د.أحمد لطفي شاهين
هذا المقال لا اوجهه الى انسان محدد او دولة محددة وانما موجه الى من صمموا ونشروا هاشتاج فلسطين لا تمثلني او فلسطين ليست قضيتي .. كلنا نعلم ان سورة الفاتحة تبدأ بقول الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين .. ((العالمين )) ..ويقول الله في سورة الانبياء ايه 71 (( ونجيناهم ولوطا الى الارض التي باركنا فيها للعالمين ..)) .. ((العالمين )) .. وفي بداية سورة الاسراء (( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ..)) وسورة الاسراء تتعلق بالقضية الفلسطينية وارض فلسطين ولا يمكن لمسلم ان ينكر ذلك لأن الله جل جلاله بارك في فلسطين (( للعالمين )) وكلمة العالمين كلمة شاملة وواسعة تعني مصلحة العالم كله حتى مصلحة الجن ..
ف.فلسطين ارض خير وبركة للصالحين .. وهي مقبرة وعقوبة للفاسدين مهما استمر بقاؤهم فيها لأنها ارض مقدسة لا يعمر فيها ظالم .. قال عليه الصلاة والسلام” أهل الشام سوط الله في ارضه، ينتقم بهم ممن يشاء كيف يشاء فلا تسبّوا أهل الشام، ” ويقول عليه الصلاة والسلام : ” يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! فقتال الصحابة: يا رسول الله لم ذلك ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطوا اجنحتها على الشام ”
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ” إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم،” ولذلك نلاحظ التركيز الشديد من طرف الصهيونية والماسونية العالمية على افساد الشام منذ عقود لانهم يعلموا ان افساد الشام متمثلا في (فلسطين والاردن ولبنان وسوريا) يعني نزع الخيرية من الامة العربية والاسلامية كلها
وبالتالي فلسطين ليست مجرد ارض اسلامية عربية محتلة وانما هي ارض لها وظيفة مقدسة تتمثل في اعادة الناس الى ربهم وتقويم سلوك الامة كلها .. واذا تتبعنا التاريخ جيدا سنجد انه طالما فلسطين محتلة فالعالم العربي والاسلامي مفكك .. ومجرد ان تتحرر فلسطين تعود للامة عزتها ومجدها لان فلسطين هي ارض رباط الى يوم القيامة وهي البوصلة التي تضبط العالم الاسلامي كله تاريخيا وعندنا نماذج تاريخية معروفة لا يمكن انكارها ..
فالتتار كانت مساحة الارض التي احتلوها 85 مليون كيلو متر مربع وقتلوا الملايين من البشر وصنعوا جسور من الجثث ومن الكتب وافسدوا العالم كله ولكن اين انتهى المغول ؟؟ هنا في فلسطين في عين جالوت على يد سيف الاسلام قطز في 25 رمضان ثم ببركة فلسطين والشام ولأول مرة في التاريخ يدخل المغلوب في دين الغالب ويصبح المغول مسلمين ويخدمون الاسلام فيما بعد خدمات عظيمة .. ثم جاء الصليبيين واجتاحوا العالم ووصلوا الى فلسطين وهزمهم صلاح الدين الايوبي في فلسطين في حطين بمساعدة جنود من هذه الارض المباركة بعد عملية اعداد وتجهيز استمرت عقود واعتمدت على اطفال وشباب فلسطين ..
ثم جاءت الحملة الفرنسية عبر مصر ودخلت فلسطين وعند اسوار عكا عجزت وانهارت احلام الامبراطورية الفرنسية بعد صمود عكا 64 يوم بقيادة احمد باشا الجزار ومات اكثر من 4000 جندي فرنسي ما بين مرض وتعب وخوف وقتل من خلف اسوار عكا .. وانسحب الفرنسيين بعدها من كل المشرق العربي بفضل صمود ابناء فلسطين وتوقفت الاطماع الفرنسية وقتها وتحطمت احلام الامبراطورية الفرنسية على اسوار عكا ..
ولذلك كله فلسطين هي قضية كل عربي ومسلم واي شخص يقول فلسطين ليست قضيتي … اقول له نعم فلسطين ليست قضيتك … لان فلسطين هي قضية الشرفاء والاحرار في هذا العالم
فلسطين لا تتقبل ان يمثلها الا الشرفاء الصامدين صمودا اسطوريا
فلسطين التي لا يشرفها ان تمثلوها كان فيها مطارات وقطارات وسيارات وشوارع مرصوفة ومجهزة بالإنارة ومصانع وعمارات سكنية وقصور وتجارة واسواق وموانئ لتصدير كل شيء زراعي وصناعي منذ العام 1920م بينما كان العالم كله غارق في الخيام والجهل والتخلف
كانوا يجمعوا التبرعات والزكاة من اهل فلسطين ويرسلوها للدول المجاورة لأنه لم يكن في فلسطين اي محتاج او فقير .. وكان الكل يلجا من الدول الاخرى للعمل في اراضي فلسطين عمال وفلاحين وهذا سبب ان كثير من الفلسطينيين اليوم تعود اصولهم الى دول عربية اخرى
ولذلك عندما احتل اليهود الصهاينة فلسطين عام النكبة 1948 انطلق ابناء شعبنا المتعلمين والاثرياء في كل العالم ليوزعوا الثروة في دول وينشروا العلم والنور والثقافة في دول اخرى وانا لا اريد ان احدد اسماء بنوك وشركات قائمة الى اليوم لكن كل شيء معروف وموثق .. وهناك الكثيرين من الاشقاء العرب من يعترف بفضل ابناء شعبنا لانهم شرفاء .. ومنهم للأسف من ينكر فضلهم ويقول انهم مرتزقة ويقول القضية الفلسطينية لا تمثلني او ليست قضيتي ؟؟ .. طبعا كل متكلم يعكس اخلاقه ودينه وشرفه
الى كل اولئك اللاهثين خلف الاحتلال والمتخنزرين والديوثين عديمي الشرف الذين اطلقوا هاشتاج فلسطين ليست قضيتي او لا تمثلني اقول لهم نعم فلسطين ليست قضية لأمثالكم ولا يشرفها اصلا تكون قضية لأمثالكم .. الى كل من يقول ان فلسطين تم بيعها اقول لهم ان كل ما تم بيعه من ارض فلسطين لا يتجاوز 1 % فقط وان من باعوا كانوا سماسرة ومستثمرين من دول اخرى مجاورة خدعوا الفلسطينيين واشتروها من البعض ثم باعوها لليهود دون علم الفلسطينيين اصحاب النوايا الطيبة
..والتاريخ يعيد نفسه واليوم يوجد ناس تشتري العقارات والبيوت من اهل القدس بالذات بأسماء عربية اسلامية ثم يبيعوها لليهود .. وسماسرة اليوم هم احفاد سماسرة الماضي وكلنا سمعنا عن العجوز الذي دفعوا له 100 مليون دولار مقابل دكان صغير في القدس ورفض رفضا مطلقا لأنه يعلم انه عندما يتم دفع هذا المبلغ الكبير فالسلعة لها قيمة تعادل الروح وان البيع خيانة ولا يمكن التفريط في ارضنا بأي ثمن .. ولو نحن بعنا ارضنا كما يقول الخونة والمطبعين ما عشنا في هذا الصراع المرير منذ اكثر من 70 سنة ولو نحن بعنا ارضنا فلماذا اصلا نقاوم من اشتراها كما يزعموا ؟؟ لكننا لا نقبل ان نكون خونة ونحن نتوارث حلم العودة والتحرير الى ان تتحرر فلسطين كلها
