة إفشال محاولات المُجرم نتنياهو لتحويل التظاهرات السلمية والهبة الشعبية، إلى مواجهات دامية وإطلاق صواريخ ليقول للعالم، إنه يواجه “عصابات مسلحة”! مثلها مثل “داعش” والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ولا يواجه شعباً محتلاً يطالب بحقوقه المشروعة. ومن ثم يقوم بتدمير مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في وقتٍ ينصب فيه اهتمام العالم الآن على ما يجري في سورية والعراق واليمن وليبيا، وبدخول روسيا عسكرياً وبقوة على خط الصراع في سوريا ، ولذلك فإن الرئيس عباس عندما يتوجه إلى الشعب الفلسطيني بهذا الطلب فإنه يريد قطع الطريق على استغلال بنيامين نتنياهو لهذه الفرصة ليبْطُش بهذا الشعب، وليرْتكب أبشع الجرائم بحقه، بينما الأنظار تتجه اتجاهات أخرى، وبينما العالم الفاعل والمؤثر يعطي الأولوية لما يعتبرها أماكن ساخنة مثل سورية واليمن والعراق وليبيا. ومع الأسف هناك من أباء جلدتنا “يصبُّ الزيت على النار ويخدم الأجندة الصهيونية من حيث يعلم أو لا يعلم، “، فالتنظيمات التي سارعت منذ بدايات هذه الانتفاضة لإطلاق صاروخين صوتيَّيْن من غزة في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحاذية المحتلة منذ 1948 تواصل محاولاتها تخوين وإحراج السلطة الوطنية، وأجهزتها الأمنية بل لم تكتفي بذلك وكأنها تتساوق مع الاحتلال؛ وواصلت “عبر أبواق بعض الناطقين باسمها من خلال وسائل الاعلام بالتحريض والقول بضرورة أنْ تسارع هذه السلطة إلى التخلي عن اتفاقية “أوسلو”، وأن تحل نفسها وتترك للتنظيمات “المعارضة”، أي “حماس” و”الجهاد” ومن لف لفيفهم، حرية العمل المسلح في الضفة الغربية كلها. وبذلك تهدف تلك التنظيمات التخلص من السلطة لخيار ليس هذا الوقت وقته، وليست هذه الظروف ظروفه… وتزداد تلك “المزايدات” الأن من جهة والضغط الإسرائيلي من جهة أخرى على السلطة وذلك لجرها لمواجهه مسلحة تؤدي للاجتياح الكامل للضفة والقدس من قبل الاحتلال وتدميرها كما فعلت في زمن الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله في الانتفاضة الثانية حينما تحولت المقاومة لانتفاضة مسلحة أدت لتدمير كل مقرات السلطة ، ولو حصل الان ذلك سيؤدي إلى فراغ في السلطة مما سيجعل العالم كله يدير ظهرهُ لشعبنا الفلسطيني… وبذلك خدمة للاحتلال لشطب القضية الفلسطينية لنرجع صفر اليدين. وهذا ما يريده الاحتلال في ظل إنجازات فعلية قد حققها الشعب الفلسطيني بالكفاح والدماء والعذابات وبالشهداء منذ قرن من الزمان حتى الآن، وكان من أهمها الاعتراف بدولة فلسطينية (تحت الاحتلال)، ورفع العلم الفلسطيني فوق مقرات الأمم المتحدة ومؤسساتها الدولية وتمثيله في العديد من الهيئات العالمية المهمة. سيكون خيار عسكرة الانتفاضة الشعبية في الضفة والقدس خيارًا قاتلاً يؤدي بنا لتضييع تلك الإنجازات الفعلية تحت ضغط “المزايدين” من التنظيمات الإسلامية التي ظهرت في الساحة الفلسطينية منذ فترة قصيرة من الزمن والتي أكبر همهم هو أن يكونوا تبعًا إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين أكثر من الانتماء لفلسطين. ولذلك فإنه يجب الحفاظ على شعبية الانتفاضة و الهبة الجماهيرية وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام البغيض وأن نكف على سياسة التجريح والتخوين والارتقاء بمسؤولياتنا نحو عدم إضاعة دماء الشهداء والكف عن الخلافات والمناكدات السياسية والالتفاف حول القيادة وتعزيز الهبة الشعبية وتشكيل إطار قيادي وطني من أعلي هرم قيادي والتنسيق والتشاور مع باقي الفصائل ووضع خطة استراتيجية وطنية وبتنسيق كامل داخلي وخارجي من أجل أن لا تنتهي الانتفاضة الشعبية الثالثة بإنهاء الاحتلال.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد