من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

كمثل الحمار يحمل أسفارًا

13000138_222343694807539_2611008045617506376_n

الكاتب الصحفي المفكر العربي والإسلامي
الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
دكتوراه الفلسفة في مناهج وطرائق التدريس
المركز القومي للبحوث العلمية- غزة

مدير مكتب فلسطين


يقاس تقدم الأمم والشعوب بمدي تقدم مناهجها التعليمية وبقوة التنمية البشرية المستدامة والتطوير المستمر وذلك من خلال إيجاد المعلم المُتميز المبُدع المُتمكن من المساق التعليمي الذي يُدرسهُ لِّطُلابهِ، والذي يوصل المعلومة علي أكمل وجه؛ ولذلك كانت أعظم مهمة في العالم مهمة المعلم؛ حتي أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: بعثني ربي مُعلمًا، أو بعُث معلماً، ولم أُبعث مُعّنِفاً ولا متعنتًا، والمعلم خيرٌ من المُعّنِف.
إن طبيعة الصراع العالمي اليوم، والمستقبلي للسيطرة علي العالم قائم من خلال البحث العلمي، والتعلم والاختراعات والابتكارات العلمية والتقدم التقني والتكنولوجي، ونري اليوم كيف تتسابق الدول فيما بينها في مجال البحث العلمي، والابتكار، وقد بدأت بعض الدول تثبت نفسها حديثا في ساحة السوق العالمي والصناعات المتطورة مثل الصين والهند وتركيا وغيرها، كما أن الاحتلال الاسرائيلي يعتمد في صراعه مع العرب والفلسطينيين على البحث العلمي بدرجة كبيرة ويخصص لهذا الجانب مليارات الدولارات، أما نحن في فسطين وعلي الرغم من وجود عقول مفكرة ونيرة ومبدعة وكفاءات وقامات علمية كبيرة ووجود الابداع والتميز عند البعض، ووجود كم كبير من حملة المؤهلات العلمية الكبيرة والذين يؤدون الأمانة التعليمية على أكمل وجه؛؛ لكن للأسف بالرغم مما سبق يوجد العكس في قطاع غزة!؛ حيث ترخص وزارة التربية والتعليم بغزة، بعض المؤسسات التعليمية الربحية المادية الهدف فقط!، وتقوم تلك الجهات باستغلال الترخيص وإعطاء شهادات عليا مثل شهادة الماجستير! وشهاداتهم تكون فقط كنوع من البروتوكول والفخامة، والمظاهر الكذابة، ويّدعون بأنهم يعطون شهادات عليا! وهي شهادات غير معترف بها مطلقًا من وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله، ولا تتعدي كونها مجرد أكثر من دورات تدريبية لا تتجاوز ثلاثة أشهر؛! إننا نوجه العتب واللوم علي وكلاء وزارة التربية والتعليم في غزة وهم من حملة الدكتوراه؛ كيف يسمحون لأنفسهم بترخيص تلك المؤسسات والتي تمنح شهادات عليا؟؟؟، وتلك المؤسسات تفتقد لكافة شروط البحث العلمي وشروط الدراسة في الدراسات العليا؛ وهذا يؤكد حديث النبي صلى الله عليه وسلم 😞 من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل وتشرب الخمر ويظهر الزنا )، وصدق الله العظيم القائل: (كمثل الحمار يحملُ أسفارا)، والخطاب لبني إسرائيل الذين جاءت لهم التوراة فيها هدي ونور ليتعلموها ويتعلموا أحكامها ويدرسوا ما فيها ويطبقوه ولم يفعلوا ذلك فكان مثلهم، كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبًا من كتب العلم العظيمة الكثيرة، ولكنه لا ينتفع بها، ولا يعقل ما فيها، فكذلك حال بعض الذين يدعون أنفسهم حملة الشهادات العلمية العليا الغير معترف يها رسميًا لن ينتفعوا بما فيها، كالجاهل الذي يحمل أسفارا أي كُتبًا فيها علم، فهو لا يعقلها ولا ينتفع بها وستبقي حبراً على ورق، طالما أن شهاداتهم من تلك المؤسسات الغير رسمية لن تسمن ولن تغني من جوع طالما لم يتم تصديقها واعتمادها من وزارة التربية والتعليم العالي في (رام الله) فلسطين. لأن العلم والتعليم النافع والحقيقي والناجح، والمفيد، ويعتبر الغذاء الشافي للروح والعقل يفتح القلب فيزيده نورا وبصيرة، ويُهذب النفس ويُعدل السلوك ويُخرج الفرد السوي الإنسان الصالح القادر على إدارة ذاته وحياته ومجتمعه؛ ولذلك كانت أول أية نزلت في القرآن الكريم ( اقرأ )، ولقد حرص منذُ بزغ فجرهُ على العلم والتعلم، وإعمال العقل بالبحث والتفكير والاستدلال للوصول للمعرفة الحقيقية التي تخرج الإنسان من الضلالات والأوهام إلى نور الإيمان و اليقين، فيهتدي الإنسان لكل ما يحفظ إنسانيته وكرامته ووجوده، ودعا الإنسان إلى التفكر ليهتدي العقل للبصيرة السليمة والمعرفة الحقيقية التي تعينه على تطوير ذاته ومجتمعه فيسعى نحو الإصلاح والتطوير، ووصف القرآن الكريم الجهل والعلم بصور ضدان لا يلتقيان، فقال تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ، وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُور، َمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )، وبُين فضل العالم على الجاهل أو عامة الناس ليكون العالم كفضل الشمس على سائر الكواكب والنجوم، (عن أبي إمامة رضي الله عنه قال: “ذُكِرَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته وأهل أرضيه يصلون على معلم الناس الخير” وبين شرف العلم والعلماء فقال تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فإن كان من يحمل الشهادة أهلاً لها سيتكون المخرجات التعليمية من أبنائنا ممتازة وتسير نحو الريادة والتطور والتقدم التقني والمهني والعلم، وإن كان الخريج وحامل المؤهل العلمي نجح وهو لا يستحق ولا يستطيع أن ينقل رسالة الأنبياء للناس وهي تعليم الناس الخير، سيكون الوبال والدمار علي الأمة وسنعود لعصور الظلام الحجرية الأولي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهنا علي كاهل وزارة التربية والتعليم العالي تقع المسؤولية ألكُبرى من أجل لجم تلك المؤسسات التي لا تعلم الناس بل تتكسب مالياً باسم التدريب والتنمية البشرية ولغة الجسد الخ.. من مسميات ودروات لم يجني منها الكثير غير الخسارة المالية وشهادة عليا لن تؤهله أن يكون مدرساً في ورضة أطفال فكفانا عبثاً بالمسيرة التعليمية ولنعمل كذلك علي تطوير وجودة المناهج التعليمية وإيقاف كافة المؤسسات التي تدعي التعليم وهي التي لا تلتزم بمتطلبات التربية والتعليم العالي في فلسطين المُحتلة؛ وفي النهاية هناك من لا يقرأون ولا يكتبون و
لا يحملون أي شهادة تعليمية مثل معلم البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن العصر الحديث الكاتب المصري الكبير عباس العقاد؛ فقيمة الإنسان ليست بالمؤهل العلمي أو الشهادة العلمية التي يحملها؛ بل قيمة الإنسان بسمو ورِفّعةّ أخلاقه، وآدابه، وبمدي احترامه للناس واحترام الناس له؛فهذا هو المقياس الحقيقي والميزان للإنسان.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد