من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

21 مليون امرأة ورجل وطفل مستعبدون

 
 
 
image
عبدالله اليماني
يوافق اليوم الثاني من كانون الأول/ ديسمبر اليوم العالمي لإلغاء الرق، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية المتحدة بشأن قمع الاتجار بالبشر واستغلال بغاء الغير في عام 1949م .
ويعد الرق من أبشع الممارسات التي شهدتها الإنسانية وسودت بها صفحات غاية في القسوة والبشاعة تمثلت في أقصى صور الامتهان للكرامة الإنسانية واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، حيث كان الرقيق يصطادون كالحيوانات من أدغال أفريقيا ويقتادون للبيع في أسواق النخاسة في أوربا وغيرها من قارات العالم وقد كان كثير منهم يموتون منهم قبل الوصول لتلك الأسواق بسبب الأمراض والأوبئة والأوضاع السيئة التي يتم فيها ترحيلهم. ثم اعترت الضمير الإنساني صحوة انتفض على إثرها لمحاربة هذه الممارسة البشعة بكافة السبل والوسائل ولم تكن المهمة سهلة ميسورة بل خاض العالم معارك ضارية للقضاء على الرق وتحريم تجارته وجعله صفحة مطوية من تاريخ البشرية، وتولت المنظومة الدولية ممثلة في الأمم المتحدة محاربة الرق فصكت الاتفاقيات والمواثيق الدولية للقضاء عليه، وساقت العالم نحو الالتزام باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء عليه وأنشأت الآليات الدولية لمحاربته، فأنشأت في 2007م ولاية “المقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعبودية” وقد سبقته آلية أخرى هي “الفريق العامل المعني بأشكال الرق المعاصرة: أسبابه وعواقبه”.
 وعلى الرغم من انحسار ظاهرة الرق في شكلها التقليدي إلا أن أشكالا وصورا حديثة للرق حلت محلها وقد عبر التعريف الذي تبنته الجمعية العامة للاتجار بالبشر عن هذه الحقيقة، حيث عرف الاتجار بالبشر بأنه “تجنيد أشخاص أو نقلهم أو ترحيلهم أو إيواؤهم أو استقبالهم بواسطة التهديد بالقوة، أو استعمالها أو غير ذلك من أشكال القسر أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو استغلال السلطة أو استغلال حالة استضعاف، أو بإعطاء أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا لنيل موافقة شخص، له سيطرة على شخص آخر لغرض الاستغلال.
ويشمل الاستغلال، كحد أدنى، استغلال دعارة الغير أو سائر أشكال الاستغلال الجنسي، أو السخرة أو الخدمة قسراً، أو الاسترقاق أو الممارسات الشبيهة بالرق، أو الاستعباد أو نزع الأعضاء”.
 ويظهر من هذا التعريف اتساع نطاق مفهوم التجارة بالبشر أو الرق لتشمل ممارسات كثيرة معاصرة، من بينها السخرة، واستعباد المدين، والاتجار بالبشر لغرض نزع الأعضاء؛ والاستغلال الجنسي، والزواج ألقسري، وبعض صور عمل الأطفال، وبيع الزوجات، ووراثة الأرامل، والتجنيد ألقسري للأطفال وغيرها.
 
وتقول التقارير الأممية أن هناك حوالي 21 مليون امرأة ورجل وطفل واقعون في براثن الرق في كل أنحاء العالم، وغني عن القول أنهم غالبا من الفئات الأكثر ضعفا وتهميشا.وقال معهد جنيف لحقوق الإنسان إن الاحتفال بهذا اليوم هو تجديد التزامنا تجاه قضايا حقوق الإنسان كافة، ونضم صوتنا لصوت الأمين العام للأمم المتحدة في دعوته لجميع الفاعلين لدعم صندوق الأمم المتحدة للتبرعات بشأن أشكال الرق المعاصرة حتى يتمكن من النهوض بمهمته في محاربة هذه الجريمة وإعادة تأهيل ضحاياها عن صبرهم وضررهم وتعويضهم، ونأمل أن تعود هذه المناسبة العام القادم والعالم خال منها.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد