آداب الضيافه وتناول الطعام
اعداد واختيار وصال شحود
من كتاب : آداب المجتمع في الاسلام
يمر المدعو الى الجلوس حول مائدة الطعام بفترة اختبار دقيقه وحرجه فأمامه الطعام تشتهيه نفسه ومن حوله عيون تحسب عليه حركاته وتصرفاته وكأنها عيون قضاة وأما بالعفه والمرقى وحسن التصرف.
والاسلام يقول أن الطعام نعمة ومن أهانها فقد عصى واهبها واغضب مقدمها وأضر آكلها ، ولهذا عنيت تعاليمه عناية كبيرة بآداب الطعام وبالتالي بأصول المائدة.
قال لله سبحانه وتعالى:
(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الأعراف 31.
(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلو بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام غير ناظرين اناه ولكن اذا دعيتم فادخلوا فاذا أطعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث ان ذلكم كان يؤذي النبي فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق) الأحزاب 53.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
– اذا دعى أحدكم الى الوليمه فليأتها .
– اذا اجتمع الداعيان لك فأجب أقربهما بابا فان اقربهما بابا أقربهما جوارا وان سبق أحدهما فأجب الذي سبق .
– من دخل الى دار قوم بغير اذنهم دخل سارقا وخرج معيرا ومن دعى ولم يجب فقد عصى الله ورسوله .
– قال أنس : دعى قوم من أهل المدينه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى طعام صفوة له ولأصحاب له خمسه فأجاب دعوتهم فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم ، فلما دنوا من بيت القوم قال عليه السلام للرجل السادس : ان القوم لم يدعوك فأجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم .
– ان الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه .
– ما زين لله رجلا بزينة افضل من عفاف بطنه .
– اعطوا قلوبكم حظها من قلة الطعام يكثر فكرها ويقل ضحكها فان الله يبغض كل غافل وضاحك .
لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فان القلب كالزرع اذا كثر عليه الماء مات .
– من قل طعامه صح بطنه وصفا قلبه ومن كثر طعامه سقم بطنه وقسا قلبه .
– ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه .
– من ألقم أخاه لقمة حلوة صرف الله عنه مرارة الموقف .
– أذا أكل أحدكم فليأكل وليشرب بيمينه فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.
– ساقى القوم آخرهم. وكان النبي يشرب بعد ما تشرب أم معبد أولا ثم أبو بكر وذلك عند هجرته من مكة الى المدينة .
– عن ابن عباس رضي لله عنه قال : رأيت الرسول صلى لله عليه وسلم شرب الماء فتنفس مرتين .
– عن ابن عباس رضي لله عنه قال : نهى رسول لله صلى لله عليه وسلم أن يتبع الرجل ببصره لقمة أخيه .
– لا تشموا الطعام كما تشمه البهائم ، من اشتهى شيئا فليأكله ومن كره فليدع .
– مما رواه الزهري أن الرسول صلى لله عليه وسلم نهى عن النفخ في الطعام والشراب .
– قال علي كرم الله وجهه : نهى الرسول صلى لله عليه وسلم أن يؤكل الطعام حارا .
– عن أبي هريرة قال : ما عاب الرسول صلى لله عليه وسلم طعاما قط ، أن اشتهاه أكله والا تركه .
– انى لا آكل متكئا .
– النوم والأكل عورتان فاستروهما .
من أقوال الخلفاء وحكماء وعظماء الاسلام :
– قال علي كرم لله وجهه ، بطن المرء عدوه .
– قال عبد لله بن عباس رض لله عنه : لكل داخل دهشه فابدأه بالتحيه ولكل طاعم حشمة بابدأه باليمين .
– قال معاوية لرجل على مائدته : خذ الشعرة من لقمتك فقال: وانك تراعيني مراعاة من يرى الشعرة في لقمتي ؟ لا أكلت لك طعاما أبدا .
– قال علي بن الحسين رضي لله عنه : من تمام المروءة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا ابراهيم الخليل صلوات لله عليه بنفسه وأهله .
– نزل الامام الشافعي بالامام مالك رضي لله عنهما فصب بنفسه الماء على يديه وقال : لا يرعك ما رأيت مني فخدمة الضيف على الضيف فرض .
– قال عبد الملك بن مران : أربعة لا يستحى من خدمتهم : الامام والعالم والوالد والمضيف .
– قال بكر بن عبيد الله : أحق الناس بلطمة من أتى طعاما لم يدع اليه وأحق الناس بلطمتين من يقول له صاحب البيت أجلس هنا فيقول هنا وأحق الناس بثلاث لطمات من دعى الى طعام فقال لصاحب البيت ادع ربة البيت تأكل معنا.
– قال الحجاج لاعرابي يوما على سماطة : أرفق بنفسك فقال وأنت يا حجاج اغضض من بصرك .
– من سنة السلف أن يشيع المضيف الضيف الى باب الدار ، وعلى المضيف اذا قدم الطعام الى أضيافه أن لا ينتظر من يحضر من عشيرته فقد قيل ثلاث تضنى.. سراج لا يضيئ، ورسول بطيئ، ومائدة ينتظر لها من يجيء .
– تمام الضيافة عند أول وهلة واطالة الحديث عند المؤاكلة .
– قيل لبعضهم ما أفضل الدواء ؟ قال : ان ترفع يديك عن الطعام وأنت تشتهيه .
– أوصى رجل من خدم الملوك ابنه قال : اذا أكلت فضم شفتيك ولا تلتفتن يمينا ولا شمالا ولا تلقمن بسكين ولا تجلس فوق من هو أشرف منك وأرفع منزلة ولا تبصق في الأماكن النظيفة .
– قيل من آداب المضيف أن يحدث أضيافه بما تميل اليه نفوسهم ، ولا ينام قبلهم ولا يشكو الزمان بحضورهم ، ويبش عند قدومهم ويتألم عند وداعهم وألا يتحدث بما يروعهم به ولا ينهر أحدا ولا يشتمه بحضرتهم .
وقيل أن العيوب القبيحه التي يعاب عليها الضيف في المؤاكلة كثيرة ولعلها نفس العيوب التي تنهى عنها اليوم أصول الاتيكيت او آداب السلوك في تناول الطعام – ومن العيوب القبيحة ما يلي :
التشاوف : وهو الذي يستحكم جوعه قبل الاعداد للطعام فلا تراه ألا متطلعا لناحية الباب يظن أن كل ما دخل هو الطعام .
العداد : هو الذي يستغرق في عد الزبادي ويعد على أصابعه ويشير اليه وينسى نفسه .
الرشاف : هو الذي يجعل اللقمة في فمه ويرتشفها فيسمع منها حين البلع صوت لا يخفى على جلسائه وهو يلتذ بذلك .
النفاض : هو الذي يجعل اللقمة في فمه وينفض أصعابه في الزبدية .
القراض : هو الذي يقرض اللقمه بأطراف أسنانه حتى يهذبها ويضعها في الطعام بعد ذلك .
اللتات : هو الذي يلت اللقمة بأطراف أصابعه قبل وضعها في الطعام .
العوام : هو الذي يميل بذراعيه يمنة ويسرة لأخذ الزبادي .
النسام : هو الذي يأكل نصف اللقمة ويعيد باقيها في الطعام من فمه .
المخلل : هو الذي يخلل أسنانه بأظافره .
المرنخ : هو الذي يرنخ اللقمة في الأمراق فلا يبلع الأولى حتى تلين الثانيه .
المرشش : هو الذي يفسخ الدجاجة بغير خبرة فيرش على مؤاكليه .
المفتش : هو الذي يفتش عن اللحم بأصابعه .
المنشف : هو الذي ينشف يديه من الدهن باللقم ثم ياكلها .
الملبب : هو الذي يملأ الطعام لبابا .
الصباغ : هو الذي ينقل الطعام من زبدية الى زبدية ليبردها .
النفاخ : هو الذي ينفخ في الطعام .
المجنح : هو الذي يزاحم مؤاكليه بجناحيه حتى يفسح له المجالس فلا يشق عليه الأكل .
الشطرنجي : هو الذي يرفع زبدية ويضع أخرى مكانها .
المهندس : هو الذي يقول لن يضع الزبادي ضع هذه هنا وهذه هنا حتى يأتي قدامه ما يحب .
التسنى : هو الذي يقول ليتني لم يكن معي ما من يأكل .
الفضولي : وهو الذي يقول لصاحب المنزل عند فراغ الطعام ان كان قد بقى عندك في القدر شيء فأطعم الناس فان فيهم من لم يأكل .
من كتاب : آداب المجتمع في الاسلام
محمد جمال الدين رفعت