يا صديقي أود أن أقول لك سر عندما إبتعدت عن عائلتي إبتعدت عني السعادة ، غادرت الراحة موطن روحي ، كنت أعتقد أن راحة البال في كمية العلاقات الإجتماعية داخل وسائل التواصل الاجتماعي ، فأصدقاء كُثر ، وأصحاب متعددين ، حاولت أن أشرب من نهر الجانب العاطفي فيه ، أقمت العلاقات ، وكونت الجروبات ، واستقدمت المدربين لإقامة الندوات ، فتاهت روحي فيه ، ثم غادرت السعادة روحي أو قل كادت أن تغادرني ، وبالتالي كادت أن تغادرني عائلتي أو قل كادت أن تسلب مني السعادة ، ثلاثة أرباع السعادة في إعتقادي تكمن في العائلة الحضن الدافئ ، والسد المنيع من تسلل الكآبة إلى النفوس ، يا صديقي لإبتسامة طفلتك في البيت أفضل من الف علاقة خارج البيت ، وداخل وسائل التواصل الإجتماعي . أعلم جيدا ستقول لقد وقعت أنت خارج إطار منزلك ، وأقول لك نعم ولكني إستدركت وقمت فورا بجعل البيت حضنا دافئا لنا جميعا ، سأحاول جاهدا أن يكون النت مفتوحا في البيت لوقت قصير قصير جدا يا صديقي . الأمان الذي أعطيته للكل ونزعته من قلب عائلتي لقيت من خلاله العبث بمحتويات قلبي . الاهتمام الذي سكبته للبعض داخل وسائل التواصل الإجتماعي عوقبت بالتجاهل داخل بيئتي ، وعليه كان قراري الألف في المائة صائبا عندما عدت لحضن العائلة ، فقررت أن أعطي إهتمامي لأولادي وعشقي وكلماتي وإحساسي لزوجتي ، كدت أن أغرق ويغرق قلبي في متاهات لا سبيل للخروج منها ، ولا مناص من الإنفكاك عنها . خذ الدرس مني واتعظ بي و إياك إياك أن يكون وقتك لشاشة إلكترونية لا تعلم من خلفها من البشر لأنهم بالمختصر سيتعاملون معك حسب حاجتهم إليك . والسلام لقلبي وهو لك أينما توجه قلبك 💛