من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

العلاقات المصريه السودانيه بين المد والجزر

بقلم هاني صبرى رئيس قسم الاخبار باسينات

جاءت فكرة كتابة سلسلة مقالات عن العلاقات المصريه السودانيه بعد اعلان الاعلاميه شاديه الحصرى عن تأسيس مبادره تحمل اسم مصر والسودان ايد واحده الي جانب تنظيمها لصالون ثقافى تحت عنوان ” مبدعين مصر و السودان ” بالمكتب الدائم للكتاب الافريقيين والاسيويين بدار الادباء يوم الجمعه القادم الموافق 19فبراير ، بحضور فنانين وشعراء ومبدعين بالبلدين الشقيقين للتاكيد على قوه العلاقات القويه والازليه بين ابناء الشعبين الذين تجمعهم العديد من الروابط القويه ومن المتوقع ان الصالون الثقافي سيكون واحه جميله للابداع والمحبه.

وقامت الاعلاميه شاديه الحصرى مؤسس مبادرة مصر والسودان ايد واحده بدعوة الشاعر حمد طمبل ،و سلافه المنصور ، واحمد ابكر ، والملحن الدكتور كامل يعقوب والمطربه ملاك الزين وسميه الشيخ وعبد المنعم حسن والمبتهل الشيخ احمد خاطر بالاذاعه المصريه .

وتحرص الاعلاميه شاديه الحصرى علي ان يكون للمبادره حضور اعلامى متميز علي شاشات الفضائيات حيث سيخصص لها حلقتين فى الفضائيه المصرية من خلال برنامج شبابيك وستكون حلقه غنائيه تضم المطرب كمال كسلا والمطرب طه عبد العاطى والشاعر حمد طمبل ، واما الحلقه الثانيه ستكون عن العرس السودانى وحفل الزواج وكل عاداته مع استعراض للفن السوداني وبإذن الله تعالى ستكون حلقه قويه و رائعه لانه جارى التجهيز والاعداد لها منذ فترة ، مؤكده علي ان الفتره القادمه ستحمل مفاجآت ساره خاصة مع وضع ملامح لعمل وطنى يضم شباب البلدين ويخدم المصالح المشتركه .

ويعتبر هذا المقال وهو الثاني من نوعه ضمن سلسله المقالات التي انتوى كتابتها عن العلاقات المصريه السودانيه التى تمر منذ استقلال السودان في مطلع العام 1956 دورياً بحالات من المد والجزرو بدورات من الصعود والهبوط. وكان التحليل السائد لدى قطاع لا بأس به من السودانيين مقولة أن مصر تفضل التعامل مع أنظمة الحكم العسكرية في السودان، وأن هذا يعد من بين أسباب بقاء هذه النظم في الحكم لفترات أطول.

وأدى شيوع هذا الانطباع فضلا عن أسباب أخرى سيأتي ذكرها لاحقا إلى تدهور العلاقات المصرية السودانية خاصة في مرحلة “الديمقراطية الثالثة”، التي عبرت عن نفسها من خلال إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك، وإلغاء اتفاقيات التكامل المصرى السوداني، وتعويضها بورقة فارغة من المضمون أسماها السيد الصادق المهدي (رئيس الوزراء المنتخب آنذاك) ميثاق الإخاء.

وفي عقد التسعينيات من القرن العشرين، تدهورت العلاقات المصرية السودانية بشكل غير مسبوق، وصل إلى مستوى الحرب الباردة الحقيقية، التى لم تتوقف عند حد التراشق بين الأنظمة، وإنما امتدت في الداخل السوداني إلى مدى أبعد عبر الشحن الإعلامي المستمر والتعبئة ضد ما كان يصور على أنه خصم خارجي، وهو ما أوجد جيلا في السودان ينظر إلى مصر بعين الريبة والتوجس.

وهذه المرحلة رغم سوداويتها كانت مفيدة، على الأقل، من ناحية استخلاص العبر لعدم الانزلاق إلىها مرة أخرى الي جانب إدراك الحقيقة أن مصر والسودان لا غنى لإحداهما عن الأخرى مهما كان اختلاف الأنظمة الحاكمة هنا أو هناك، وأن هناك ضرورات يجب أخذها في الاعتبار قبل الإقدام على أي فعل أو رد فعل.. وهي أن مصر والسودان باقيان في هذا المكان منذ فجر الخليقة.. وسوف يظلان كذلك، مهما كانت الأحداث أو التطورات في شمال الوادي أو جنوبه، وأن هناك تأثيرا وتأثرا متبادلين سوف ينتج أثرهما في كل الأحوال، ومن ثم فإن التعاون من أجل الصالح المشترك هو الأجدى والأكثر نفعا، وهو المنطق الطبيعي للأمور، وأنه مهما افترقت السبل فإنه ليس هناك مفر من العودة إلى التعاون والتفاهم والتنسيق من جديد. وفي فترة الثما نينات طلبت حكومة “الصادق المهدي” إلغاء ميثاق التكامل المصري السوداني، وأحلت محله ما أطلق عليه “ميثاق الإخاء”، وهو تعاون أقل كثيراً من التعاون الذي كان مخططاً له، طبقاً لميثاق التكامل.

وفي فتره التسعينات ومنذ قيام ثورة الإنقاذ عام 1989 يجب الاجابه عن ثلاث اسئله أولاً: ما هو اسلوب إدارة النظام السودانى للعلاقات المصرية السودانية (89-97)؟ ثانياً ماهي النتائج المرتبة على ذلك؟ ثالثاً ماهي ملامح الرؤية المستقبلية لهذه العلاقات؟

أولاً: كيف أدار النظام السودانى العلاقات المصرية السودانية (89-97) ؟ إن مراجعة ملف العلاقات المصرية السودانية توضح أنه باستثناء فترة تعاونية محدودة عامى 89 ـ 90 ـ فان الطابع الصراعى هو الطابع المسيطر على إدارة النظام السودانى لهذه العلاقات، ويمكن بالتالى أن نحدد أسلوب إدارة النظام السودانى لهذه العلاقات على النحو التالى:

أ ـ محاولة النظام السودانى توظيف هذه العلاقات لتحقيق بعض أهدافه خاصة في البداية، ومن ثم اتجه نحو الأسلوب التعاونى في إدارة هذه العلاقات

ب ـ محاولة إتباع أسلوب الإدارة بالأزمات لهذه العلاقات سواء لتغطية فشله الداخلى، أو لتحقيق بعض المكاسب الإقليمية المحدودة، أو للسعى إلى القيام بدور إقليمى وأممى استنادا إلى الأيديولوجية التى يتبناها النظام ومن ثم اتجه إلى الطابع الصراعى

ج ـ العودة إلى الدعوة إلى أسلوب تعاونى محدود عندما ازدادت أزمة النظام داخليا وإقليميا ودوليا رافعا شعار المصالح الحيوية المشتركة وفي المقال القادم سوف نلقى الضوء على كل من هذه النقاط ان شاء الله .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد