من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

قسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية عدن…تميز وريادة!!..

بقلم: وليد ناصر الماس

سنحاول هنا وفي إيجاز شديد الإشارة إلى بعض الجوانب التي تفرد فيها قسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية عدن، ذلك القسم الذي جمع بين الأصالة والحداثة في مسيرته العلمية الطويلة على مدى عقود عدة من نشأته وتأسيسه، مشكلا بذلك حالة نادرة ومتميزة للعملية التعليمية في جامعة عدن بشقيها الكمي والنوعي.
إلى جانب عراقة هذا القسم بين بقية الأقسام العلمية الأخرى في الكلية، فقد أضحى مصنعا للقيادات الإدارية والتربوية التي يتطلبها الحقل التربوي والتعليمي، إذ يشغل الكثير من قياداته ومخرجاته وظائفا إدارية هامة على المستويات الإدارية الدنيا والوسطى وحتى العليا في جامعة عدن، وفي الإدارة التربوية لعدد من المحافظات، علاوة عن جهوده الموجهة نحو تقديم البحوث المختلفة التي تستهدف تقديم الحلول والمعالجات للعديد من المشاكل والقضايا التربوية والإدارية التي أثقلت كاهل التعليم بقطاعاته.

لقد تعاقبت على قيادة هذا القسم كوكبة لامعة من القيادات الأكاديمية والإدارية المشهود لها بالكفاءة والخبرة المعروف عنها بالنزاهة والأمانة والاستقامة، تولت عملية توجيه دفة أموره في ضوء مشاركة جماعية من قبل أعضاء هيئاته التدريسية، وسط أجواء يسودها العمل الديمقراطي الانسيابي القائم على المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات وتنفيذها بعيدا عن سلوك التشدد والتسلط، فأخذت على عاتقها مسؤولية تطوير مهامها وتحديث نشاطاتها باستمرار، تبعا للمتغيرات المتلاحقة التي يشهدها التعليم الجامعي من حولنا على أكثر من مسار، في مسعى لخلق حالة من التوازن والانسجام وتضييق الفجوة بين النمو الكمي والنوعي للمخرجات المتعاقبة.

بكل ثقة وأريحية نستطيع الحديث عن مظاهر وصور متعددة للتطوير والتحسين شهدها ويشهدها قسم الأصول والإدارة التربوية على أكثر من صعيد واتجاه، رغبة في تحسين مخرجاته، ومجاراة للمتغيرات الهائلة التي يموج بها العصر الراهن في ضوء الثورة المعرفية المتسارعة، وبروز مداخل إدارية حديثة خلقت طفرة نوعية في علوم الإدارة وأنماطها، فلم تقتصر عمليات التطوير والتحديث عند ئذ على الممارسات المتعلقة بالمهام الإدارية وأساليب القيادة فحسب، بل استهدفت بشكل علني ومباشر تطوير مجمل أنشطتها وبرامجها الدراسية، وما يتصل بذلك من أساليب وخطوات ضرورية، وما تقتضيه عمليات التأهيل من إدخال موضوعات علمية حديثة، واتباع أنماط تدريسية غير تقليدية.

بإمعان النظر في إجراءات ومراحل الدراسة الراهنة في برامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في قسم الأصول والإدارة التربوية، نجدها محاطة بسياج منيع قوامه العناية الفائقة والمتابعة الدائمة والاهتمام الواسع بالدارسين منذ التقدم للالتحاق للدراسة في هذه البرامج وحتى التخرج منها، إذ تُستهل عملية الدراسة غالبا بامتحان قبول يخوضه المتقدمون، لاختيار العدد المطلوب والمتناسب مع طاقات وإمكانيات القسم وبطريقة موضوعية بحتة.
تنقسم عملية التأهيل والدراسة في برامج الدراسات العليا في هذا القسم إلى مرحلتين، مرحلة الدراسة التمهيدية وتنقسم على نفسها إلى فصلين دراسيين، تُدرس خلالهما مجموعة من المقررات والمساقات الدراسية الضرورية إضافة إلى امتحان شامل في الدكتوراه، ثم مرحلة البحث (الدراسة الميدانية) وتُكرس لتقديم البحوث العلمية، حيث تولي قيادة القسم أهمية بالغة وقيمة قصوى لموضوع البحوث، تتمثل في حرصها المستمر على ان تكون مثيرة للاهتمام وتلامس الواقع المحلي بتعقيداته وعقباته، وعلى هذا المضمار يخضع الطالب منذ اختياره لعنوان بحثه وحتى ترشيح دراسته للمناقشة، لإجراءات غاية في الدقة والإحكام تجعله على الدوام في دائرة الضوء وتحد من مسألة وقوعه في الأخطاء والانحرفات، التي من ضمنها تكرار بحث مشكلة سبق بحثها من قبل، أو التطرق لموضوع لا تمثل دراسته جدوى تُذكر، أو التطرق لقضايا بحثية ليس بوسع الباحث التعرض لها، وهنا ينبري دور القسم العلمي في إنارة السبيل لطلاب الدراسات العليا وتوجيه انتباههم نحو المجالات البحثية التي تبدو أكثر خصوبة وملائمة، ومن الأهمية بمكان تناولها، يلي تلك الخطوة تحديد موعد تُجرى فيه مناقشة العنوان والخطة الدراسية للباحث من قبل أعضاء القسم، لتقرير صلاحية وسلامة العنوان من عدمه، وتقويم الخطة التي يسير وفقها العمل البحثي، لضمان المضي قدما في البحوث وفق خطوات منهجية وواضحة من البداية.

من أهم صور وأنماط التحسين التي أُدرجت مؤخرا على عمليات التأهيل في برامج الدراسات العليا بقسم الأصول والإدارة التربوية، موضوع المناقشة الداخلية، وهو أسلوب جديد من نوعه وقابل للتعميم في بقية أقسام وكليات جامعة عدن، في ضوء المزايا والنتائج المبهرة المترتبة عنه، وقد اُقترح هذا الأسلوب استجابة لتزايد رغبات ودوافع تحسين نوعية المخرجات البحثية للقسم، والوصول بها للمناقشة العلنية بأقل السلبيات والعيوب، حيث يُناقش الباحث داخليا من قبل المناقش الداخلي وبمشاركة واسعة لأعضاء الهيئة التدريسية للقسم، فيُرشد إلى أية عيوب أو قصور لتلافيها والعمل على تصحيحها، لتبدأ بعدها إجراءات المناقشة الخارجية (العلنية).

خلاصة القول: يشكل قسم الأصول والإدارة التربوية بكلية التربية عدن أنموذجا متميزا ورائدا في أداءه ومختلف عملياته، وله شرف السبق في موضوع التجديد ومحاولة تجويد نشاطاته المتنوعة رغم مختلف الظروف والعوائق التي لم تتوقف لحظة، فلم يمنع ذلك عجلة التحسين المستمر من المضي مسرعة إلى الأمام، فشهد القسم بذلك نقلة نوعية على الصعيدين الأكاديمي والإداري، ساهمت في تحقيق أهدافه والارتقاء بمخرجاته.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد