من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

العدد٨ من سلسلة تشترى فكرة

 كتبت د/نورا الشناوى

عن فكرة الاستاذ/احمد محمود

تسعي الدولة المصرية لوضع فلسفة واضحة لبناء الانسان باعتباره محور البناء الحضاري وركيزة التنمية فلكل نظام سياسي رؤية وخطة استراتجية لاتحقق الابوجود العنصر البشري الايجابي الذي يستطيع تنفيذها علي ارض الواقع ولعل العمل الجماعي و الاعتماد على بعضنا والتعاون معا هو البداية الحقيقية لذلك لنسال انفسنا ماذا يمكننا ان نقدم لوطننا و للآخرين قبل ان نسال ماذا يقدمون لنا.

ان نجاح اي انسان هو نجاح للمجتمع اقتصاديا و بالتالي نجاح لنا جميعا تعاونوا و اعتمدوا على بعضكم البعض ابتكروا معا ولعلنا نرجع الي بداية نشر الدين الاسلامي إذا عدنا إلي الجزيرة العربية – وبالتحديد إلى مكة –

يوم أن اتصلت السماء بالأرض عن طريق جبريل الأمين الذي نزل بالوحي المبين على قلب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم , نجد أن هذا الدين الجديد بدأ بمنهج عظيم , وأفراد قلائل , وقائد يتلقى عن ربه . كان القائد – صلى الله عليه وسلم –

يجيد فن التربية وبناء الانسان إجادة تامة , كما كان يُتقن فن بناء الإنسان وتطويره وتنمية قدراته , واستغلال طاقاته أيما استغلال ,

فظل- صلى الله عليه وسلم – يتعهد هؤلاء الرجال بالتربية , والتعليم , والتدريب , وتطوير الذات . ظل يربيهم , وينميهم , يرعى قدراتهم , ويطور مهارتهم دونما فصلٍ بين العلم والعمل ،

أو تفريقٍ بين الفكر والممارسة وكانت ذلك سبب في انتشار الدين وسبب الانتصارات وازدهار الدولة الاسلامية ولو نظرنا الي تجربة اليابان ووصولها إلى هذا المستوى الرفيع من التقدم والرقي والازدهار بسبب اهتمام قادتها بتدريس مادة تسمى بالتربية الأخلاقية ( Moral Education ) , والتربية الأخلاقية مادة تدرس في جميع مراحل التعليم بدءا من المرحبة الابتدائية إلى مرحلة الجامعة نظرياً وعمليا ً. وهي تهدف إلى تربية الإنسان الياباني ذاتيا على عدة مفاهيم أهمها : –

1. الإخلاص والانضباط والدقة والتفاني عند قيامه بأي عمل من الأعمال

. 2. الاعتدال في كل أمر من أمور الحياة

. 3. الحرص , والتعاون ,و الشجاعة في مواجهة الحياة .

4. الفهم العميق لمفهوم الحرية

. 5. السعي الدءوب إلى تطوير الذات بصفة دائمة ومستمرة .

6. حب البحث والاطلاع والقراءة من أجل السعي إلى الوصول إلى الحقيقة .

7. احترام قيم العمل , وحبه , وتقديره , والتفاني فيه

. 8. الشعور العميق بالمسئولية الجماعية , وان كل فرد في المجتمع – وكما له حقوق – فإن عليه واجبات تجاه مجتمعه لابد أن يقدمها حتى قبل حقوقه وواجباته تجاه نفسه .

9. الإسهام بكل قوة في بناء وتطوير المجتمع الذي يتواجد فيه الفرد (بدءاً من الفصل مروراً بالشارع إلى الحي وصولاً إلى الأمة اليابانية )

. 10. احترام القواعد العامة والقوانين المنظمة لشئون المجتمع واحترام كل من يتفانى من اجل إسعاد أعضاء هذا المجتمع ( المعلمين – الآباء – الأمهات – رجال الشرطة – عمال النظافة …الخ )

11. حب الوطن واحترام عاداته وتقاليده والتفاني في خدمته والمحافظة على أملاكه العامة والخاصة .

12. احترام ثقافة الآخر والتفاني في خدمته .

13. السعي لتعزيز مفهوم الصداقة بين شعوب العالم . إن مشروع التربية الأخلاقية في اليابان منظومة متكاملة تشارك فيها كل مؤسسات المجتمع المعنية بجدية وحزم , وهو يكاد يشبه المشروع القومي للدولة , فهي تتبنى المشروع بكل قوة , وتوفر له كل الإمكانات المادية والعينية .

لذلك قد لا نجد غرابة فيما قاله وزير التعليم الياباني عندما سئل ذات يوم عن سر التقدم والتفوق الذي أحرزته اليابان في شتى مناحي الحياة , فأجاب بصوت تملأه نبرات الفخر والاعتزاز:

(السر يرجع إلى تربيتنا الأخلاقية ) . .

فبناء المصانع يسير أما بناء الرجال عسير»

.. هذه الحكمة العميقة تبين أن بناء الإنسان، الجامع بين الروح والمادة، تختلف فى صعوبتها عن بناء أى شىء آخر

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد