د.أحمد لطفي شاهين نعيش الفترة الأخيرة حالة من الرعب على مستوى العالم بسبب تكرار الهزات الأرضية وسقوط المباني وتصدع الأرض وانشقاق القارات وهي ظواهر طبيعية لها اسباب جيولوجية ولكن لماذا حصلت الان وهذا العصر بالذات؟ سأجيب من وجهة نظر خاصة بحسب رؤيتي للواقع المرير الذي نعيش فيه.. يقول الله تبارك وتعالى ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١] اذاً الله جل جلاله يريد ان يُذيق البشر نتائج الإفساد في الأرض لعلهم يتوبوا ويعودوا إلى الطريق الحق الذي شرعه الله للناس ورغم ان غالبية الضحايا مسلمين ومنكوبين اصلاً الا ان ما حصل هو رسالة لنا نحن الأحياء.. فهؤلاء الذين ماتوا واحزنونا اختارهم الله إلى رحمته بهذه الطريقة حتى نخجل نحن الأحياء من تصرفاتنا وسلوكياتنا ونعود إلى الله جل جلاله واذا القينا نظرة سريعة على الأرض سنرى ان سطح الأرض يهتز ولا يتوازن بسبب المعاصي التي بعضها يهتز لها عرش الرحمن
وبعيدا عن المعاصي نرى خيام وبيوت مهترئة سكانها يأكلون من براميل الزبالة والنفايات بينما بجوارهم قصور وناس تاكل بالمطاعم والأوتيلات .. وكمية الطعام المهدور يكفي المئات .. على سطح الأرض المتزلزل نرى ناس فقراء جوعى تأتي المساعدات والاموال على أسمهم وناس شبعانة يأخذوا تلك الأموال ويسرقوها ويعطوا منها لغير مستحقيها حسب درجة العلاقة
نرى ناس كروشهم مليانة ولكل واحد اربع زوجات وكل سنة يذهبوا للعمرة أوالحج تفاخراً وتباهياً ثم يطلبوا من الفقير ان يصبر ويصمد ويتبرع وكان الأولى بهم ان يطوفوا على بيوت الفقراء ليأخذوا الاجر والثواب من الله سراً بدل الاحتفال بالعمرة وتوزيع ضيافة وهدايا بآلاف الدنانير .. لست ضد العمرة او الحج لكن هناك أبواب للأجر في بلدك أعظم لأن هنا يوجد ناس حرقوا أنفسهم و قبروا اولادهم وهنا ناس ماتوا في بيوت الصفيح بردا وجوعا بعد ان تشردوا من بيوتهم اثر القصف الصهيوني.. اعملوا عمرة وحج كما شئتم لكن لا تنسوا ان تساعدوا الفقراء والمنكوبين سراً حتى يتقبل الله أعمالكم.
يوجد على الارص ناس استشهدوا من اجل الدين و الوطن والمقدسات وكرامة الإنسان.. بينما ناس باعت الوطن وفرّطت في الدين.. وقبضت الثمن ..ثم تستغربوا لماذا تهتز الأرض وتتزلزل؟
على سطح الارض ( في اوروبا) تم صياغة اتفاقية سيداو وللأسف وقعت عليها دول عربية واسلامية وابحثوا عنها لتفهموا خطورتها ومن نتائجها المظاهرات المؤيدة للمثلية الجنسية والتحوّل الجنسي في بلاد الإسلام والمطالبة بترخيص وزيادة أماكن الرقص والدعارة والقمار والخمور في أرقى المناطق في العواصم العربية ووجود شواطيء للعراة في بلاد الاسلام تحت حراسة مشددة من الشرطة بحجة تأمين السياحة.. ثم نستغرب ان تتزلزل الأرض تحت اقدامنا؟ اظن ان الزلزال الاخير كان بداية فقط والغضب الرباني قادم ولا تنسوا الزلزال الكبير الذي ترافق مع تسونامي والذي أغرق مناطق بأكملها قبل سنوات بسبب الفجور الذي كان على تلك الشواطيء الآسيوية
المطلوب.. ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك أن نراجع انفسنا ونستغفر ربنا ونحاسب أنفسنا كل يوم وكل ليلة ونتوب كل لحظة لأننا أصحاب ذنوب مهما ظننا اننا صالحين وقدوتنا في ذلك رسولنا محمد ﷺ الذي كان يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم الواحد مئات المرات أين نحن منه ﷺ ؟ المطلوب أن نلتزم بمنهج الله كاملا ونبتعد عن الانتقائية لأن الله اهلك بني إسرائيل عندما آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بيعض كما قال في سورة البقرة الآية 85
إننا مقبلون على شهر رمضان حيث سنصوم بإرادة كاملة ونتغير من داخلنا وسنراقب أنفسنا بأنفسنا ونقترب من الدرجة الملائكية ونتجنب صغائر الذنوب حتى لا نخدش صيامنا فلماذا لا نكون كذلك طوال العام؟ هل الله موجود فقط في رمضان ؟ ان الله موجود طوال الوقت ولابد ان نستشعر هذا المعنى حتى يرضى عنا الله ويكرمنا برحمته ويتغيير حالنا ويرفع الله مقته وغضبه عن الأرض عندما يرى عباده تابوا وعادوا إلى الصراط المستقيم فالأرض ما عادت تتحمل الظلم والكذب.. والخيانة والخداع ….الخ لذلك تهتزّ من كثرة ما يحدث على سطحها من وساخة بعض البشر .. ملاحظة :مقالي هذا رؤية خاصة.
