ظلمات القيامة

ظُلمــات القيـامـة

ديمة غنام
من أبشع وأفظع الأمور الموجودة في حياتنا اليوميّـة وأبغضها عند الله هو الظلم حيث ميَّز جلّ جلالـه بأن المظلومين دعاؤهم مستجاب لامحالة وقصاصهم في الدنيا قبل الآخـرة..

و للظلم أشكال وأنواع وتتفاوت درجة الظلم ونوعه حسب الظالم نفسه..

فكم مـن زوجٍ ظلم زوجته وأهانها بالشتم والضرب والذل بسبب تقصير بسيط معه أو فعل بدر منها ونسي قول نبينا عليه السّلام:
“ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهنَّ الا لئيم”

وكم من أمٍ ظلمت زوجـة ابنها وتسببت في دمار بيتها وأسرتها بسبب لؤمها وحقدها وغيرتهـا منها..

وكم من أخٍ ظلم اخوته بميراث أبويه بسبب طمعه وشجعه وحبه للمال ..

وكم من طبيبٍ ظلم مرضاه برفع كشفيته مستغلآ ظروف البلاد والغلاء والوباء…

وكم من بائعٍ ظلم بيّاعته ورفع أسعار بضاعته وكأنه حاكم يتحكم بهم متى يشاء..

وكم من مرؤوسٍ ظلم شعبه وشتتّه بسبب منصب زائل..

وكم.. وكم .. وكم ..

إلى أيِّ زمن قد وصلنا له؟!
ما هذا الظلم والبؤس اللَّذان نعيشهما!؟

لمَ لا نتـَّعظ بآيـات الله تعالى
ألا وهي:
وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون

وآية أخرى تعبِّـر خير تعبير عن عـاقبة الظلّام
ولاتحسبنَّ اللـّه غافلآ عمـا يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار

كان السَّلف القديم يتّعظون بهذه الآيات العظيمة، فأين نحن منها ؟!
لكن للأسف غالبية الناس يعلمونها ولكنهم يسيرون عكس نهجها على أنهم الحق وغيرهم الباطل.
ولكن عزائي الوحيد بأن اللـّه مع المظلومين دائمآ وأبدآ ودعوة المظلوم عنده لاترد وليسَ بينها وبينه عزّ وجل أي حجاب

أخيرآ..
أسألـه تعالىٰ أن يجعلني وإيّاكم من المظلومين وليسَ الظالمين وأن يحشرنا مع زمرة المساكين يوم القيـامـة♥️

# أ . ديـمــة غـنـّـام