من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

كتب الدكتور خالد السلامي: *حارب من أجل أحلامك*


31/12/2022
أطلقت جمعية مواليف الإماراتية التطوعية حملة لزيارة الأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى خليفة الطبية (أبوظبي) ومساندتهم وتقديم الدعم المعنوي لهم. وقد شاركت في الزيارة ونلت شرف مقابلة العديد من أبطال محاربة السرطان من أبنائنا وبناتنا. وبهذه المناسبة أشيد بالهمة والعزيمة التي يتمتع بها الأطفال وإصرارهم على المحاربة من أجل أحلامهم. كما أسجل شكري وتقدير وإعجابي بالتنظيم والإعداد الذي قامت به جمعية مواليف، وعلى رأسهم الدكتورة موزة الشويهي رئيس مجلس الإدارة. كما أتقدم بالشكر الجزيل لإدارة مستشفى خليفة على إتاحة هذه الفرصة وتمكيننا من الزيارة ومقابلة أبطالنا محاربي السرطان من الأطفال.


الجدير بالذكر أن التقارير تشير إلى إصابة 000 400 طفل بالسرطان في جميع أنحاء العالم كل عام. ويعجز معظم الأطفال الذين يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل عن الحصول على أدوية السرطان أو تحمل تكاليفها. ونتيجة لذلك، يموت ما يقارب 000 100 طفل كل عام. ما يؤكد على أهمية التكاتف بين جميع مكونات المجتمع من أجل تقديم الدعم ولو معنويا لهؤلاء المحاربين الذين يحاربون عدوا خفي يفتك بأجسادهم ويسعى لتدمير أحلامهم.
كما أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد بأن السرطان من أهم أسباب وفيات الأطفال على مستوى العالم، كما أن 80% من الأطفال المصابين بالسرطان يعيشون في الدول النامية، وثلث وفيات السرطان تقريباً تحدث بسبب السلوكيات الغذائية الخاطئة وقلّة النشاط البدني والتدخين. وأمام الخطر الكبير الذي يهدد أطفالنا، نحتاج أن نبذ جهد أكبر في مكافحة السرطان، ليس فقط بتوفير اعلى درجات الرعاية الصحية للأطفال المرضى مجانا، ولكن أيضا بالعمل على نشر التوعية ودعم أساليب الوقاية من المرض ومسبباته.
كما أؤكد على أهمية الاكتشاف المبكر لمرض السرطان الذي يعد رابع سبب رئيسي للوفيات بين الأطفال من الفئة العمرية دون 15 عاماً على مستوى العالم. خاصة مع زيادة فرص الشفاء لهذا المرض كلما تم اكتشافها مبكرا، سواء من خلال العمليات الجراحية لاستئصال الورم، وجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، والعلاج المناعي، وزراعة الخلايا الجذعية (نقي العظام)، وهي من أبرز طرق العلاج وأكثرها شيوعاً. مؤكدًا على أهمية الدعم المعنوي للأطفال خاصة أن علاجات سرطان الأطفال تختلف في معظم الحالات عن علاجات الإصابة بالسرطان لدى البالغين، حيث يواجه الأطفال تحديات أكبر خلال رحلة العلاج، وفي مرحلة الشفاء التام بعد النجاة من السرطان؛ إذ يمكن لجلسات وطرق العلاج المكثفة أن تؤثر في طريقة نمو أجسامهم، كما يمكن أن تختلف استجابتهم للأدوية عن استجابة البالغين لها.


إن الزيارة التي قامت بها جمعية مواليف التطوعية أتت بهدف رفع الروح المعنوية وقوة الإرادة، ف بصرف النظر عن التكنولوجيا الطبية المتقدمة، إلا أن قوة الإرادة واحدة من أكثر الأسلحة الفعالية في المعركة ضد السرطان ويتطلب الأمر قوة إرادة هائلة لتكون شجاعا بما يكفي لإجراء فحص الجسم وكذلك التشخيص، ناهيك عن تجاوز العقبات أثناء العلاج، فالأمر يتطلب قوة إرادة لا يمكن اكتمالها إلا بتعاون الأفراد من حولك وتشجيعهم للمصاب.
في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب التفكير في الشيء الصحيح الذي يمكن قوله لشخص يكافح السرطان، خاصة أن الكلام التحفيزي يمكن أن يساعد عندما تحارب أنت أو شخص تحبه السرطان، يمكن للرسائل التشجيعية أن ترفع من روح مريض السرطان عندما يشعر بالاكتئاب أو القلق وتزوده بالأمل خلال رحلة السرطان. فالواجب الأخلاقي والديني يحتم علينا مد يد العون لمرضى السرطان ومساعدتهم وبعث الأمل في نفوسهم وعقولهم بالشفاء من مرضهم الذي أصابهم والتعافي منه تماماً، إن مريض السرطان في مرضه هو الجندي الوحيد الذي يحارب ويدافع على نفسه ضد عدو خفي احتل جسده واجتاح أركان جسمه بالمرض، ناهيك أن يكون هذا المحارب طفل لا حول له ولا قوة، لذلك نهيب بجميع أفراد المجتمع المشاركة في هذا العمل الإنساني من خلال كلمات تشجيعية لمرضى السرطان والدعاء وبث روح الأمل في نفوسهم من جديد.
 

المستشار الدكتور خالد السلامي

o     سفير السلام والنوايا الحسنة

o     سفير التنمية

o     رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

o     رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

o     عضو مجلس التطوع الدولي

o     أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد