الناموسة

عبدالحليم ابو عيشة

الاردن

.. حذرتها مراراً بأن تبتعد عني , نهرتها و لمّحت لها بأن لا تقترب مني أثناء انهماكي في العمل ,, لكن يبدو أن ذاكرتها ضعيفة حد الغباء ..
بالأمس وانا أجلس الى مكتبي شعرت بها تقترب مني .. نهرتها للمرة الأولى لكنها عاودت الكرّة .. وللمرة الثانية والثالثة , لكن عنادها كان مسيطراً على سلوكها .. استفزت رجولتي وهي تقترب تارة وتبتعد أخرى ..
بدأت افكر بالخلاص منها نهائياً ومهما كان الثمن .. تمالكت نفسي وبدأت بتنفيذ خطة , انهمكت في العمل وتظاهرت بالإنشغل .. سمعتها تقترب فلم أعرها انتباهي .. كلما اقتربت مني اكثر كانت دقات قلبي تتسارع ..
الى أن شعرت بها خلفي مباشرة , أغمضت عينيّ استعداداً لما هو أسوأ .. فتمادت واقتربت حدّ الإلتصاق .. حتى اني شعرت ببرودة يديها على عنقي .. ثم تجاوزت حدودها .. الى أن شعرت برطوبة لسانها على جلدي ,, هنا أقشعر بدني و انتفضت من مكاني ساخطا ومزمجراً ,, فأنطلقت هاربة .. لكن فعلتها لا يجب ان تمر دون عقاب .. لحقتها حتى وقفت مرعوبة في زاوية الغرفة .. فتقدمت نحوها بخطىً ثابته ورفعت يدي بكل ما املك من قوة ولطمتها حتى تناثر دمها على الجدار .. ورفعت يدي كي اضربها مرة أخرى لكن بدى لي أنها قد لفظت أنفاسها الأخيرة ..
نعم يا سادة .. لقد قتلتها , ولم تكن تلك الناموسة الأولى ..