من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الحيوانات البرية المهددة بالانقراض بسبب الإحتباس الحرارى و كيف تستطيع التأقلم مع التغيرات البيئية؟

 

مقالة علمية

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير التغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية

إن تغير المناخ حدث طبيعي يحدث عبر التاريخ، كما أن الزيادة الأخيرة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض أدى إلى حدوث تغير مناخي مفاجئ، تم افتراض أن تأثير غازات الدفيئة البشرية قد أثر بشكل كبير على المناخ العالمي منذ حوالي 8000 عام.

 

تغير المناخ له تأثير مباشر كبير على الحيوانات الأرضية كونه محركًا رئيسيًا لعمليات الانتواع والانقراض وأشهر مثال على ذلك هو انهيار الغابات المطيرة الكربونية الذي حدث قبل فترة وجيزة من الزمن، حيث أدى هذا الحدث إلى تدمير مجتمعات البرمائيات وحفز على تطور الزواحف، بشكل عام يؤثر تغير المناخ على الحيوانات وحياة الطيور بطرق مختلفة، تضع الطيور بيضها في وقت أبكر من المعتاد في السنة وتزهر النباتات في وقت مبكر وتخرج الثدييات من حالة السبات في وقت مبكر.

 

كان للحيوانات استجابات محددة لتغير المناخ، تستجيب الأنواع للتغيرات المناخية من خلال الهجرة والتكيف أو الموت، حيث أن هذه الهجرات تسمتر أحيانًا بمتابعة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الخطر على التربة وما إلى ذلك، حيث تتحرك التضاريس المذكورة بسبب تغير المناخ، يمكن أن يكون التكيف إما جينيًا أو ظاهريًا ويمكن أن يحدث الموت في السكان المحليين فقط (الانقراض) أو كنوع كامل يعرف باسم الانقراض..

 

إذن كيف يؤثر الانحباس الحراري على الحيوانات؟ تتأثر الحيوانات بالاحتباس الحرارية بأشكال متعددة، حيث يمكن لبعضها أن ينقرض بسبب ما يطرأ على بيئاتها من تغيرات مما يجعلها غير ملائمة وأقل راحة كما أنها تتأثر بالاختلافات الحاصلة على طعامها ومن الملوثات الطارئة، بالإضافة إلى اضطرار بعضها للهجرة إلى أماكن أخرى لضمان بقائها على قيد الحياة وتغير أنماطها السلوكية.

 

ما هي الحيوانات المهددة والأكثرعرضة للانقراض بسبب تغيرات الطقس؟ عندما لا تستطيع الحيوانات التأقلم مع الاحتباس الحراري فإنها تصبح مهددة بالانقراض ومن ضمن هذه الحيوانات:

الفهود : حيث أنها اضطرت إلى تغير نمط غذائها لتواكب التغيرات الحاصلة ما أدى إلى انخفاض قدراتها التناسلية بشكل كبير. دب الباندا تعتمد دببة الباندا بشكل أساسي على الخيزران في غذائها وفي الحماية من العوامل الجوية، وبسبب انخفاض كمية الخيزران بشكل ملحوظ فإن هذه الحيوانات معرضة لخطر حقيقي.

السلحفاة الخضراء: تعتمد السلاحف الخضراء على الرمل في وضع بيوضها، وكلما زادت درجة حرارة هذه الرمال فإن الناتج من هذه البيوض يكون من الإناث مما يقلل عدد الذكور من السلاحف الخضراء، وبالنهاية اختلال التوزيع الطبيعي لها مما يؤدي إلى الانقراض. الفيلة الآسيوية تحتاج هذه الحيوانات الضخمة إلى شرب كميات كبيرة من المياه العذبة يومياً للبقاء على قيد الحياة، ومع ارتفاع درجات الحرارة تتهدد مصادر هذه المياه وتقل، كما أن أوراق الخيزران والموز التي تعتمد عليها حيوانات الفيلة الأسيوية في الغذاء باتت قليلة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، كل هذا يجعل من حيوانات الفيلة الأسيوية حيوانات المهددة بالانقراض. والدب القطبي يُعتبر الجليد البيئة الطبيعية للدببة القطبية والمكان الأساسي الذي تعيش عليها كما أنها تستخدمه لتصطاد غذاءها الأساسي وهو الفقمات، وبسبب ارتفاع درجات الحرارة بدأ هذا الجليد بالذوبان التدريجي، مما عمل على تقليل المساحة الكلية للجليد إلى تستخدمه الدببة وقلّل فرصتها في الحصول على الطعام. البطريق تضطر البطاريق للهجرة في مواسم التكاثر ولا تستطيع الاستقرار بسبب ذوبان الجليد في القطب الجنوبي ونقص الكريل غذاء البطاريق الرئيسي، مما يعمل على تقليل أعدادها بشكل كبير.

 

كيف تستطيع الحيوانات التأقلم مع التغيرات البيئية؟ على الرغم من الاحتباس الحراري يساعد في انقراض بعض الحيوانات، إلا أن بعضها الآخر استطاع أن يتكيف مع هذه التغيرات الحاصلة، من خلال تغير وقت تكاثرها، وتغيير درجة تحملها للحرارة وشكل أجسامها، أو انتقالها إلى أماكن أكثر ملائمةً لها، حيث إن التغيرات الحاصلة في السمات السلوكية والجسمانية للحيوانات ساعدتها على البقاء على قيد الحياة مع اختلاف البيئات المعرضة لها، وهذا ما يسمى اللدونة المظهرية.

وهناك العديد من الحيوانات التي انقرضت بالفعل نتيجة للاحتباس الحراري كما هو موضح فيما يلي :

العلجوم الذهبي  – Bufo periglenes  

وهو نوع من الضفادع ، ومن اول الحيوانات المنقرضة بسبب الاحتباس الحراري ، وقد تمت رؤيته اخر مرة في عام 1989 ، في الغابة السحابية ، في مونتيفردي ، كوستاريكا ، حيث وصلت درجات الحرارة إلى مستوى قياسي ، كما تم تسجيل أدنى مستويات لهطول الامطار ، مما جعل من الصعب على العلجوم أن يستمر في الحياة.

 

الدب القطبي

هذا الحيوان الذي تم إدراجه في لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة ، في عام 2008، حيث أن الجليد الذي يغطي القطب الشمالي ، تمت اذابته بنسبة 14٪ كل عقد ، نتيجة للاحتباس الحراري ، كما ان هذا هو مكان صيد الدببة القطبية ، فمع الانخفاض السريع في كمية الجليد ، إما أن تموت الدببة القطبية من الجوع ، أو أنها تبحث في مناطق أخرى عن الطعام والبقاء ، مثل الأرض.

 

البطريق أديلي

طيور البطريق أديلي ، وهي نوع من أنواع البطريق التي تعيش على ساحل القارة القطبية الجنوبية ، حيث انه موطنها الوحيد ، وتتغذى هذه الطيور على القشريات الصغيرة التي تعيش تحت الصفائح الجليدية ، حيث تلجأ هذه القشريات ، وتعيش لمدة تصل إلى 10 أعوام ، وتتغذى على الطحالب.

 

سمك القد

وهي أسماك قاعية صالحة للأكل ، والتي تعيش في المحيط الأطلسي ، وفي أمريكا الشمالية ، شهدت السواحل انخفاضًا حادًا في أعداد سمك القد ؛ لدرجة أنه من المحتمل ألا يكون هناك سمك القد في المحيطات مرة أخرى.

 

ويرتبط تفسير ما حدث إلى تغير المناخ ، حيث كان هناك تدفق للمياه الباردة من القطب الشمالي مما أدى إلى تغيير النظام البيئي الذي كانت تعيش فيه أسماك القد ، وللأسف لم تستطيع التكيف.

مرجان ستاغهورن  – Acropora cervicornis

هذا النوع من الحيوانات التي تبني الشعاب المرجانية ، يعتبر من بين الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض ، وذلك لعدة أسباب تتمثل في ؛ تبيض المرجان ، وتحمض المحيطات ، وارتفاع درجة حرارة المياه ، والصيد غير المستدام ، والأمراض ، والتلوث.

 

سمكة الفيل ذات البقع البرتقالية  -Oxymonacanthus longirostris   

يعتبر سمك الملفوف ، شديد الحساسية لدرجات الحرارة المرتفعة ؛ لذلك عندما تصبح المياه دافئة ، فإنهم يكافحون من أجل البقاء ويموتون في الغالب ، وقد انقرض هذا النوع من الأسماك في اليابان ، عام 1988 بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات.

 

حيوانات مهددة بالانقراض بسبب المناخ

أصبحت التغيرات في درجة الحرارة ، والآثار الأخرى لتغير المناخ ، أكثر وضوحًا ، فلم تعد بعض الجزر موجودة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر ، كما تنقرض المزيد من أنواع الحيوانات كل عام بسبب تأثيرات تغير المناخ على النظم البيئية ، والموائل البيئية ، كما ويؤثر تغير المناخ على أنواع الحيوانات ببعض الطرق المحددة أيضًا ، وهذه بعض التأثيرات التي تحدث عليهم :

 

وفيما يلي أنواع من الحيوانات المهددة بالانقراض ، نتيجة للاحتباس الحراري :

الفهد

والذي يعتبر أسرع حيوان بري في العالم ، ويواجه انخفاضًا سريعًا في أعداده ، نتيجة لتغير المناخ ، وقد تم ادراج الفهد في تصنيف القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) للأنواع المهددة.

 

دب الباندا العملاق

يؤدي تغير المناخ إلى التقليل من كمية الخيزران التي تنمو في الموائل الطبيعية لهذه الحيوانات في الصين ، فبصرف النظر عن كونه النظام الغذائي الأساسي للدببة ، فإن الخيزران يوفر لهم أيضًا الحماية من العوامل الجوية ، ولذلك فإن تأثيرات تغير المناخ لها تأثير كبير على رفاهية دب الباندا العملاق.

 

السلاحف الخضراء

والتي تعتبر حساسة للتغيرات المناخية في درجات الحرارة التي يسببها الاحتباس الحراري ، ونظرًا لأن جنس صغار السلحفاة يعتمد على درجة حرارة الرمال التي توضع فيها بيضها ، فإن تغير المناخ له تأثير على تطور هذه السلاحف أيضًا.

 

الأفيال الآسيوية

تتأثر هذه الأنواع بشكل خاص بدرجات الحرارة المرتفعة ، ويعود هذا الى حاجتهم إلى شرب الكثير من المياه العذبة للبقاء على قيد الحياة ، لذلك ، فإن تغير المناخ ، والاحتباس الحراري يزيدان من صعوبة حصول الأفيال على كل المياه التي تحتاجها كل يوم.

 

ومن المحتمل أن تسهم هذه الآثار وغيرها في الاحتباس الحراري إذا تُركت دون رادع في اختفاء ما يصل إلى نصف نباتات الأرض وثلث الحيوانات من نطاقها الحالي بحلول عام 2080، تعيش معظم الحيوانات في مناطق ذات ظروف مناخية محددة للغاية مثل درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار التي تمكنها من الازدهار، حيث يمكن أن يؤثر أي تغيير في مناخ منطقة ما على الحيوانات التي تعيش هناك بالإضافة إلى تكوين النظام البيئي بأكمله، تستجيب بعض الأنواع بالفعل إلى مناخ أكثر دفئًا من خلال الانتقال إلى مواقع أكثر برودة فعلى سبيل المثال تتحرك بعض الحيوانات في بعض مناطق العالم إلى الشمال أو إلى ارتفاعات للعثور على أماكن مناسبة للعيش.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد