من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال التحديات والفرص 12/06

 
في الثاني عشـر من يونيو من كل عام، يتوحد العالم للتعبير عن التضامن ضد واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا، وهي عمل الأطفال. اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال هو مناسبة للتأكيد على التزامنا بحماية حقوق الأطفال وضمان تحقيق مستقبل أفضل لهم، ولكنه أيضاً فرصة للوقوف على الجهود المبذولة في الإمارات العربية المتحدة لمعالجة هذه القضية.
لكن للأسف الشديد يؤلمني أن أقول بأن العالم يخسر المعركة مجددا، فأعداد العمالة من الأطفال في تزايد. بل إن الأسوأ من ذلك هو أن المجتمعات بدأت تعتاد على النظر إلى الطفل العامل. فنرى مشاهير التواصل الاجتماعي يصورون مقاطع لأطفال في العمل ومعلقين على المقطع بعبارات جميلة تحمل السم مثل (هذا بطل) (هذا رجل). ألهذا الحد أصبحت أعيننا معتادة على عمالة الطفل؟ في الوقت الذي من المفترض ان ننتقد هذه الظاهرة، أصبحنا نثني على الطفل ونشجعه بحجة أنه بطل وأن ما يقوم به تضحية (مقبولة) منه لأجل أسرته. ولا نستغرب إطلاقا أن نرى الأسوأ من ذلك، فالكثير من المقاطر يظهر فيها طفلا من أصحاب الهمم يعمل في ورشة تصليح سيارات، بل قد تكون إعاقته حركية في ساقيه لكنه يزحف على الأرض للقيام بعمله، فيصوره الناس وينشرون المقاطع تحت عنوان أنه بطل.
في الإمارات، قد تم اتخاذ خطوات كبيرة لضمان حماية الأطفال وحقوقهم. توجد قوانين صارمة تمنع العمل الأطفال وتفرض عقوبات ثقيلة على المخالفين. ومع ذلك، فإن القضية تتجاوز بكثير القانون وتحتاج إلى مجهود جماعي وتوعية عامة بأهمية تعليم الأطفال والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال هو مناسبة لزيادة الوعي بالتحديات التي يواجهها الأطفال الذين يُجبرون على العمل. يتم استغلال هؤلاء الأطفال وإنكار حقوقهم الأساسية في التعليم واللعب والنمو بصورة صحية وآمنة. إنها فرصة للتأكيد على أنه بغض النظر عن الظروف، يجب أن تكون حقوق الأطفال أولوية.
في الإمارات، يتم اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الأطفال. يتم تنفيذ برامج لرفع مستوى الوعي بالقضايا المتعلقة بعمل الأطفال وتقديم الدعم للأطفال المعرضين لخطر الاستغلال. كما تشجع الحكومة الأعمال الخيرية والمبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تحسين حياة الأطفال وتوفير فرص التعليم لهم.
ومع ذلك، فإن الجهود المستمرة للقضاء على عمل الأطفال لا يمكن أن تكون مجرد قوانين وبرامج حكومية، بل يجب أن تكون جزءًا من حركة أوسع تتضمن المجتمع بأكمله. نحن جميعاً نتحمل المسؤولية في حماية الأطفال وضمان حقوقهم. يجب أن يكون لدينا الشجاعة للتحدث والتصرف عندما نرى أطفالًا يُجبرون على العمل.
على الرغم من التحديات، نستطيع القول بأن الإمارات تتقدم بثبات نحو هدفها في القضاء على عمل الأطفال. إن التزام البلاد بحماية حقوق الأطفال وتحسين حياتهم هو دليل واضح على التقدم الذي تحققه البلاد في هذا الصدد.
في هذا اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، دعونا نعمل معًا لتعزيز الوعي حول هذه القضية وتقديم الدعم للأطفال المستغلين والمعرضين للخطر. لن يكون مستقبلنا أكثر إشراقًا إلا عندما يكون لدينا جميع أطفالنا فرصة للتعلم والنمو والازدهار في بيئة آمنة ومحمية.
وها هي دولتنا، الإمارات العربية المتحدة، لا تدع فرصة ولا طريقة إلا وتؤكد دعمها الكامل للجهود العالمية لوقف ظاهرة عمالة الأطفال، انطلاقاً من حرص الدولة على حماية حقوق الطفل الأساسية من خلال الأنظمة والقوانين التي تكفل نموه في بيئة آمنة وصحية، تلبي طموحاته وقدراته ومهاراته. كما أن الدولة تبادر بتقديم الدعم والمساعدة والرعاية الصحية اللازمة للأطفال في العديد من الدول من خلال بناء مستشفيات وإرسال الأدوية الطبية اللازمة، وإعطائهم الأولوية في حق التعليم. كما تتخذ الدولة كافة الجهود والإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الجريمة، من خلال القوانين والتشـريعات التي وضعتها لحماية الطفل واستراتيجيات الحماية والرعاية وغيرها من الآليات الهادفة إلى تقديم المصلحة الفضلى للطفل على جميع المستويات، بما يضمن حفظ حقوقه الأساسية والرعائية والاجتماعية وحفظ سلامته وضمان نشأته التنشئة السليمة.
 

المستشار الدكتور خالد السلامي

o                سفير السلام والنوايا الحسنة

o                سفير التنمية

o                رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

o                رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

o                عضو مجلس التطوع الدولي

o                أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد