من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

منة الله حازم توفيق تكتب.. من دمار الوطن..إلى طريق الموت

فيلم السباحتين يعتبر من الأفلام التى حصدت أعلى المشاهدات، خلال عرضه فى ألمانيا والعديد من الدول العربية، وعلى سبيل المثال “مصر – السعودية -الكويت” ، ومن حيث التقييم فقد تم تقييم الفيلم من ما يقرب على
47 ناقدا عالميا، حيث قام بحصد نسبة فقد حصل على نسبة تقييم 79%، فى المقابل حصل على نسبة 87%بتصويت المشاهدين، الفيلم يوجه رسالة للتضامن مع الالجئين، الذين فرو هاربين من الدمار الذى حدث بوطنهم، نظير ما فعلته الحروب فى بلادهم، حيث صنفه أحد النقاد بأن الفيلم يعبر عن الشجاعة لما حدث فيه من إصرار البطلة، حيث قال بأن الفيلم “يعتبر دليل على الشجاعة و الإصرار والمثابرة”.


الفيلم من إخراج(سالى الحسينى) صاحبة الأصول المصرية، تأليف سالى الحسينى، بالإشتراك مع الكاتب المسرحى والسيناريست (جاك ثورن)، شارك فى العمل مجموعة ممثلين مختلفى الجنسيات، من لبنان (ناتالى عيسى – منال عيسى) فى دور يسرا وسارة ماردينى، من سوريا (كندة علوش) فى دور الأم ميرفت، و الفلسطينى (على سليمان) فى دور الأب عزت، والمصرى (أحمد مالك) فى دور نزار، الألمانى (ماتياس سفيغوفر) فى دور إستيفن وغيرهم.
وقد تم البدأ فى التصوير فى إبريل2021 ، فى المملكة المتحدة و تركيا و بلجيكا، مدة الفيلم 134 دقيقة ويصنف فيلم درامى، رياضى، سيرة ذاتية، حيث تم المزج بين اللغة العربية والإنجليزية، الفيلم إنتاج مشترك بين شركة “وريكنج تايتل، تيم كول، على جعفر” منتج منفذ “ستيفن دالدرى”.
تم عرضه أول مرة فى الوطن العربى، من خلال مهرجان القاهرةالسينمائى الدولى فى دورته44 ، و شارك الفيلم فى مهرجانات دولية مثل مهرجان تورونتو السينمائى.


تدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية، وهى قصة السبحاتين السوريتان سارة ويسرى مادرينى، السبحاتين اللتان عبرا البحر الأبيض المتوسط، عن طريق السباحة هربا من الدمار الذى أصاب وطنهم، لاجئين إلى أوروبا سعيا لتحقيق حلم الوصول للألولمبياد، ورفع أسم وطنهم و توجيه األنظار للقضية.
الفيلم يعرض ما تقوم بفعله الحروب بالبلاد، وكيف تقوم بتحويلها من وطن آمن مستقر، إلى وطن مدمر خالى من الشعوب، يملئه الرعب والذل تتعرض نسائه للتحرش من قبل الشرطة بدل من حمايتهن، وهذا ماحدث فى مشهد محاولة الشرطى التحرش بسارة وأختها، وكيف تحولهم إلى لاجئين يلجأون لأكثر الطرق خطورة، من أجل هروبهم من هذا الدمار للحفاظ على عرضهم.


الفيلم يحاكى قصة حقيقية ولكنها ليست قصة الأختان فقط، فهى قصة الكثر من اللاجئين الذين يأتون من كل مكان، تاركين وطنهم حالمين بمستقبل أفضل خالى من الحروب والذل، ففى الفيلم نجد أكثر من لاجئ من مختلف الجنسيات مثل الصومال والسودان وأفغانستان، وعلى الرغم من محاولاتهم الحصول على ذلك المستقبل ، لكن هذه المحاولة غير مضمونة فهى تعتبر طريق للموت، حتى و إن نجحوا فى عبور هذا الطريق، سيجدون صعوبة فى العيش فى وطن يرفض وجودهم، حتى وان تقبلتهم الدولة التى
لجأوا إليها لن يتقبلهم شعبها فهم بالنسبة لهم مجرد لاجئين ، ومن الممكن أن نرى هذا فى مشهد رفض صاحب المطعم إعطائهم الماء بعد وصولهم.
الفيلم يتناول حياة اللاجئين وما يواجههم من صعاب، فكان على الأختان أن يعبرو البحر بعد ذهابهم من سوريا إلى تركيا ثم اليونان والمجر وصوالا إلى ألمانيا، لنجد أكثر اللقطات ألما عند وصولهم إلى المكان الذى يمتلئ بسترات النجاة، حيث تدل على كثرة اللاجئين ممن حالفهم الحظ واستطاعوا عبور البحر.


وبعد كل ماحدث من مأساه عرضت لنا، لكنه يعرض لنا رسالة أمل وإصرار، فلقطة يسرى وهى تلقى بمدلياتها فى البحر من أجل تخفيف وزن الزورق حتى ينجوا من الغرق، ونظرتها لهم تبث فى داخلنا من أول وهله بفقدان الأمل والحلم، ولكنها لم تستسلم لذلك وظلت متمسكة بحلمها وعبرت البحر سباحة حتى وصلت للألعاب اللأولمبية ومشاركتها فى فريق اللاجئين، بينما سارة التى كانت تشعر بأنها ليس لها قيمة وجدت فى رحلتها حلم وطريق، فقررت العودة لجزيرة ليسبوس والتطوع لإنقاذ البشر والالجئين.
الفيلم يبعث رسالة للشباب بعدم، الإستسلام وأنك ستجد نفسك مع كل هذا الدمار.
لعبت الإضاءة أيضا دور فى الفيلم، ففى الجزء الأول من الفيلم قبل وصولهم، كانت الإضاءة خافته باهته وبعد وصولهم لليابسة ونجاتهم من الغرق، أصبحت الإضاءة أكثر إشراقا لتدل على أمل جديد وتحقيق الحلم .
إنتهى الفيلم بمشهد ملئ بالسعادة للأختان بعد فوز يسرا فى الألولمبياد، و وصول سارة لهدفها بإنقاذها الاجئين فكانت نهاية سعيدة لجميع الأطراف، لنجد أن المخرجة إكتفت بحكى ماحدث، بعد ذلك للأختان وخاصة سارة، التى اتهمت بعد ذلك “بتهريب البشر” ، وتم الحكم عليها بأكثر من 25 سنة سجن، فتجنبت المخرجة عرض ذلك الجانب من حياتهم، وأكتفت بالنهاية ال سعيدة،لتحافظ على رسالتها. ابتعد صناع الفيلم عن الجانب السياسى فى الفيلم، فكان هدفهم هو الجانب الإنسانى أكثر، ومشاعر هؤلاء الاجئين ومايتعرضون له ، لذلك نجح الفيلم فى إيصال رسالته بشكل جيد.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد