من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

✍️..صدى الكلمات أبناء الزبال، وبكل فخر..

يهديها لكم..
صديقكم خالد بركات..

يقول أحد الحكماء :
ليس هناك من عمل حقير..
بل هناك أناس حقيرون..

قمة الجرأة والرقي تقول : أستاذة طب الأعصاب الدكتورة رولا الأبيض ‏”بنت الزبال”، هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان، نسوا اسمي ويطلقون عليّ “بنت الزبال”..!!
‏أبي كان عامل نظافة في البلدية وكان بيتنا بسيط،لم نكن نأكل زبالة مثل ما كانوا يعتقدون..
كنا عائلة مثل أي عائلة، نطبخ ونسهر ونضحك معًا ‏3 صبيان و2 بنات وانا أكبرهم..
‏لم ينتبهوا لشطارتي وتفوقي في المدرسة..
فقط لأني “بنت الزبال”.. في الفصل، القليل منهم مَن كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلوا الجلوس معي، أو كانوا يقرفون مني معتقدين أننا لا نتحمم و”ريحتي زبالة”..!!
‏ولما سألتني المعلمة ما هو حلمك عندما تكبري، أجابتها طالبة “حلمها تلم الزبالة” وضحكوا كلهم في الصف عليّ ولكني بكيت بحرقة..
‏ضمّتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي ولا تخجلي من عمل والدك، فوالدي كان يعمل حارس عمارة ‏ويشطف الدرج ويلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان، كوني قوية..
‏نعم، سوف أكون قوية؛ هكذا قررت، لن أضعف ولن أدع أحد يضحك عليّ..!!
‏قُلت لإخوتي وأخواتي يكونوا أقوى مني علّمتهم أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا..
مرّت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا وتفوقت ودخلت كلية الطب، تغيّر الوضع وأصبح الجميع ينادون : جاءت الدكتورة وذهبت الدكتورة..
شعرت أني أطير، فرحت بنفسي وكسرت كل شيء كان قاهرني، جميع مَن ضحك عليّ، احتاجوني والله يعلم اني لم أقصّر بحق أحد منهم.. ‏كبرت وكبروا إخوتي، تغيّرَت الأحوال وأبي لم يعد في حاجة إلى العمل، غيّرنا بيتنا لبيت أكبر ونحن يد واحدة، إخوتي الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان وأختي في كلية الصيدلة، تزوّجْت وأصبحت
أم لولدين وإخوتي منهم خاطب ومنهم متزوج.. الله يوفقهم ويسعدهم، ولكن مستحيل أن ننسى أنه في يوم من الأيام كان اسمنا “ولاد الزبال”..
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا ما خجلنا من عمله؛ المهم ربّانا عاللقمة الحلال الحمدلله..

قمة الأخلاق والوفاء والرقي : إنه الطالب علاءالدين شبوة من اليمن ،آلى على نفسه يوم التخرج أن يلبس زي التخرج مثل زي والده عامل النظافة عرفانا بالجميل وتكريماً لوالده النبيل، الذي كافح من أجل تعليم ولده التعليم السامي وتقديرا لعمل والده في مجال النظافة، ووفاءاً لوالده، وهي لوحة من لوحات العرفان بالجميل وبر الوالدين ووسام في غاية الأناقة واللطافة وتاج مرصع بالأخلاق..
فنظافة الأوطان وأجيالها وجمال المظهر لا تكمن إلا بروعة أمثال هؤلاء وبنقاء وصفاء الجوهر..

علموا أولادكم أن يحترموا الغير ، والتواضع والصدق والنقاء وعدم التفرقة بين غفير ووزير..

‏”احذر من كسرة النفس لأنها ” مؤلمة وقاتلة..
فالله سيسألُك يوماً عن عينٍ أبكيتها ، وعن قلبٍ أوجعته، وعن روح كنت سبباً في فقدِها لأمانها وإطمئنانها، “فأحذر أن يشتكيك أحد إلى الله”..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد