قهوتي

ام هاجم

سكبت قهوتي بفنجاني في لحظة حب واشتياق..
فتراءى لي طيفها يتراقص وانا في لهفة لها وللعناق…
فبدت وكأنها تهمس وبتمايلها اغراء واشفاق..
تناظرني تارة  وأخرى تخبرني  بتاملها لحضني تشتاق..
تتلاعب بي بفتنتها كما يتلاعب السهارى بالاكواب…
وبخار القهوة يعلو كما تحلق بي بالافاق…
طارت بي بفضاء خيالها عابرة السحاب كما البراق…
لاغرق في متاهات شوقي وتبعثرني في واقع افاق…
فداهمت فنجاني برشفة لعلي افيق من وهم طيفها وانتشي بمذاقه كذواق…
والملم شتات ما تبقى من عقل شرد في رؤى عاشق تواق…
فاذ بها تستبيح وجه قهوتي وتذيبني كما قطعة سكر دون محراق…
فتذهلني وتبهر ما تبقى من نبض ليطير من بين الأضلاع معلنا الافتراق…
فاهوي لتصاويرها وهي تبرق بين الأحداق. ..
لامعة ببهو رسمها كأنها تصويرة رسام باختلاق..
تداعب احساس وتدغدغ مشاعرنا حتى بت كثمل لا يدرك الاحقاق…
سكرتني بجنون فنونها ومسني بداء ما له ترياق…
وتبعثرت بنسائم ليلها تاركة عطرها يفتك  دون استنشاق…
وجدتني من واقعي إلى حلم ما له من فواق…
حتى لفحني نسيمها يوقظ بي ما غاب من العقل كمن هو بجرم ينتظر العقاب باستحقاق..
يا ويل قلبي مما ناله من طيفها فكيف أن تراءت للعين في لحظة توهان بنبض خفاق.