من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المسحراتي

المسحراتي والتقاليد…. واللبناني..
بقلم خالد بركات..

أتى رمضانُ مزرعةُ العبادِ
لِتطهيرِ القُلوبِ منّ الفسادِ
فأدِ حُقوقّهُ قولاً وفعلاً
و زادّكَ فاتّخِذهُ للمَعادِ
فَمنْ زرعّ الحُبوبّ وما سَقّاها
تَأَوَّهّ نادمّا يومّ الحَصّادِ..
منقولة..

كان المسحراتي في لبنان ظاهرة رمضانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بليالي رمضان الكريم..
كان المسحراتي يلبس الطربوش والقنباز والمشاية ومنهم من كان يلبس الجلباب.
يكون المسحراتي، أو الطبال عادة من أبناء الأحياء المحلية ويبدأ المسحراتي قبل الفجر بإيقاظ الصائمين، كي يتناولوا طعام السحور قبل الامساك علما ان السحور سِنة نبوية أوصي بها..

وكان المسحراتي يضرب بواسطة عصا على طبلة خاصة وينادي النائمين بأسمائهم لأنه هو من أبناء الحي ويعرفهم الواحد تلو الاخر ويقول :
*يا نائم وحد الدايم..*
ابو محمد، ابو محمود، ابوعبد، ابوعفيف،
الحاج علي والحاج احمد، أبو كمال، ابو ناصر
وحدوه وحدوه يا نايم وحد الدايم..
قوموا عا سحوركم إجا رمضان يزوركم..

ولم يكن لبنان عامة في العهد العثماني قد تعرف على الساعات والمنبهات كما هو الواقع اليوم لذلك كان المسحراتي عنصراً اساسياً  من عناصر شهر رمضان المبارك، وعلى صوته وصوت طبلته كانت تستيقظ الأسرة ويتناول افرادها السحور تقيداً بالسنة النبوية المطهرة وعند اذان الفجر يصلّون في المساجد او في المنازل.

لم يعد العيد له نكهة كما في الماضي لان الغني كل يوم عنده عيد والفقير لا يرى الاعياد وكان اعيان المسلمين في الماضي يولمون الفقراء في رمضان على نفقة الدولة ويهتمون بالرعايا اما اليوم فأصبح الافطار فولكلور  والصلاة تقليد كثرت المساجد وتزينت وكثر الجياع والمحتاجين كان يسود الرحمة في العباد،
واليوم الانسان اصبح رقم وليس بالصعب..!!

لقد اشار الكثير من الرحالة الذين زاروا لبنان
الأمر اللافت للنظر ان اللبناني تميز عبر تاريخه الطويل بالنشاط والجدية وحب العمل دون ملل إذ إنه يستيقظ باكراً كالمعتاد  فمنهم من يذهب باكراً الى عمله والطلاب الى مدارسهم وجامعاتهم دون ان يمننوا احد ،انهم صائمون..
أو انهم لايستطيعون العمل، بل كل الى عمله،
او وظيفته او مدرسته او جامعته باكراً..
إلى ان اللبنانيين شعب نشيط وحضاري ومؤمن ويحب العمل ويكره الكسل، ويحب الضيف ويتميز بالكرم والخصال الحميدة ودائم البسمة ثم يتابع صيامه وعمله كالمعتاد دون ان يظهر تأففاً او ضيقاً من الشهر الفضيل..

اما المواطن اليوم..،ليس بمسحراتي يوقظه لا بل المواطن لا ينام وهو صائم في أغلب الأيام..
ويعيش بقلق دائم وكيف السبيل للعيش الكريم، وكيفية العبور بأمان من نفق الأزمات، وبإنتظار الفرج,أو الهجرة أو لا سمح الله الإنتحار، لإن لا محال أن ينتهي الفساد الذي عاش وتعشش بالدولة آملين أن لا يقضي على اغلب الأجساد..

وبالأمل بالله وبإنتظار مسحراتي يوقظ ضمير بعض المسؤولين ليكون عنا عيد من الأعياد..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد