من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

ما هي الشخصية التجنبية

بقلم د/ شريف ماهر مصطفي استشاراي امراض التخاطب و الاضطرابات النفسية 01228819774 تجنب الاجتماعيات أو الانخراط في علاقات اجتماعية واسعة، أو ما يشار إليه أحيانًا بالانطوائية والانعزال، ليس مجرد حالة مزاجية، وإنما يكون في كثير من الأحيان اضطرابًا نفسيًا، وهو ما يعرف بـ”اضطراب الشخصية التجنبية”. اضطراب الشخصية التجنبية، أو اضطراب الشخصية الانطوائية (Avoidant Personality Disorder) هو أحد الحالات التي تصنف تحت اضطرابات قلق الشخصية، والتي يعاني أفرادها من مشاعر من القلق والخوف. الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية، يعانون عادة من تدني الثقة بالذات، ما يجعلهم متوترين في المواقف الاجتماعية ويكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانطوائية عادة قدرٌ واضح من تدني الثقة بالذات، وخوف كبير من الرفض وأن يطلق الآخرون أحكامًا سلبية عليهم، ما يجعلهم متوترين في المواقف الاجتماعية، ويدفعهم إلى تفادي الاختلاط مع الآخرين والتواصل معهم والاعتذار عن المشاركة في الفعاليات الاجتماعية.

* اعراض الشخصية التجنبية:

– 1- الإحجام عنِ المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تتطلَّب العمَل المباشر مع الآخرين.

2- التردُّد في تجربة أيِّ شيءٍ جديد أو مختلف.

3- الحساسية المفرِطة عند التعامُل مع الآخَرين.

4- القلَق والخوف مِن الوقوع ضحيَّة الحرَج من سُخرية الآخَرين.

5- الشعور بالدُّونيَّة وعدم الكفاءة الشخصيَّة.

هل هذا الاضطراب شائع بين الناس؟

تشير بعض التقديرات البحثية إلى أن اثنين على الأقل من كل 100 يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية، بشكل متساوٍ تقريبًا بين الذكور والإناث.

الانطوائية العوامل الوراثية والبيئة المحيطة منذ الطفولة تؤثر على فرص الإصابة باضطراب الشخصية التجنبية ويبدأ هذا الاضطراب عادة لدى الشخص في طفولة الشخص ويستمر حتى بلوغه، وقلما يتم تحديده أو الاعتراف به من قبل الآخرين.

* اسباب الشخصية الاجتنابية:

– اضطراب الشخصية التجنبية يصيب الرجال والنساء على قدم المساواة، علماً أنه لا يعد من الاضطرابات النفسية أو العقلية الأكثر شيوعاً .

وما زالت أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المتجنّبة مجهولة، مع وجود مجموعة من العوامل التي يرجح وجود صلة بينها وبين هذا الاضطراب أبرزها

– تجارب الطفولة المبكرة:

يعتقد الباحثون أن تجارب الطفولة المبكرة قد تكون ذات صلة باضطراب الشخصية التجنبية، فانخفاض الرعاية العامة والتعرض لإساءة المعاملة والإهمال العاطفي والسياق التربوي غير الداعم أو المحبط إضافة إلى التقليل المستمر من القيمة الذاتية والتعرض للانتقاد السلبي من الأهل ومقدمي الرعاية؛ كل ذلك يجعل الطفل يطوِّر شخصية تتجنب المواقف المختلفة كوسيلة للتكيّف.

– المظهر الخارجي:

من جهة أخرى يتم الربط بين ما يتعرض له الإنسان من مشاكل صحية كفيلة بتغيير المظهر الخارجي وبين الشخصية التجنبية.

– الفئة العمرية:

غالباً ما يظهر اضطراب الشخصية المتجنبة في مرحلة متقدمة من المراهقة بشكل واضح، ويعتقد أن الاضطرابات المصاحبة للمراهقة مثل القلق والاكتئاب قد تلعب دوراً في ترسيخ سلوك تجنب المواقف الاجتماعية.

– عوامل وراثية:

على الرغم من عدم وجود أدلة كافية إلا أن العوامل الجينية والوراثية قد تلعب دوراً أيضاً برفع فرص الإصابة باضطراب الشخصية الاجتنابية.

آثار اضطراب الشخصية التجنّبية:

– جميع الاضطرابات النفسية تنعكس على الحياة الاجتماعية والأداء المهني بشكل واضح، وفي حالة اضطراب الشخصية الاجتنابية فإن الآثار الاجتماعية تكون عميقة وواضحة وخطيرة لأن الأصل في هذا الاضطراب هو الابتعاد عن التجمع وتجنّب التجارب والمواقف المختلفة، ما يعني تضييق الدائرة الاجتماعية قدر الممكن

وينعكس اضطراب الشخصية التجنبية على أداء المريض لمهامه اليومية العادية من مهام أسرية ومهام وظيفية، ويقلل كفاءة الفرد وقدرته على التعلم واكتساب المهارات الجديدة، كما يكون هذا الاضطراب مسؤولاً في بعض الحالات عن الامتناع عن الجنس نتيجة تجنب الاحتكاك الجسدي من جهة والخوف من الرفض والنقد من جهة أخرى

كيف يتم العلاج؟

من دون العلاج قد يستسلم أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية التجنبية لحياة من العزلة شبه الكاملة أو الكلية، وقد يسبب ذلك تطوير اضطراب نفسي آخر مثل تعاطي المخدرات أو اضطراب المزاج مثل الاكتئاب، ولذلك فمن المهم علاج الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية هذا.

ويعتبر العلاج السلوكي هو العلاج الأساسي المعتمد،

ويشمل: التدريب على المهارات الاجتماعية، العلاج المعرفي، العلاج بتعريض المريض للتواصل الاجتماعي بالزيادة تدريجيًا كل مرة، العلاج الجماعي لممارسة المهارات الاجتماعية.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فعلى الرغم من أن الأدوية تحسن من مزاج المصاب، فإن مفعولها بسيط من حيث التغلب على الاضطراب المذكور، وذلك لأنها موجهة لمحاربة أعراضه وليس السبب وراءه، إذ إنه لا يوجد اضطراب في النواقل العصبية في هذا الاضطراب.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله