لكل أسلوبه في التربية وطريقته في التعليم ، فالبعض شديد حازم وآخر لين هين . وهناك من هو بين الشدة واللين يقيم كرنفالات للتربية ومجالس للبناء . لا يمكن أن تؤثر في شخص ما لم تتملك قلبه بطريقتك الممتلئة جمالا ورقة . تقرب إلى من ينتمون إليك بحبك لهم ، الحب الذي يشعرهم أنك أحن شخص في المعمورة عليهم ، كن بجوارهم وقت أمراضهم واسقامهم . تعاهد طلابك بإبتسامتك . و سلم عليهم بقلبك . دع أطفالك يشعرون بحبك لهم الحب الذي يبقيهم في أقرب نقطة منك . عود طلابك على الإبتسامة الصادقة التي تشعرهم بأنك والدهم الثاني الذي يتمنى لهم الحب والخير . أشعر من تقوم بتربيتهم بأن كل أعمالك التي تقوم بها تجاههم نابعة عن حب لهم ، مهما كانت ردود أفعالك نحوهم حتى وإن عاقبتهم يجب أن يشعروا بحبك لهم ، وقربك منهم ، وخوفك عليهم . للتربية بالحب فوائد كثيرة ومصالح أكثر من أهمها أن يشعر المتربي بأن كل ما تقوم به يعود بالنفع عليهم . إسألهم عن حالهم الشخصي مهما كان المتربي كبيرا أو صغيرا فإن كان كبيرا ورأيت أن حالته الشخصية ترهقه ، قم بتربيته بالحب ساعده في أمور حياته فإن لم تستطع فطبطب على كتفه مواسيا ولقلبه مراعيا وعن حاله سائلا . إياك أن تطلب من الذين تقوم بتربيتهم القيام بأعمال قبل أن تتعرف على أحوالهم فمرض يقعد أحد أسرة هذا لن يعيرك أي اهتمام وانت لا تعرف ما الحالة التي يمر بها . ومشاكل تغرق ذاك أفقدته صواب عقله وجعلته بين سندان مشاكله ومطرقة أحزانه لن يلتفت إليك إلا ما دمت عليه قائما وستظل تتابع ولا فائدة وتطلب ولا مجيب . كن قريبا من طلابك فأحدهم والديه منفصلان ولا أحدا يعوله ، وآخر يغط في مشاكل مع والدية لأتفه الأسباب ولا أحدا يعيره إهتمام . وثالث ليس له مصروف يومه، و رابع المرض فتك به أو بأحد أسرته ، وخامس وسادس …وعاشر . الحب ليس فقط للأسرة بل كل شخص تعهدت بتربيته إجعله أحد أفراد أسرتك ، وقم بتربيته بسلوكك وقيمك وأخلاقك . نحن بحاجة ماسة لمن يجبر خواطرنا المكسورة من واقع قتل كل جميل فينا . وقس على ذلك كل شخص له همومه وأوجاعة المتراكمة عبر الأيام والسنين . نحتاج معلم حاذق و مربٍ صادق يلمس بقلبه الاوجاع ويداوي بحنانه الأسقام ، وإن شئت فقل كن لمن تتعاهده بالتربية أبا يخاف عليه وأما يحن إليها .
