من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قياس قدرات الانسان واحتماله في زمن الكورونا

بقلم: وصال أحمد شحود

27.5.2020

يمر العديد من الناس في أزمات متعددة الأشكال وذات ألوان ومقاييس وأحجام كثيرة ومختلفة بدرجة كبيرة جداً، تتفاوت حسب درجتها والمحيط الذي وقعت فيه.

فلنأخذ مثلاً أي نوع من الأمراض وليكن ارتفاع درجة الحرارة مثلاً، وهنا نجد أن الأزمة التي ستمر بالانسان تختلف باختلاف درجتها، فإن كانت درجة ارتفاع حرارة الانسان وخاصة لو طفل بسيطة فإن الأهل سيخافون ولكن ليس لدرجة الهلع، وبالتالي سوف يسرعون لأنواع المخفضات والكمادات لمعالجة حرارة الطفل.

أما لو كانت درجة حراة طفل ما عالية جداً لدرجة الخطورة الشديدة فإن الأهل سوف يصابون برعب وهلع ليس له مثيل، وسوف يسرعون لأقرب طبيب أو مشفى.

بذلك نلاحظ اختلاف شكل الأزمة وحجمها ودرجة وقوعها.

لكن لو انتقلنا للطرف الآخر أو فلنقل للقطب الآخر من الأزمة، وهو الانسان الذي وقعت عليه الأزمة، فسنلاحظ أن درجة احتمال تلك الأزمة تختلف من شخص لآخر.

أقول إن الفعل وردة الفعل هما قطبا الأزمة، تكلمنا عن القطب الأول وهو الفعل ولكن ماذا نقول عن القطب الثاني وهو ردة الفعل؟

اذ هناك من يبالغ في ردة فعله وليس بقصد المبالغة إنما هي طبيعته الانسانية وتربيته وشكل ثقافته هو الذي يقوده، وهناك من يأخذ المسألة بكثير من التروي والحكمة والتعقل.

الأزمة التي نمر بها حالياً وهي أزمة كورونا أو كوفيد19 ماهي إلا شكل من أشكال الأزمات الكبيرة جداً، والتي لم تقع على فرد أو مجتمع واحد بل وقعت على العالم بأسره.

كيف تعامل الأفراد والدول مع هذه الأزمة الخطيرة ؟

كورونا ليست أزمة بسيطة فقد أودت بحياة آلاف من البشر، ولكنها أيضاً ليست بخطيرة جداً لو أتيح لنا التعامل بحكمة حيالها.

وسواء أكانت مصيبة مفتعلة أو حدث عفوي بالفعل أو ليس كذلك لايهمنا ولن يفيدنا شيئاً، ولندع هذا لأولي الأمر وهم السياسيون الذين على عاتقهم تقع مسؤولية المعرفة واتخاذ الاجراءات اللازمة لو كان الأمر مفتعلاً بالفعل.

أما عامة الشعب فعلى عاتقهم المسؤولية الأكبر حيال مصاب كهذا وأزمة خطيرة كهذه فإما أن نكون على قدر تلك المسؤولية أو أن نكون أصغر من احتمال الأزمات.

وقد عرف الانسان عامة بقدراته الهائلة على تحمل أخطر وأعتى الأزمات وأقساها منذ الأزل فمن حروب وكوراث طبيعية وانسانية الكثير جداً والذي لامجال لذكره الآن.

ماأود قوله هو الحرص والحذر هو فقط القطب الثاني للمسألة أي لردة الفعل، وأظن ان الأمر ليس بالصعب ونحن من واجهنا الأقسى بكثير.

التزامنا هو اثبات القدرة على تحمل المسؤولية والصبر والحكمة المطلوبة جداً في زمن الكورونا هذا، فليس صعباً أن نلتزم البيت وإن خرجنا نلتزم قوانين الحرص ويكون الخروج للحاجة القصوى.

أليست قضيتنا جميعاً ؟ فإما نخرج منها بسلام أو نخرج منها خاسرون الكثير جداً، طبعاً هذا إذا خرجنا منها في حال تراخينا أو تقاعسنا .

وأتمنى للجميع السلامة وأن نخرج منها سالمين وتنتهي بأقرب وقت باذن الله.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله