من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الأقباط والمسلمين … العلاقة التاريخية والتعايش السلمي

كتبت الدكتورة /رحاب شوقي

بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 642م جاء الإسلام برؤى مختلفة عن الديانات الأخرى حيث لم يكن الإكراه دستورا لتغيير الفكر والدين بل حافظ على امن الملة والمعتقد والكنيسة ، على أساس التعايش السلمي للأديان بعيدا عن إراقة الدماء لتكون تجربة دينية فريدة من نوعها لتبرهن على وحدة البلد والمجتمع لتكون الحرية الفردية ضامنة لمن يعتقد فكريا بديانته . والتاريخ المسيحي الذي دخل مصر عام 48م على يد القديس مرقس الرسول أثناء حكم الروم الذي ناهض الدين الجديد ، لتنتشر المسيحية كديانة للمجتمع المصري في ذلك الوقت الذي سبقه الاعتقاد بمبدأ التثليث ( آمونت –موت خنسو ) والذي أولد بتلك الفترة المشاكل بين المجتمع المصري والاضطهاد من قبل النظام الروماني لأكثر من قرنيين ، مقابل القرنيين الروماني الحكم الإسلامي بنفس الرقم كان التعايش السلمي الذي شهد التلاحم الديني في مصر المسيحية ، أذ لم يسجل الصراع الحاد بين الدين المسيحي والدين الإسلامي ، ولم تسجل الحالات الشاذة في قاعدة التعايش ، فيما كانت اللغة الهيروغليفي التي هيمنت على لغة المجتمع المصري بعد مرور أربعة قرون كما يثبتها التاريخ الإسلامي بعد الفتح بعدها تعلموا اللغة العربية وتقبلوها لاعتناق أكثر المصريين للإسلام . في التاريخ الحديث الذي شهد تحولا كبيرا في زيادة التلاحم والمصير المشترك في حب مصر الذي رفع الحواجز للفكر الديني لتكون مصر الهوية الأولى للمصرين مسلمين وأقباط ، ففي زمن محمد علي باشا الذي اصدر الأوامر بقبول الأقباط في الجيش الذي ردم الهوة ان كانت موجودة . ليكون إسماعيل باشا بإصدار القرارات بمنحهم الأحقية في عضوية المجلس أسوة بالمسلمين ، تجددت الأفعال والأقوال على يد عبد الناصر الذي بعث برسالة الى أصحاب الفكر المتشدد بتبرعه في بناء الكاتدرائية ، رسالة الى العالم بان تكون مصر أنموذجا في التعايش السلمي بمختلف مشاربها وأهوائها وفكرها الذي ينتج منه المجتمع الإنساني في وحدة الهدف والمصير . كونت تلك المراحل هوية مصر الموحدة التي تحمل هوية الوطن الواحد الذي يجمع كل الأفكار والرؤى الذي ينطلق من خلاله الفرد لبناء المستقبل والعلاقة التي ترسم لوحة فنية في التعايش السلمي رغم الإحداث الأخيرة التي أنتجتها مخططات إرهابية نيتها شرخ النسيج المجتمعي والتي يثبت فيها المصري المسيحي والمصري المسلم معاني التلاحم في وطن واحد استمد من التاريخ قوة تفتت كل مخطط ينوي تمزيق النسيج الوحدوي ومواجهة جميع صور التطرف والإرهاب ليكون المجتمع المصري مثالا في التعايش السلمي وقائدا له رغم كل المخططات التي تسعى إلى تمزيقه .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد