من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أم المرضى واليتامى(د.عبلة الكحلاوي) وداعًا

راجي عفو ربّه:
د/ناصر محمود وهدان
أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بجامعة العريش.

غاب عن دنيانا الفانية منذ أيام قلائل الأستاذة الأزهرية والعميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر – بنات – والداعية الإسلامية التي لا يُشقُ لها غُبار بالسعودية ثم بمصر، وبوصلة الفنانات التائبات الطامحات في سعادة الدارين – الدنيا والآخرة – وأمهم الحكيمة الصالحة، والمعروفة بنقاء سريرتها و صدقها الذي لايخفى على القاصي والداني.

وأخص بالذكر متابعيها إعلاميًا وتدريسيًا وعارفي فضلها، وتفرّدها بتقديم النصح الهادئ بصوت صادق خفيض، مع وضعها الحلول الواقعية الناجعة- من تجربة نجاحها الأُسرى الفعليّ – لقضايا الأُسرة المسلمة المعاصرة الشائكة من أجل الحفاظ على ترابط الأُسرة وسلامتها من التفكك والضياع، وهذا نابع من خبراتها المتراكمة من طلبها المستمر للعِلم حتى لفظتْ أنفاسها الأخيرة، مع حبها لبذل البر والخير والنفع للناس أجمعين، عملاً بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم :
” خير الناس أنفعهم للناس”
إنها المغفور لها بإذن الله تعالى الأستاذة الدكتورة/عبلة الكحلاوي، كريمة مدّاح نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم الفنان/محمد الكحلاوي الذي كان له الفضل بعد الله تعالى في توجيهها إلى الدراسةالإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وأرملة الشهيد اللواء مهندس/ محمد ياسين بسيوني، أحد شهداء حرب أكتوبر المجيدة المُبرّزين، رفيق الكفاح والنجاح والذي كان نعم العون لها في مسيرتها التعليمية والعِلمية والعملية على سواء، عليهما رحمة الله تعالى.
لم تمنعها مشاغلها الجامعية بصفتها أستاذة للفقه الإسلامي من تأسيس واحدة من كُبرى الجمعيات الخيرية في مصر وهى جمعية الباقيات الصالحات فكانت عنواناً على طبعها الأصيل وجوهر معدنها الثمين – بحى المقطم – لرعاية الطبقات المطحونة من الأطفال والأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر وخدمتهم، بالإضافة إلى تأسيس عيادات آل ياسين التخصصية والتي تحمل اسم زوجها تقديرًا واعترافًا بالجميل له حتى بعد وفاته، فضلاً عن إنشائها مسجدًا ليكون مركزًا لنشر وسطية الإسلام واعتداله.

وهذا لم يشغلها عن تكريس وقتها وخبراتها في رعاية بناتها الثلاث من أجل تحقيق أحلامهن ومن قبل حلم والدهن- عليه الرحمة – في الوصول إلى أعلى المراتب الوظيفية والعائلية على سواء.

وقد جنتْ مابذرته من بِر وخير في قلوب الناس بصدق وإخلاص، وخير شاهد على ذلك تلك الجموع الغفيرة المُحبّة لها والتي شاركت في الصلاة عليها ووداعها إلى مثواها الأخير من طلابها وطالباتها، ومُحبيها، وعارفي فضلها.

عليها شأبيب الرحمة آمين، ولأسرتها فردًا فردًا خالص العزاء.
وما ذكرته عنها غيض من فيض، وقديمًا قالت العرب:
“كفى من القِلادة ما حفَّ بالعُنق”
“وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد