من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

اسقاط الاحتلال بالضربة القاضية

د.احمد لطفي شاهين
كم تمنيت ان يكون عنوان مقالي هذا عنوان رئيسي في كبريات الصحف والمواقع الاعلامية بعد توجيه ضربة قاضية فعلا من قوى عربية موحدة .. لكننا سنبقى نحلم بذلك واعتقد ان الضربات القاضية الفردية من الرياضيين العرب هي مقدمة لتحقيق حلمنا بضربة عربية قاضية موحدة تمسح كل اشكال الظلم المُمارس على شعوبنا العربية من طرف القوى الطامعة في ثرواتنا واراضينا .
إن الابطال الرياضيين العرب هم الأقرب إلى نبض الشعوب، والأصدق في الحضور والتأثير، والأشد تعبيراً عن وطنية شعوبهم من خلال انسحابهم التكتيكي، ورغم أن الكثير منهم لم يسعفه الحظ لمواصلة الدراسة واستكمال التعليم، ورغم حاجتهم الماسة للمال، إلا أن فهمهم الدقيق لقضايا وهموم الامة يجعلهم الأكثر وعياً وإدراكاً للمخاطر التي تحدق بالأمة، وتهدد مستقبلها وتستهدف وجودها ومقدراتها، وتطمع في خيراتها وكنوزها..لذلك يقفون بكل شراسة في وجه محاولات التطبيع والتساوق مع الاحتلال
إنهم يفرطون بالشهرة والمجد الرياضي، ويتخلون عن الميداليات والأوسمة، ويتنازلون عن المكاسب والأرباح، وعن الهدايا والأموال، والحوافز لأنهم ينتصرون للوطن على حساب الذات، وينتصرون لفلسطين على الأعداء، ويقدمون المبادئ على الأهواء، ويتقدمون للمشاركة في النضال والمساهمة في المقاومة، بالقدر الذي يستطيعون، وبالموقف الذي يقدرون، وبالرفض الذي يقررون، وبالانسحاب الذي يفرضون، ولعلهم يحوزون بمواقفهم الوطنية والقومية احترام شعوبهم وتأييد أهلهم، الذين يحفظون أسماءهم، ويرفعون صورهم، ويخلدون مواقفهم، ويتزاحمون في المطارات لاستقبالهم، ويتنافسون في زيارتهم والسلام عليهم.

ان لاعبا الجودو… الجزائري فتحي نورين والسوداني محمد عبد الرسول، لم يكونا أول لاعبين عربيين يرفضان الخضوع لقانون القرعة الأولمبي، ومنازلة خصومهم الصهاينة، وإن كانوا الأحدث في هذه السلسلة، بعد أن رفضوا في أولمبياد طوكيو 2021، مواصلة المباريات مع الرياضيين الصهاينة، فقد سبقهم كثيرٌ من العرب والمسلمين، الذين كان لموقفهم دويٌ كبير وأصداء واسعة، أشعرت الصهاينة بعمق مأساتهم وسوء سياستهم، ووحشية احتلالهم وقذارة حكومتهم، وأشعرتهم بالخزي والحرج أمام العالم، حيث يختار اللاعبون العرب الخسارة أمامهم على مصافحتهم، ويفضلون الانسحاب على الاعتراف بهم، ويقبلون بالعقوبة والحرمان لئلا يلطخون شرفهم الرياضي بملاقاة الصهاينة … تماما كما يفعل الاسد عندما يطلبوا منه مصارعة الخنزير حيث لا ينزل الى مستواه القذر
ان من اشهر ابطال العرب الرافضين للتطبيع اللاعب المصري إسلام الشهابي الذي رفض مصافحة نظيره الصهيوني في أولمبياد ريو ، واللاعب المصري محمد عبد العال في طوكيو، والكويتي محمد الفضلي في أمستردام، وغيرهم كثير ممن أثبتوا وطنيةً عاليةً، وانتماءً كبيراً إلى عروبتهم برفضهم المنافسة والمصافحة للصهاينة
إن الاحتلال الصهيوني مستاء و غاضب جداً مما يحدث، وكلنا يعلم مدة قوة تأثير الصهيونية والماسونية على الاندية لذلك
تصر إدارة الأولمبياد والمؤسسات والهيئات الرياضية الدولية على عدم تسيس الأنشطة الرياضية، وعدم إخضاعها للمعايير السياسية، وتحاول أن تفرض على الدول الأعضاء جميعها القبول بالشروط الرياضية وعدم الاعتراض على نظام القرعة، الذي يحدد هوية الرياضي المنافس، وتفرض عقوباتٍ قاسية على المخالفين لشروطها، فتطرد بعض لاعبيها، وتحرم أنديتهم من المشاركة، وتسحب اعترافاتها، وتلغي نتائجها وتستعيد ميدالياتها، وغير ذلك من الإجراءات التي تهدد بها وتتوعد من يخالفون شروطها، لكن الأندية الرياضية العربية الشريفة ، وأغلب الرياضيين العرب الوطنيين، وكل من ينظر نظرة دينية عقيدية للصراع مع الصهاينة يرفضون الخضوع لشروط الهيئات الرياضية الدولية، ويصرون على ممارسة قناعاتهم وعدم مخالفة ضمائرهم الوطنية والقومية، ولو كان ثمن ذلك الانسحاب من المباراة، حتى تلك التي يكون فوزهم فيها مؤكداً
إن حكومة الاحتلال تدرك أن الأنظمة المطبعة أنظمةٌ مفلسة، وأنها لا تمثل شعوبها ولا تعبر عنهم، ولا تستطيع أن تقنعهم أو تفرض عليهم رؤيتها، وأن ما يسمى السلام هو امر باردٌ جداً وهزيلٌ للغاية، ولن تجعله الصور والابتسامات والزيارات والتهنئات دافئاً أبداً، ولن تحوله إلى حالة تطبيعٍ وقبولٍ شعبي بهم، وإنما هم أمام ظاهرة رفض تتنامى وتكبر، وتتسع وتنتشر، ولا تشمل الرياضيين فحسب، بل تشمل كل الفعاليات والأنشطة الدولية، التي يشارك فيها عربٌ وصهاينة، فقد عانى الاحتلال من مقاطعة الفنانين ، والصحفيين ، والدبلوماسيين…. الذين يرفضون جميعاً مصافحة الصهاينة والحديث معهم، بل إنهم يرفضون النظر إليهم والابتسام في وجوههم، ولا يقبلون أن يردوا التحية عليهم أو أن يلتقطوا صوراً معهم أو بالقرب منهم … ان صخرة المقاطعة العربية تكبر يوماً بعد آخر، وستقذفها الشعوب العربية على رأس وقلب الكيان الصهيوني الذي ظن أن الأرض العربية أصبحت أمامه مفتوحة، وأن اختراقه لها سهل، ولكنه أدرك أن أقدامه تغرق ووجه يسود، وصورته تتشوه، وأنه لا يستطيع أن يحقق مع الشعوب العربية ما حققه مع حكوماتها ، وأنه في كل يومٍ سيتلقى من أبناء أمتنا العربية الشرفاء لطمةً على وجهه وركلةً على قفاه، ولن يجد منهم بسمةً تريحه، ولا بشاشةً تطمئنه، ولا قبولاً يرضيه، مهما حاول أن يزين وجهه القبيح، أو أن يجمل صورته البشعة … فالتاريخ الدموي للعصابات الصهيونية منذ ماقبل نكبة ١٩٤٨ ومابعدها … والى هذه اللحظة
لا يمكن ان ينساه او يتجاهله احد.

فلسطين في 28/7/202

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد