من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

دراسة تحليلية وقراءات نقدية في الجزء الاول من قصة " إمرأة تحت الظلّ" للقاص الاديب عبد الرؤوف زوغبي

 

13023267_1064571526938955_1281060600_n

بقلم الدكتور زياد الشيخ صالح 

مكتب-العراق

كاتب استهل الكاتب القاص عبد الرؤوف زوغبي قصته القصيرة بمدخل ادبي فني عذب مستخدما التوصيف السردي والعنصر المكاني والمشهد التصويري الذي تبنّاه في مستهل القصة فجذب بذلك المتلقي لمتابعة الموقف الذي يتباه ،، في المشهد التوصيفي الخاص بجلوس الفتاة جنب اطلال دير عتيق ،،مبينا بذلك العامل التكويني للشخصية محور القصة وابعادها النفسية والسيكولوجية وتوضيح صورة الصراع والتضاد بين ارادتين بشريتين ،ممثلة الاخرى بالشخصية السلوكية والبعد الاجتماعي والثقافي والبيئي ،للأب ،، اتجه النص الى تكثيف اللغة لتعميق الدلالات القيمية بدءً من العنوان وترك مساحات واسعة مشدودة زادت من تعميق الدلالة السردية وتوالي الاحداث لتبدو اكثر جمالاً ، يتوارى خلف عمق ستراتيجية العنوان والبعد الرؤيوي الابداعي في الاسترسال في الحدث والحبكة والعقدة ، وهذا يصب في تميز الكاتب وافكاره المتميزة بالبعد الفلسفي الاجتماعي ، الواضحة الرؤيا للحياة ،، ركن الخيال في النص ،،ذا امتداد واقعي ، او هو واقع متخيل ،، بما ان الحادثة والحدث في النص تصبح ظاهرة انسانية في اماكن عدة ،، جودة النص في لغته المميزة والمكثفة لحالتين نفسيتين يفترض بهما المتلقي التصارع والقغلة الخفية ،،وقد اجاد القاص بقوة لغته في تصوير المشاهد ورسم الشخصيات في اقل عدد ممكن من الكلمات ، اذ طغى الخيال والتصوير الرائع للنص ،، وابتعاده عن الغموض واللبس كي لا ينزاح الى اللغز الذي يتطلب جهدا ، في القراءة او تأويلات متعددة قد تفضي الى تناقضات كثيرة فمشهد الحدث يتنامى عن طريق حركات معينة كل حركة تأخذ زمنا ، محددا فمن جلوسها الى جنب الدير العتيق ،،والسكين في يده ،، ثم هروبها ،،كل هذه الحركات خلقت مشهدا موحدا يبقى راسخا في الذهن كصورة حية ، ناطقة بالالم والقهر .. صورة تبين ، حجم الصراع ، وارتفاع حدّة الانفعال ، ..كلّ هذه صور جمعت ، بين الجودة في التعبير ، وابداع على مستوى التصوير الدلالي والفني ، ثم يأتي عامل السرد باستخدام الفعل الماضي ،، كانت جالسة ،، كزيادة في الاثارة والتشويق ثم الانتقال الى وصف المشهد والحالة ،،ويبقى النص في جزءه الاول في حدود الواقع الادبي والاجتماعي الملموس ،، وبصيغة رائعة جدا ،، من خلال ما تم قراءته ،، سواء في هذا العمل او غيره للقاص،، ينبئنا عن ولادة طاقة ادبية مبدعة ،، خلاّقة.. ننتظر قراءة الجزء الثاني ،، وبقية القصة لتكتمل الصورة الابداعية ،، لقصة .. إمرأة ،، تحت الظل..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد