ولا تجدها بين كومة من الأحاديث التي مللتها جراء ما سمعته من هذا و ذاك و هذه و تلك و هؤلاء…..
كل شيء مستهلك حتى المشاعر و هذا ما يحفزك لأن تخرج و تلحق بالوقت و تبحث عنك أنت لربّما يصادفك رجل مسّن و يسألك عَمَ تبحث…..
تغرق بين قسّمات وجههُ علك تلقى الإجابة و لكنك سرعان ما تهرب عندما تشك أن هناك الكثير منك داخله ترفض كل الاحتمالات و تسّرع لإزالة كل حالات الإصابة البادية على وجهك، و تنفض جميع الشكوك و تقول لهُ كنت أبحث عن رجل يشبهك كثيرًا، ظننتهُ أنت و خاب ظني و هذه ليست المرّة الأولى…..
تعود و ترتب ارتباك حيرتك و تمضي…. تصادف امرأة تبحث عن ابنها الرضيع تحت أنقاض الحرب و الدمار….
ليست المرّة الأولى التي تخرج و تبحث عن فلذة كبدها ولكنها المرة المائة وواحد و ثلاثون يوم، لا تعرف سوى أن صدى صوته يناديها من بين أنقاض أصبحت عمارة للبيع بثمن روح طفلها…..
لا تمتلك النقود لشراء تلك الأحجار المرصوفة فوق بعضها البعض و لا أحد يعرف أنها تريد شراء روح ابنها الوحيد و أنا لا أعرف كيف أشتري لها ذاكرة كل ما فيها أن ابنها بين يداها و أقوم بقتل كل عقارب الساعات، و أوقف كل السنين قبل إحدى عشر سنة مضت، و أعلن توقف الأرض عن الدوران و أعود لأراها تلعب هي و ابنها مكان ما بُنيَّ على روح ابنها و أتساءل هل ذاتي هي من تحت الأنقاض أم أنّني أنا من هنالك أنا من يبحث عن روحه ليس إلا.