مصر و الأمن القومي العربي
د.احمد لطفي شاهين
محامي محاضر وكاتب
تاريخياً كانت جمهورية مصر العربية وستبقى الى الأبد صمام الأمان للعالمين العربي والإسلامي ودائما تشكل العمق العربي الاستراتيجي للأمة العربية والاسلامية في جميع مكوناتها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية والعسكرية… تستحق مصر ان تسمى أم الدنيا وقلب العالم .. وفي محاولة لاستقراء التاريخ نلاحظ انه منذ الانتصار العظيم لثورة يوليو التي شكلت نموذجا للعمل الوطني الصادق وكفاح الشعوب العربية لنيل الحرية والاستقلال الكامل من الاحتلال واذنابه وبقايا قوانينه الطبقية ..ثورة أسس لها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع الضباط الاحرار ليكتبوا تاريخاً مشرقاً لأعظم ثورة في التاريخ المعاصر ويسجلوا صفحات المجد في تاريخ الامة العربية كلها.. وينتزعوا الحرية انتزاعاً .. وعلى نفس النهج وبنفس العزيمة يتواصل العطاء المتجدد وإرادة التحدي حيث يقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امام التحديات الكبيرة الي تواجهها مصر حاليا … شرقا وغربا وجنوباً .. ويقف ابناء الشعب المصري بكل ثقة وإرادة وإصرار واثقين من النصر والانتصار ووضع حد لكل المخاطر التي تهدد الامن القومي المصري.. . ومن ثم العربي
ان مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الامن القومي العربي تجعل الشعب والقيادة المصرية أكثر حرصا على امتلاك القدرة المؤثرة للحفاظ على حقوق ومكتسبات الشعب والثورة وتجعل من التكاتف والتلاحم الوطني أمرا حتميا حيث تدرك القيادة المصرية والشعب المصري العظيم خطورة ما يدور في المنطقة من احداث وقضايا باتت في منتهى الخطورة والحساسة تتطلب أن يكون جميع المصريين ومعهم الاحرار والشرفاء من ابناء الامة العربية على قلب رجل واحد واثقين في قدرتهم على عبور الأزمات على النحو الذي يحفظ لمصر أمنها ويضمن للمصريين وكل العرب حقوقهم في وطن عربي مستقر مبني على قيم التعاون والبناء والسلام كأساس للعلاقات الإنسانية بين كــل الشعوب.
تلك هي استراتيجية و روح أسس العمل العربي المشترك المبنية على احترام الآخر والساعية لبذل كافة الجهود الممكنة لمنع نشوب الصراعات .. وان مصر لقادرة على اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية حقوقها ومكتسباتها التاريخية.
اننا نؤمن ان الارهاب لا دين له ولا مكان له وأننا ندين وبشدة الهجمات الارهابية التي لا عنوان لها سوى الاسائة لامتنا العربية والاسلامية وتدمير الشعوب العربية واللهث وراء التخلف والحقد والكراهية والعنصرية التي تمولها جهات مشبوهة.. وأننا اليوم بحاجة الي وحدة الموقف العربي والعمل المشترك لمواجهة هذا الارهاب الظالم ووضع حد له . وان صورة المشهد المصري والتطورات الدراماتيكية التي تشهدها حدود مصر وخاصة مع ليبيا حيث إصرار المليشيات المسلحة العبث والتخريب والسعي لإقامة امارتهم المزعومة وتقسيم ليبيا علي حساب الامن القومي العربي والدولة المصرية والأمة العربية والإسلامية والعمق القومي العربي كل ذلك يدفعنا الي ضرورة العمل المشترك من اجل حماية الجبهة الداخلية لمصر وعدم انهيار اسس العمل العربي المشترك .
ان محاربة الارهاب والتطرف يدفعنا الي ضرورة الوحدة والعمل بشكل جاد لتشكيل قوات عربية موحدة لحماية الامن القومي العربي ومواجهة الارهاب والتطرف الذي يضرب بالأمة العربية في كل مكان ويدفع اجيالنا حياتهم ومستقبلهم ثمنا لهذا الارهاب وان الدفاع العربي المشترك من اجل مواجهة الارهاب هو مهمة قومية يجب علي الجميع المساهمة بها والمشاركة لمواجهة المد الارهابي والتطرف والعمل علي وحدة الموقف العربي تجاه القضايا المصيرية وان المد الارهابي يعني انتشار قواعد الارهاب بالمنطقة وانتشار الفوضى الخلاقة وتمددهم في المنطقة العربية وان حماية الجبهة المصرية داخلياً وخارجياً أمر عاجل وضروري من اجل وضع حد لأي خلل او توغل خارجي لأن سقوط المحور المصري (لا قدر الله ) يعني سقوط الامن القومي العربي ولذلك يجب التدخل العربي بشكل عاجل وعلينا ان لا نفقد البوصلة وان نعمل بكل قوة من اجل حماية الامن القومي العربي ورأس حربته الامن القومي المصري لان مصر هي قلب الامة واذا تعطل القلب ينهار الجسد..
