كثيرة هي الايام التي تمر السعادة ولا نستشعر نعم الله علينا ، تمر مر الكرام بلا فرح ولا شعور براحة البال ، لا نستمتع بتفاصيل اللحظة ، ولا نستشعر جمال الطلة ، ينجح إبننا فلا نعزف أغنية السعادة ، ونخرج من ضيق فلا نطرب لليسر الذي حل بنا، تجتمع الأسرة على مائدة البيت الكبير فلا نقيم الأفراح ، كل تفاصيل الفرح لا نعطيها حقها المشروع ، ولا نستقبلها بثوبها المصنوع ، إن تفاصيل حياتنا الصغيرة يجب أن تتحول إلى مشروع سعادة ، فنقيم الأفراح على كل نعمة أنعم الله بها علينا ، ونصنع من اللحظات الجميلة موكبا للأفراح ، وموسما للسعادة ، وبيتا للراحة ، ليست السعادة بجمع المال وإن كان المال ركنا من أركانها ، وليست في النفوذ والسلطة وإن كان النفوذ أحد أعمدتها ، إنما السعادة في القرب من الله وبقدر قربك منه بقدر سعادتك ، فهذا صهيب ترك المال حتى يحتضن سعادته وبالفعل( ربح البيع أبا يحي) ، وهذا بلال ابن رباح وهو في بطحاء مكة وحرٌ يلفح ُ حر لكنة طلق الحزن واحتضن السعادة( إني لأسمع قرع نعليك في الجنة ). وأحمد ابن حنبل تلقى الضربات تلو الضربات وهو يدافع عن مكونات قلبه و لا يهمه أحزان جلده . إبراهيم عليه السلام يجعل قلبه خالصا لله فتعم السعادة قلبه ويعشق الفرح روحه فيسلم أمره لله ويقذف داخل الحزن فلا يشعر به . كمية الفرح التي بداخلنا قليله لأننا لم نستشعر نعم الله علينا . لماذا لحظات الحزن تمر كالجبال على قلوبنا ؟! لأننا نعيش لحظاتها لحظة لحظة ، ونتعمق في تفاصيلها بل حتى في أدقها ونستشعر معانيها معنى معنى ، فيتحول نهارنا ليلا وليلنا كابوسا ، إن لحظات السعادة تغمرنا بين الحينة والأخرى لكن حزنا واحدا ينسف عمرا من الراحة . يا صاحبي استشعر نعم الله عليك وكن كالطفل عندما يسعد يضحك من أعماق روحه ، ويتخلل وجهه النور ، ويبدو كأنه فلقة قمر ، وعندما يزعل أو يحزن يستشعر اللحظة فقط ثم ينساها يناساها يا صديقي. كن مع الله ولا تبالي ، إنطلق من الفجر لتشرق في العشاء ، و إياك أن تكون كالأجهزة الذكية تستدعي صور الماضي فتجثم على ركبتيك وتغرد خارج سرب الآيمان . إحتضن كل لحظة من لحظات السعادة كإحتضانك لفلذة كبدك بعد عودتك من سفر دام لسنوات .