من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ّضَمّةُ الَحَبِيبِ لِْلَحّبِيبْ….بقلم الاستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

بقلم الكاتب الصحفي الباحث، والمفكر العربي، والإسلامي الاستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل dr.jamalnahel@gmail.com

مدير مكتب قلسطين

 من المعلوم أن الإنسان إن رجع من السفر، أو أُطلق سراحهِ من سجون الأعداء المُحتلين، بعد غيابٍ طويل، يكون بانتظارهِ زوجهُ وأولادهُ، وأحبته، وأخلتهِ، فالكل يلقاهُ بالأحضان، ويضمُه ويَحتّضِنهُ من شدة الاشتياق لهُ، والحنان، والمحبة، والفرح، ويسعدّ الجميع بعودتهِ سالماً، وأحياناً تنهمِّرْ دموع الفرحة بلقاء الأحبة، وهكذا هي حال الدنيا، نحن فيها كالمُسافر يوشك أن يصل؛ وكما نمشي اليوم علي ظهرها فغداً سنكون في بطنها ونغادرها وسنموت، والموت هو النهاية الحتمية لجميع المخلوقات، فّقدّرُ الله عز، وجل أن يكون الموت نهاية حياة الإنسان، بل ونهاية حياة جميع المخلوقات، وفي لحظة يصبح الأمير، “وجلالة الملك”، وسعادة الوزير، وسيادة الرئيس، الخ..، وصاحب السمو، والسلطان، والجاهَ، يغدو جثة هامدة بلا أي حراكّ، ثُم يدفن تحت الجنادلِ والتراب، في قبره؛ وهو أول مراحل الآخرة، فإذا وُضِع الميت في قبره فله أحوالٌ خاصّة، أخبر عنها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ومنها ضمّة القبر، وهو أول منازل الآخرة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (…القبرُ روضةٌ مِنْ رياضِ الجنةِ أوْ حفرةٌ مِنْ حفرِ النارِ) وضمّة القبر لَا ينجو منها أحد، صَالحٌ كان أو طالح، إلا أَنَّ الْفرق بَين المُسلم، وَالْكَافِر في ضمّة القبر، هو دوَام واستمرار الضغطة للكَافر، حتي تختلف ضلوعهُ؛ أما الضغطة لِلمُؤمن فتكون ضمة الحبيب للحبيب فيها رحمة، وفِي بداية نُزُولهِ إِلَى قَبره فقط، ثمَّ بعد ذلك يعود القبر ليتسع علي الميت مدّ بصره ويري مقعدهُ في الجنة، ويؤكد صحة ذلك، ما قالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إنَّ للقبرِ ضَغْطَةً لو كان أحدٌ ناجٍ منْهَا لَنَجَا منْهَا سَعْدُ بْنُ معاذٍ)؛ وقال النَّبي عليه الصلاة والسلام: (لقد نزل لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ سبعون ألفَ ملَكٍ، ما وَطِئوا الأرضَ قبلَها، وقال حين دُفِنَ: سبحان اللهِ! لو انفَلَتَ أحدٌ من ضَغطةِ القبرِ؛ لانفلَتَ منها سعدٌ، ولقد ضُمَّ ضمَّةً، ثم أُفرِجَ عنه)، كما روى عن الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهُ: (أنَّ صَبِيًّا دُفِنَ فقالَ رسولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام: لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القبرِ لَأَفْلَتَ هَذَا الصبيُّ)، ولكنها ضَغْطَةً الحبيب للحبيب المؤمن، فيا حكام العرب، والمسلمين، أيها السادة الأمُراء، والملوك، والقادة، وأصحاب السمو، والجلالة، والسلطان، والريادة والقيادة في الدنيا، استعدوا ليومٍ قادم قريبٍ، غير بعيد، تنزلون فيه ظُلمة القبر، ليس معكم مرافقين، ولا خدم ولا حشم، ولا أموال، ولا شيء من متاع الحياة الدنيا، عُراه حُفاة، كّيَوُمِ ولدتكُم أمهاتكم، فأعملوا اليوم ما شئتم، وما تريدون!؛ من التطبيع مع الاحتلال الصهيوني المجرم، والقدس لا تزال مُحتلة وأسيرة، ولا زال الظلم دّيَدنُكم، إلي خيانة الأمانة، إلا من رحم ربي!؛ فكل إنسان منا مجزيٌ بعملهِ، فمن عمل صالحاً فلنفسهِ، وسوف يحاسبُ حساباً يسيراً، وينقلب إلي أهلهِ مسروراً، وأما من كان ظالماً مُستبداً بلطجياً، فاسداً، لصاً، خائناً للأمانة وللرعية وللامة، والمقدسات؛ فّسُّيحَاسبُ حساباً عسيراً، وسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا”؛؛ فويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب!!!.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد