من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

صدى الكلمات.. فلنكن كالعصافير بأوطاننا

 بقلم خالد بركات..

“من أجل الذين سقطوا ليحيا السلم في الأوطان. أصلّي..يا وحدة اللّه في وحدة الأرض.. أصلّي.. من أجل الأمن والأمان.. أصلّي..

من أجل كل وطن وكل انسان.. تنذكر وما تنعاد حرب ١٣ نيسان في وطننا الغالي لبنان.. اللهم،،أبعدها عن كل الأوطان..

ولنأخذ العبرة ولنتبصر في بشاعة الحروب في وجع وصرخة الأمهات، والأباء وتفتت عائلات، وعذاب أطفال.. وتشريد البشر، وتدمير الحجر.. حيث نرى الآن بألم، ومرارة الوجع في اليمن، والعراق وسوريا….. وغيرها من البلدان تشتعل بالحروب والتشريد..

لذلك سأسرد لكم قصّة وعِبرة.. العصفور وَالنَّار..

في غابَةٍ كَثيفَةِ الأَشْجارِ، بَديعَةُ الأَلْوانِ، مَليئَةٍ بِأَنْواعِ الطُّيورِ وَالْحَيَواناتِ، كانَ يَعيشُ عُصْفورٌ لَطيفٌ جَميلٌ ، اعتادَ أَنْ يُغَرِّدَ فَوْقَ الأَغْصانِ بِصَوْتِهِ الرَّنَّانِ. وَفي ذاتِ يَوْمٍ شَديدِ الْحَرارَةِ، وَالشَّمْسُ مُحْرِقَةٌ، وَالْهَواءُ لافِحٌ، شَبَّ في الْغابَةِ حَريقٌ هائِلٌ، فَانْدَلَعَتْ أَلْسِنَةُ النِّيرانِ، وَامْتَدَّتْ إِلى كُلِّ مَكانٍ.

فَتَسابَقَتْ الذِّئابُ، وَالأُسودُ، وَالْفِيَلَةُ وَالنُّمورُ إِلى الْهَرَبِ، تارِكَةً بُيوتَها في الْغابَةِ، حَتَّى تَنْجوَ بِنَفْسِها.

أَمَّا ذلِكَ الْعُصْفورُ فَلَمْ يَهْرُبْ، وَلَمْ تُرْهِبْهُ النِّيرانُ الْمِنْدَلِعَة، وَلا سُحُبِ الدُّخانِ، بَلْ بَدَأَ عَلى الْفَوْرِ يَعْمَلُ بِإِخْلاصٍ،،وَصِدْقٍ.

فَطارَ مُرَفْرِفًا إِلى الْبُحَيْرَةِ، وَأَخَذَ بِمِنْقارِهِ الصَّغيرِ قَطْرَةَ ماءٍ، وَعَلا في الْجَوِّ، ثُمَّ أَلْقى بِها عَلى الْحَريقِ، وَراحَ يُكَرِّرُ هذا الْعَمَلَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرى.

بَيْنَما راحَتِ الْحَيَواناتُ الْهارِبَةُ تَسْخَرُ مِنَ الْعُصْفورِ الصَّغيرِ وَهِيَ تَقولُ: أَتَظُنُّ أَيُّها الصَّغيرُ أَنَّكَ قادِرٌ عَلى إِطْفاءِ الْحَريقِ بِهذِهِ الْمُحاوَلاتِ اليَائسَة..؟؟ قالَ الْعُصْفورُ الصَّغيرُ: أَعْلَمُ أَنِّي لَنْ أَسْتَطيعَ إِطْفاءَ الْحَريقِ، وَلكِنَِّي أَقومُ بِواجِبي فَقَطْ..

سَمِعَتِ الْفِيَلَةُ ما قالَهُ الْعُصْفورُ، فَبَدَأَتْ بِنَقْلِ الْمِياهِ بِخَراطيمِها، لِتُطْفِئَ النَّارَ الْمُشْتَعِلَة.

خَجِلَتْ باقي الْحَيَواناتِ مِنْ نَفْسِها، فَبَدَأَتْ تُساعِدُ الْعُصْفورَ وَالْفِيَلَة عَلى إِطْفاءِ الْحَريق..!!

نرجوكم لااااااا تحرقوا أوطانكم.. وليقم كل واحد منكم بواجبه ولا تكونوا كالنار إن لم تجد ما تأكله أكلت نفسها..

لنكن كلنا كالعصافير في أوطاننا..!! في اطفاء الحريق بالوعي والتضحية والتسامح.. وعصافير تغرد أناشيد المحبة والسلام..

ودمنا في اوطاننا سالمين.. برحمة ارحم الراحمين..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله