من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المدينة المستدامة وأهميتها ومواصفاتها والتحديات من أجل التحول البيئي

            

مقالة علمية

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم.

يتزايد عدد سكان العالم وتظل المدن تواجه ارتفاعا هائلاً في عدد السكان. يعيش اليوم ما يقرب من ٤.٤ مليار شخص في المناطق الحضرية. يمثل هذا ٥٦٪ من سكان العالم والعدد في ازدياد مستمر. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام ٢٠٥٠ سيصل عدد سكان العالم إلى ٩.٨ مليار . كما تشير التقديرات إلى أن ٦٨٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق حضرية. لذلك من المتوقع أن يصل عدد سكان الحضر بحلول عام ٢٠٥٠ إلى حوالي ٦.٦٦ مليار شخص. والآن ، حتى لو كانت المدن تغطي ٣ ٪ فقط من سطح العالم ، فهي المساهم الرئيسي في تغير المناخ. الأنشطة الحضرية مسؤولة عن ٧٠ ٪ من انبعاثات الكربون العالمية . وللحفاظ على النشاط وتشغيله ، فإنه يستهلك ٧٥ ٪ من الطاقة العالمية المولدة.

لجعل الأمور أسوأ ، يزداد الكوكب يوما بعد يوم. تتعرض المدن لضغط تغير المناخ وتأثيرات الجزر الحرارية. المناطق الحضرية مكتظة بالسكان وأكثر عرضة لكوارث المناخ.
على مر التاريخ ، توسعت المدن فقط لاستيعاب الزيادة السكانية المتزايدة دون مراعاة البيئة والتأثير على تغير المناخ. ولحسن الحظ ، تظهر بعض المدن الأمل ويبتكر الباحثون طرقا جديدة يمكن من خلالها جعل التنمية مستدامة. يعمل المخططون والمهندسون المعماريون الحضريون على مشاريع تهدف إلى خلق غد أكثر استدامة. وفي الوقت الحاضر ، يمثل مفهوم المدن المستدامة تحديا كبيرا. من المفترض أن يصبح مستقبل المناطق الحضرية بهدف التحول البيئي. ولكن ما هي بالضبط المدينة المستدامة؟

المدينة المستدامة هي المدن لديها القدرة على تقديم شيء للجميع، فقط لأنها، وفقط عندما يتم إنشاؤها بواسطة الجميع” – جانا جاكوبس. وعلينا أن نفهم أننا جزء من الطبيعة ولا يمكننا العيش بدونها. الاتصال بالطبيعة ضروري. يجب أيضًا دمج الطبيعة وحمايتها في المدن. وتشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان الأرض يعيش في المدن. وبحلول عام 2050، سيكون ثلثا سكان الأرض (6.5 مليار شخص) يعيشون في المناطق الحضرية. لذلك لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون استحداث تغيير مدروس وممنهج في الطريقة التي نبني بها مساحاتنا الحضرية ونديرها.

ما هي الاستدامة؟.. الاستدامة Sustainability هي مصطلح يصف كيف تبقى النظم الحيوية متنوعة ومنتجة مع مرور الوقت. والاستدامة بالنسبة للبشر هي القدرة على حفظ نوعية الحياة التي نعيشها على المدى الطويل وهذا بدوره يعتمد على حفظ العالم الطبيعي والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية. التعريف الأكثر شيوعا للاستدامة والتنمية المستدامة هو ما عرفته مفوضية الأمم المتحدة للبيئة والتنمية 1987: «التنمية المستدامة هي التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة».لقد أصبح مصطلح الاستدامة واسع النطاق ويمكن تطبيقه تقريبا على كل وجه من وجوه الحياة على الأرض، بدءا من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي وعلى مدى فترات زمنية مختلفة. الغابات السليمة هي أمثلة على النظم الحيوية المستدامة. إذ إن الدورات الكيميائية الحيوية الخفية تعيد توزيع الماء والأكسجين والنيتروجين والكربون في النظم الحية وغير الحية في العالم. ولكن مع ازدياد عدد السكان والاستخدام الجائر للموارد غير المتجددة، انحدرت النظم البيئية الطبيعية وكان للتغيير في ميزان الدورات الطبيعية أثر سلبي على كل من البشر والمنظومات الحية الأخرى.هناك أدلة علمية كثيرة على أن الكثير من الأنشطة البشرية تمارس بطريقة غير مستدامة، وأن إعادة الاستخدام البشري للموارد الطبيعية إلى داخل الحدود المستدامة يتطلب جهدا جماعيا كبيرا. إن سبل العيش باستدامة يمكن أن تأخذ أنماطا عديدة على سبيل المثال، القرى البيئية ‏، والمدن المستدامة والزراعة المعمرة ‏، والمباني الخضراء ‏‏، والعمارة المستدامة، وذلك باستخدام الدراسات العلمية لإجراء تعديلات في أنماط ممارسة بعض الأنشطة في حياة الفرد والمجتمع على أصعدة مختلفة من شأنها أن تحافظ على الموارد الطبيعية. حيث إن وعي المدينة المستدام يبدأ بوعي الأفراد الذين يسكنون هذه المدينة. إن تصنيف المدينة كمستدامة يعني أن المدينة بنفسها تستطيع أن تخلق فرصا وظيفية وتجارية، تستطيع أن توفر إسكانا بأسعار معقولة، يستطيع سكانها بناء مجتمعات واقتصادات مرنة. تستثمر في النقل العام، وتنشئ مساحات عامة خضراء، تعيد تدوير نفاياتها بنفسها، وتحسن من منهجية التخطيط والإدارة الحضريين بطرق تشاركية وشاملة.
تحقيق الاستدامة في المدن (العمران) يتطلب التوفيق بين المطالب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية وهي «الركائز الثلاث» للاستدامة. ويمكن التعبير عن هذا الرأي باستخدام ثلاث مناطق متداخلة حيث إن الركائز الثلاث للاستدامة لا يستبعد بعضها بعضا، وإنما يعزز بعضها بعضا. والمدينة المستدامة هي انعكاس الرغبات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لمجتمع يخطط وينفذ باستدامة.

وفى الآونة الأخيرة اتجهت العديد من دول العالم إلى إنشاء المدن المستدامة، باعتبارها أحد أوجه الحياة الصحية الآمنة، وأنها موفرة لاستخدام الطاقة والكهرباء والمياه، وتعتمد على الطاقة النظيفة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى إعادة تدوير المخلفات، الأمر الذى يسهم فى القضاء على التلوث، فهناك حوالى %57 من سكان العالم يعيشون فى المدن أو المناطق الحضرية.  وفيما يلى أهم المواصفات وماذا نحتاج من اجل بناء مدن مستدامة، حيث ظهر مصطلح المدن المستدامة أو الخضراء عقب إعلان الأمم المتحدة استراتيجية وأهداف التنمية المستدامة SDGs، والتى تتكون من 17 هدفا.

1- لابد من توفير البنية التحتية اللازمة لبناء هذه المدن.

 ‏تحديد الموقع المناسب من حيث المناخ الملائم والقرب من المياه.

 ‏2- ‏ان تكون التربة الزراعية فى هذا الموقع ملائمة .

 ‏3- ‏لابد أن تتوفر جميع الخدمات البيئة الصحية

  4-من التحديات التى تواجه اقامة المدن المستدامة ، التلوث البيئى والضوضاء والازدحام.

 ‏ 5-المدينة المستدامة هى المدينه التى صممت مع مراعاة الأثر البيئى، من اجل تقليل استخدام الطاقة والمياه والمواد وتقليل النفايات وتلوث الماء والهواء.

 6-تستخدم المدن المستدامة نظم الصرف الصحى المستدامة.

 

 7-تطبق المدن المستدامة مفهوم زراعة الأسطح الخضراء، واستخدام المخلفات فى توليد الطاقة الكهربائية، من انبعاث الغازات الحيوية.

 ‏ ‏8-تعمل المدن المستدامة على زيادة استخدام مصادر الطاقة الجديدةوالمتجددة ، من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

 9-تقلل استخدام أجهزة التكييف باستبداله بنظم تهوية طبيعية، اثناء تصميم المبانى.

 10- الا تقل المسطحات الخضراء والمائيةعن %20 من مساحة المدينة .

 ‏11- ‏تعتمد المدينة المستدامة على وسائل النقل الجماعى الحديثة الكهربائية أو عديمة الانبعاثات.

 ‏12- ‏ان تشمل المدينة وجود ممرات ومسارات للمشاة ولراكبى الدراجات.

 13-ان تحتوى المدن على مناطق صناعية وتجارية صديقة للبيئة قريبة .

 14- تأسيس المدن المستدامة يعتمد بشكل اساسى على الزراعة والإنتاج الحيوانى، بالتوافق مع شروط ومعايير الصحة العامة.

 15-ان يكون الموقع الأنسب لجميع الفئات العمرية وخاصة كبار السن .

 16-ان يكون الموقع بعيد وذو ارتفاع عن سطح البحر، لتقلبل بصمة الكربون ومصادر التلوث والضوضاء.

 17- تعدد مصادر المياه مع سهولة إنتاج مياه الشرب النقية بتكنولوجيا تكثيف المياه من الهواء.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد