من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الكلمة الطيبة.. سلاح الإنسان في معركة الحياة

 
في أرض الكلمات الرحبة، تنبت الأفكار وتتفتح الورود الطيبة، تنساب عذوبة السلاسة وتعزف ألحان اللطف والتواضع، تلك هي الكلمة الطيبة التي تميز الإنسان وتضيف إلى حياته بريقاً وجمالاً لا يضاهيه. فالكلمة هي أداة البيان والتعبير عن مشاعرنا وأفكارنا، وهي الجسـر الذي يربطنا بمن حولنا.
في هذا الزمن الذي اعتراه القبح وانتشـرت مظاهر الفوضى والجفاء في العلاقات الإنسانية، يتحول الكلم الطيب إلى ملاذ نادر ونفيس، كالماسة الصافية في وسط الصخور الخام. إن تأثير الكلمة الطيبة على النفس والروح يماثل تأثير الماء الزلال على الأرض العطشـى، فهي تروي قلوبنا وتحيي فيها مشاعر الحب والوئام.
تتسلل الكلمة الطيبة إلى القلوب وتفتح أبوابها بلطف وعذوبة، فهي تعزز أواصر المودة والألفة بين الناس، وتصنع الصداقات الدائمة والمحبة الخالدة. إنها كالنسمة العليلة التي تهب على وجنات الزهور، تكسر حواجز الجليد بين النفوس وتُذهب بعيداً الهموم والأحزان.
يقول نبينا الكريم – صلى الله عليه وسلم -: “إنَّ العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللَّه، لا يُلقي لها بالًا، يرفعه اللَّه بها درجاتٍ”، فلنتأمل جيداً قبل أن نتلفظ بكلمة قد تغضب الله عز وجل وتضـر بنا وبمن حولنا. فالكلمة الطيبة ترتقي بنا إلى مراتب عالية من القيم والمبادئ، بينما الكلمة القبيحة تهوي بنا إلى أعماق الفشل والندامة.
في عصـر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يكمن الخطر الأكبر في تفشـي ظاهرة القبح والسوء في استخدام الكلمات والعبارات. إنه ليس بالأمر الجديد أن نرى ونسمع ألفاظاً قبيحة ومؤذية تصدر من أفواه الناس، حتى من الأقربين لنا وفي المستويات الاجتماعية التي نحسبها نخبوية. إن التمسك بالكلمة الطيبة يعد قيمة ثمينة ونعمة في المجتمع، فهي ترسم ملامح الجمال على وجه الحياة وتجعلها أكثر إشـراقاً وتألقاً.
يقول الشاعر الإنجليزي الكبير ويليام شكسبير: “ليس في الكلمات شيء سيء أو جيد، وإنما السـيء والجيد هو التفكير الذي يجعلها كذلك”، فلنتحلى بالحكمة والتعقل في اختيار كلماتنا وعباراتنا، ولنجعل الكلمة الطيبة بوصلة توجهنا نحو الخير والصلاح.
في الختام، ليس لدينا سوى أن ندعو الجميع إلى تجميل حياتهم بالكلمة الطيبة، فهي العطر الذي يكمل جمال الورود وينشـر رونقاً خاصاً في الأجواء. لنتعاون سوياً في نشـر الألفاظ الجميلة والعبارات المعبرة عن المحبة والتفاؤل، لنصنع بذلك جيل يسوده السلام والاحترام والأخوة.
ولنتذكر دائماً أن الكلمة الطيبة تنبع من قلب صافي ونفس راضية، وهي تعكس صدق مشاعرنا ونقاء أفكارنا. إنها تمثل ترجمة حقيقية لمبادئنا وقيمنا الإنسانية، وتجسد توجهاتنا نحو حياة أفضل مليئة بالمحبة والعطاء والتفاؤل.
لنقدم الكلمة الطيبة هدية لمن حولنا، فهي تنير الطريق أمامنا وتمحو آثار الضياع والتشتت. لنجعلها سراجاً يضـيء مسيرتنا ويحملنا على أجنحة السماء نحو القمم والنجاحات الكبيرة.
في هذا العالم المليء بالتحديات والمصاعب، نحتاج أكثر من أي وقت مضـى للكلمة الطيبة التي تكون سنداً وعوناً لنا، وتزيد من ثقتنا بأنفسنا وتقوي عزيمتنا على تحقيق أهدافنا. لنترك بصمة إيجابية في حياة الآخرين من خلال كلماتنا وأفعالنا، ولننشـر رسالة الحب والسلام والتفاؤل في كل ركن من أركان هذا العالم الواسع.
فالكلمة الطيبة هي جوهرة ثمينة في تاج الإنسانية، وهي القوة الداخلية التي تميز الإنسان عن سائر المخلوقات. لنحرص على أن نكون سفراء للكلمة الطيبة ونشـرها بين أفراد مجتمعنا، لنجعل من عالمنا مكاناً أجمل وأكثر إشـراقاً وسعادةً. ودعونا نتذكر دائماً أن الكلمة الطيبة تكون البذرة التي تنمو وتكبر حتى تصبح شجرة ظليلة تحمينا من حرارة الحياة وتمنحنا الراحة والسكينة.
الكلمة الطيبة كالوردة الزاكية، تنشـر عبيرها وجمالها في كل مكان. ومن يزرعها في حقول قلوب الناس، سيجني ثمار المحبة والاحترام والتقدير.
دعونا نتبع نصيحة الشاعر ونزرع الكلمات الطيبة في قلوب من حولنا، لنحقق تفاؤلًا وراحةً لأنفسنا وللمجتمع بأكمله. لا شك أن الكلمات لها قوة كبيرة في تشكيل حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية. فالكلمة الطيبة تبني جسور الود والمودة، بينما الكلمة القبيحة تهدم تلك الجسور وتزرع بذور الحقد والكراهية.
فلنختار الكلمات التي نستخدمها بحكمة وعقلانية، ولنحرص على أن تكون دائماً كلمات طيبة تبعث السعادة والتفاؤل في نفوس الآخرين. إن الحياة قصيرة ولا مجال فيها لنشـر الكراهية والألم. فلنجعل من الكلمة الطيبة أداة لنشـر الحب والأمل، وتحقيق السلام والتفاهم بين الناس.
 

المستشار الدكتور خالد السلامي

o                سفير السلام والنوايا الحسنة

o                سفير التنمية

o                رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

o                رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

o                عضو مجلس التطوع الدولي

o                أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد