من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أثر التغيرات المناخية على البيئة :العواقب والحلول لتقليلها

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

يمكن فهم النظام البيئي بالمعنى العام على أنّه عبارة عن مجموعة من التفاعلات القائمة بين عناصر المحيط الحيوي، والتي تتمثل بالغلاف الجوي والغلاف المائي والغلاف الصخري، وتشمل أيضًا كُلٍّا من أنظمة الماء والهواء والتربة والمعادن، بالإضافة إلى النباتات والحيوانات.

وتؤثر التغيرات المناخية على صحة البيئة المحيطة، حيث من المحتمل أن ترتفع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات وغيرها، والتي قد تهدد سلامة وصحة الإنسان بصورة مباشرة وغير مباشرة، حيث أوضح عدد من الهيئات الدولية أن للتغيرات المناخية آثارًا صحية محتملة على الإنسان، من ضمنها انتشار الأمراض المنقولة بالنواقل، وعدد من الأمراض المعدية، والأمراض المنتقلة عن طريق تناول الماء، أو الغذاء الملوث، وقد تؤثر في صحة الأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة كمرضى القلب والربو مثلًا، وتفاقم الحالة الصحية لهم.

يعدّ التغيّر المتسارع الحاصل في البيئة أحد الأمور المؤكّدة في الوقت الحالي، والذي أدّى إلى زيادة المخاطر البيئيّة، وإصابة نظام حفظ الحياة(Life Supporting System)  بالعديد من الأضرار، وبالتالي زادت الآثار السلبيّة على المدى البعيد على كلّ من النظام البيئيّ والنظام الاقتصادي، وزادت الآثار السلبيّة التي تصيب حياة البشر، خاصة في الحقبة الزمنيّة الحاليّة التي تُعرَف باسم الأنثروبوسين Anthropocene)) وتعد الأنثروبوسين الحقبة التي يعيش فيها الإنسان ويساهم فيها في تغيير معالم ومظاهر كوكب الأرض من خلال الأنشطة البشريّة، والتحضّر، والعولمة، وزيادة عمليّات التصنيع، والاستهلاك المفرط لموارد الأرض، وتتميّز هذه الحقبة بالترابط والتسارع الذي يسود العالم، ونتج عنها الكثير من المشاكل البيئيّة المعقّدة،

التغيرات المناخية:
هو حدوث تغيرات على المدى الطويل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، وقدْ تكون هذه تحولات طبيعية وذلك في حال حصول تغيرات في الدورة الشمسية، وقدْ تكون بشرية حين يكون الإنسان هو المسبب الرئيسي للتغير المناخي، مثل حرق الوقود الأحفوري والتي تتضمن الفحم والنفط والغاز، كما يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى انبعاث غازات تعمل كغطاء يلتف حول الأرض، ومن الأمثلة على هذه الغازات، ثاني أكسيد الكربون والميثان.

 أسباب التغيرات المناخية:
إن وجود غطاء طبيعي من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي يبقي على كوكب الأرض دافئًا بدرجة تكفي للحياة، كما نعرفها، ولكن انبعاث غازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان جعلت الغطاء أكثر سُمكًا، بحيث يختزن السخونة ويؤدي إلى احترار عالمي. وأنواع الوقود الأحفوري هي أكبر مصدر منفرد لغازات الاحتباس الحراري التي تنجم عن الإنسان. فحرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي يطلق بلايين الأطنان من الكربون كل عام، كانت ستبقى لولا ذلك مختبئة في الأرض، فضلًا عن كميات كبيرة من الميثان وأكسيد النتروز. وينبعث مزيد من ثاني أكسيد الكربون عند قطع الأشجار وعدم زرع أشجار مكانها. وفي الوقت ذاته، ينبعث من قطاعات هائلة من الثروة الحيوانية الميثان، وينبعث الميثان أيضًا من مزارع الأرز ومدافن النفايات، وينتج أكسيد النتروز عن استخدام الأسمدة.

وثمة غازات تعيش لفترة طويلة كمركبات الفلور الكلورية CFCs وكروبونات الكلور الفلورية المائية HFCs ومركبات الكربون البيرفلورية PFCs التي تستخدم في تكييف الهواء وفي التبريد، تنتج عن الصناعة وتدخل في الغلاف الجوي في نهاية المطاف.

وأعلنت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بأنّه سيكون هناك ارتفاعًا في درجات الحرارة، وأنّ مدى تأثيرات تغير المناخ ستختلف بمرور الوقت حسب قدرة النظم المجتمعية والبيئية بالتكيف مع هذا التغير.

 العواقب المترتبة على التغيرات المناخية:
أشد المجتمعات فقرًا هي الأكثر تعرضًا لتأثيرات تغير المناخ. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط سطح بحار العالم بما يراوح بين 28 و58 سنتيمترًا، نتيجة اتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية، وستحدث موجات ارتفاع في درجات الحرارة  أكبر، وسيزداد الجفاف سوءًا في بعض المناطق، وستزداد شدة الهطول في مناطق أخرى.

  • ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد المخاطر في جميع مناطق العالم.

  • التغيرات السلبية في الدورة الهيدرولوجية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تسارع الدورة الهيدرولوجية، فالغلاف الجوي الأدفأ يختزن مزيدًا من الرطوبة، ويصبح أقل استقرارًا، وينتج عنه مزيد من هطول الأمطار على شكل زخات أمطار غزيرة. ويؤدي أيضًا إلى تسارع التبخر. وهذا قد يؤدي إلى انخفاض في كمية ونوعية إمدادات المياه العذبة في جميع المناطق الرئيسة.

    ومن المرجح أن تتغير أنماط الرياح ومسارات العواصف، ومن المتوقع أن تزيد كثافة الأعاصير المدارية (لا مدى تواترها)، مع بلوغ سرعات الريح ذرى أكبر ومع هطول الأمطار بغزارة أكبر.

  • تزايد المخاطر الصحية:

  • ازدياد الوفيات الناتجة عن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.

  • ازدياد حالات الإصابة بالربو، الحساسية التنفسية، وأمراض الجهاز التنفسي. 

  • ازدياد الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض حيوانية المصدر.

  • أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

  • الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه.

  • الصحة النفسية واضطرابات التوتر.

  • بعض انواع السرطان.

  • التهديدات للتنوع الأحيائي والحياة البرية.

  • ارتفاع مستويات البحر نتيجة اتساع المحيطات وذوبان الأنهار الجليدية، ما قد يؤدي إلى زيادة الفيضانات والتآكل الساحليين.

 إصابة المجتمعات الأكثر قابلية للتأثر:

فالمجتمعات الأشد فقرًا هي الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ بالنظر إلى قلة ما لديها من موارد يمكن استثمارها في منع تأثيرات تغير المناخ والتخفيف منها. ومن بين بعض أشد الناس تعرضًا للخطر المزارعون، والشعوب الأصلية، والسكان الساحليون.

  • الدول الجزرية الصغيرة عرضة بوجه خاص للتأثر بتغير المناخ، فحجمها المحدود يجعلها أكثر تعرضًا للمخاطر الطبيعية وللهزات الخارجية، خصوصًا للارتفاعات في مستوى سطح البحر.

آثار التغيرات المناخية في البيئة:

 1.الاحتباس الحراري:

هو ارتفاع درجة حرارة غلاف الكرة الأرضية نتيجة انبعاث الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجـــــــين وغيرهما)، مما يؤدي إلى:

  • حدوث الكوارث الطبيعية (حرائق، فيضانات، أعاصير، جفاف). ذوبان الجلــيـــــــد.

  1. ارتفاع مستوى البحـار والمحيطات. تساع ثقب الأوزون. والأمطار الحامضية.

  2. 2. فقدان التنوع الحيوي:

ترتبط كافة المشاكل البيئيّة التي تحدث في العالم مع بعضها البعض، ويتوقّع بعض العلماء أنّ تغيّر المناخ سوف يؤدي إلى القضاء على التنوّع البيولوجي في الكرة الأرضيّة، بالإضافة إلى ظهور عدّة مشاكل بيئيّة أخرى، مثل: التصحّر الذي يعد من أبرز مشاكل البيئة في الوطن العربي ويصنف من مشاكل البيئة الصحراوية، وتغيّر النظم البيئية البريّة والبحريّة، وأشارت بعض دراسات الصندوق العالمي للطبيعة  (The World Wildlife Fund) التي أجريت على حوالي 3,000 نوع من الحيوانات حول العالم إلى ما يلي: فقدان ما يزيد عن 52% من التنوّع البيولوجي للكرة الأرضيّة بين عامي 1970-2010م. خسارة حوالي 39% من الحياة البحريّة والبريّة. خسارة 76% من الأحياء البريّة التي تعيش في المياه العذبة، بسبب النمو المضاعف لعدد السكان خلال 40 عاماً الماضية. كما تشير بعض الأبحاث إلى تسارع نسبة انقراض الحيوانات بشكل كبير في المستقبل مما سيؤدي إلى خلل في النظام البيئيّ، الذي سيؤدي بالتالي إلى العديد من الآثار الصحيّة السلبيّة لدى البشر، ويرجع السبب في ذلك إلى قيام البشر بالعديد من الأنشطة التي أدت إلى مشاكل المدن البيئية، مثل: التحضّر. الممارسات الخاطئة أثناء الصيد أو الزراعة. الاستغلال المفرط للموارد الحيوانيّة والنباتيّة. حرق الغابات وإزالتها. ومن العوامل الأخرى التي تؤدي إلى فقدان التنوّع البيولوجي: استخدام المبيدات الحشريّة والمواد الكيميائيّة بشكل عشوائيّ وعمليّات التجارة غير القانونيّة للكائنات الحية وتحويل الأراضي إلى منشآت حديثة. ينتج عن تلك العوامل حدوث خسائر كبيرة في النظام البيئيّ، وتدمير الكثير من مواطن الكائنات الحيّة، وضعف القدرة الزراعيّة، وفقدان الكثير من الموارد النباتيّة وأنواع الكائنات الحيّة المختلفة، وتتسبب هذه المشكلة بظهور العديد من الأمراض، وظهور أنواع من الكائنات الحيّة الغازِيَةInvasive Species)  ).
تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان:

  • ازدياد الوفيات الناتجة عن الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.

  • ازدياد حالات الإصابة بالربو، الحساسية التنفسية، وأمراض الجهاز التنفسي. 

  • ازدياد الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض حيوانية المصدر.

  • أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

  • الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه.

  • الصحة النفسية واضطرابات التوتر.

  • بعض أنواع السرطان.

بعض الحلول لتقليل التغيرات المناخية:

  • رفع الوعي البيئي لأفراد المجتمع كافة.

  • التشجيع على توفير الطاقة. 

  • تقليل  الملوثات والإنعاثات الغازية قبل أن تنتشر في الغلاف الجوي.

  • تقليص اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي للطاقة. 

  • استغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

  • مساعدة البلدان النامية على التقدم على مسار خفض انبعاثات الملوثات.

  • ابتكار مصانع وآلات صديقة للبيئة.

  • وضع تصور لإستراتيجية التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية

  • الحدّ من تلوّث المياه الذي يُسبّب اختلالاً واسعاً في النظام البيئي، فعلى سبيل المثال يؤدّي اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأنهار أو المياه العذبة إلى نمو الطحالب بشكل سريع وكبير، ممّا يستنزف كمية الأكسجين في المياه ويمنع وصول أشعة الشمس إلى باقي الكائنات البحرية، كما أنّ الطحالب المُتحلّلة تؤدّي إلى نمو كائنات حيّة لاهوائية تُفرز مواد سامة للحيوانات، وهذا كلّه سبب رئيسي في نُقصان عدد الكائنات البحرية واختلال التوازن البيئي في الحياة البحرية و

  • إعادة التدوير للحد من الإفراط في استخدام موارد الطبيعة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد