ولو يَرَى الذِينَ ظَلموا.. إذ يَرونَ العَذَابَ أنَّ القُوة للّهِ جميعاً..
من أرقى ما أقتبس عن الظلم والخوف من الله.. قصة الصياد الفقير والملك..
يحكى إن أحد الصيادين خرج صبيحة يومه يطلب رزقاً حلالاً فرمى شبكته فلم يخرج شيئاً.. فاخذ يبتهل إلى الله أن يرزقه شيئاً ولو قليلاً فأولاده يصرخون جوعاً في بيته واقتربت الشمس من المغيب، فرزقه الله سمكة ضخمة حمد الله تعالى وأخذها مسروراً إلى بيته، وهو في طريقه ,إذا بملك قد خرج للنزهة ,فرآه فأحضره وعلم ما معه فأعجبته السمكة فأخذها عنوة وذهب إلى قصره فرحاً فوصل قصره وأراد أن يدخل سرورا على الملكة فأخرج تلك السمكة أمامها , لكن فجأة استدارت السمكة وعضت أصبعه ,لم يلقي لها بالاً، وقال عضة وستمر.. لكن لم يستطع ان يسترح ليلتها ولم ينم بتاً.. فأحضر الأطباء فأشاروا له بضرورة قطع أصبعه.. وقام بذلك ولكنه لم يسترح بعدها لأن السم قد تسرب إلى يده فأشاروا مرة أخرى بضرورة قطع يده ,ففعل، ولكنه لم يسترح أيضاً ,بل أخذ يصرخ ويستغيث ,فرأى الاطباء أن قطع ذراعه هي الحل ,ففعل وقطع ذراعه، وبعدها فقط استراح من الآلام الجسدية.. لكن لم تهدأ نفسه فعلم الأمر,فنصحوه أن يذهب إلى طبيب من أطباء القلوب (العلماء الحكماء) لعل نفسه ترتاح أيضاً.. فذهب الى أحد الحكماء وأخبره قصه السمكة فقال له الحكيم : لن تهدأ إلا إذا عفا عنك الصياد..!! فبحث الملك عن الصياد حتى وجده وشكى إليه أمره واستحلفه أن يصفح عنه فعفا وصفح عنه فقال له الملك : ماذا قلت فيّ.. فقال : ما قلت سوى كلمه واحدة : ” اللهم.. انه اظهر عليّ قوته فأرني فيه قدرتك ”..
العبـــــــــــــرة : إحذر يا أخي.. من ظلم العباد فإن الظلم يرتد بظلمات ولا تستهن بظلم أحدهم أو قهره مهما كان الأمر صغيراً فربما كلمة واحدة من مظلوم يرفعها الى الله تدفع بها ثمناً غالياً فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حاجب.. وقم بفعل ما تحب ان تراه يفعل فيك في الغد.. فما تفعله اليوم من ظلم او شر في غيرك سيعود لك في الغد وبعده ومهما طال الزمن.. إياكم والظلم فهو يحرق صاحبه ويحرق ويقهر قلب المظلوم ويِؤلمه، فإياكم والظلم…. اللهم..أبعد عنا الظلم والظالم والظلامية..
