من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

مسألة وقت لزوال النظام الإيراني


cid:image003.jpg@01D1DD6A.02872C20

خالد الوحيمد كاتب سعودي


تخوض المعارضة الإيرانية هذه الأيام في الخارج أكبر حملة لها في تاريخها، حيث اللافت في الأمر وجود الأمير تركي الفيصل الذي عبر عن تضامنه التام أمام الجماهير الحاشدة بإزالة وتغيير نظام الملالي الجائر. فهذه اللفتة السياسية توضح حقيقة وصول المنطقة إلى خطرٍ جسيم إذا استمر حزب الخامنئي في السلطة
.
هذا الحشد الشعبي المكثف من كافة الفصائل الإيرانية، إضافة للوجود العربي الملحوظ يعبر عن تقدم للمعارضة، وأن النظام الإيراني باتت أيامه معدودة.


السؤال الذي يلوح في الأفق ما هي تبعات أو إحداثيات إزالة النظام؟ هل يسقط بقوة داخلية كما أسقط الخميني نظام الشاه الملكي عام 1979م حيث جيء به بطائرة فرنسية من باريس إلى طهران. هل التاريخ السياسي في إيران يعيد نفسه؟ فمن المعروف تاريخياً أن حركة مجاهدي خلق لها جولات وصولات في إيران منذ أيام الحكم الملكي وربما أقدم. فهذه السيرة التاريخية قد يشفع لوصول السيدة مريم رجوي لسدة الحكم في طهران. ولكن من المعروف أن التيار الديني الحاكم وضع أسسا واستراتيجيات في غاية التعقيد، لو تم تفكيكه أثناء سقوط الملالي، فستكون هناك فصائل عديدة لها خبرتها وإدارتها في الدولة؛ كالحرس الثوري الذي يولي انتماءه الكامل للمرشد آيه الله علي خامنئي، ناهيك عن كثير من الفصائل المسلحة وغير المسلحة ذات الثقل السياسي التي تشكل خط دفاع لتحجيم أي مظاهرة شعبية تندد أو تطالب بإصلاحات دستورية أو سياسية.هذه الفصائل في حال تفكك النظام وانهياره ستشكل فراغا جيوسياسيا خطيرا جداً، خاصةً إذا تمت إزالة النظام بطرق ثورية مسلحة أو بقوة خارجية كما حصل مع النظام العراقي السابق. فنشر الفوضى عقب الإطاحة سهلٌ جداً من قبل الخلايا الصغيرة سواء التابعة لنظام الجيش أو الحرس الثوري الذي يرى في الحكم الثيوقراطي حكما شرعيا وواجب اللزوم والطاعة العمياء لولي الفقيه وهو الأقوى في النظام والأكثر عدداً.


ولصحة كلامي هذا صمود نظام بشار الأسد أمام الجيش السوري الحر، فلولا خبرة الحرس الثوري وعناصره الموجودة في أرض المعركة لانتهى بشار ولربما ساد الهدوء في سوريا ولربما أيضاً لم نسمع عن تنظيم اسمه (داعش).
في مقالي لا أرفع سقف الخوف وإنما الحذر الشديد من مغبة زوال النظام الإرهابي فهو ليس نظاما أرستقراطيا أو أيديولوجيا علمانيا، وإنما تركيز عقيدته بصلب الدين فهو في مذكراته وأدبياته يحاول أن ينسخ الخلافة الإسلامية المفقودة منذ وفاة علي بن أبي طالب وهذا الأمر يدغدغ مشاعر كثير من المسلمين سواء داخل إيران أو خارجها، ولعل هذا التهريج أزاح عن بعض وكشف خبايا هذا النظام الذي يريد التنكيل بالعربي مهما كان مذهبه، وأن يحكم الأمة العربية ويخضعها بالذل والهوان، حينها تتلاشى كونها أمة لها تاريخها ولغتها وعاداتها الثقافية.
المسألة تحتاج إلى تفكير دقيق ومساعدة من الأسرة الدولية وقرار إجماعي عالمي يقرر إزالة الحكم الجائر بطرق أقل خسائر وأن تكون نتائجها على المدى البعيد آمنة

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد