من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

النظام الجمهوري والنظام الملكي..!!

بقلم خالد بركات..

بكل شفافية، سؤال يراود الكثيرين لماذا الإستقرار في البلدان ذات الأنظمة الملكية، وتوتر وفوضى وصراعات في البلدان ذات الأنظمة الجمهورية..؟؟!!

وبكل محبة لجميع الشعوب في جميع البلدان مهما كان نظامها، فكلنا اخوة في الإنسانية، مع تمنياتنا أن يعم الإستقرار والأمان كل الأوطان..

نعم..الدول ذات الأنظمة الجمهورية هي أكثر فوضى وحروباً وفقراً وفساداً وعدم استقرار، بينما الدول ذات الأنظمة الملكية هي أكثر استقراراً وأماناً ونهضة اقتصادية واجتماعية..!!

إذن..ما السر في الفوارق بينهما، رغم امتلاك بعض الدول ذات الأنظمة الجمهورية لمقمومات وموارد، لا تملكها الأنظمة الملكية أحياناً..!!
ربما يعود السبب إلى إنعدام الاستقرار السياسي في الدول ذات الأنظمة الجمهورية، لعدة عوامل حسب وجهة نظرنا، منها المواقع الأساسية في هذه الدول التي تركت مهامها الأساسية وهي الدفاع عن الوطن ومقدراته وثرواته، ضد كل الطامعين، والأخطر أنها مارست السياسة التسلطية بإدارة الدولة التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد لخدمة الشعب وحقوقه، الأمر الذي جعل بعض الجالسين على الكراسي، وبعضى المواقع، يمارسون سلطة الأنانية وتلبية لأحلامهم ولطموحاتهم الخاصة بهم ليس إلا..
وهم في إدارة الدولة، يلجأون للعبة التحالفات ولو بشكل غير منطقي، من أجل الوصول للسلطة أحياناً بإنقلابات سواء كانت إنقلابات سلمية أم عسكرية، وبعدها الإشكالية عبر إرادة تسلط أو فرض رأي طرف من الأطراف أو الفوضى..

أما الأمر الآخر لعدم استقرار الجمهوريات فهو انتهاجها لنهج ديمقراطي أو بما يسمى الديمقراطية وفهم المقتضى منها حسب الحاجة إليها، وذلك عبر تعدد الأحزاب الطامعة في الوصول إلى الحكم، وهو ما خلق فوضى سياسية وصراعات حزبية أو مذهبية حول السلطة مزقت المجتمع أفقياً وعمودياً وشتتت شعبه في بعض الجمهوريات، مما جعله يتناحر فيما بينه بأدوات طائفية، وجعلتهم أطراف متناحرة وكل طرف يتمثل بحزب أو تيار.. وللأسف، كل طرف منهم، يكن كراهية للآخر، وأحياناً يستعين عليه بقوى خارجية من أجل ازاحته عن السلطة وإخراجه من المشهد السياسي، ومن ثم تضيع الشعوب وتتهاوى الأوطان وتصبح هذه الدول مسرحاً للفوضى، وميداناً للصراعات، ومنفذا للتدخلات الخارجية، ومحل اطماع وفريسة قوى إقليمية كما حدث في الكثير من البلدان..

والسؤال الٱخر.. لماذا نرى الدول ذات الأنظمة الملكية في حالة استقرار ولو نسبياً، وتشهد نمواً اقتصادياً متصاعداً، كما نلاحظ اليوم والحمد لله، ونتمنى لهم المزيد من التقدم وبرعاية الله..
والسبب يتجلى في التصالح الدائم بين الحاكم والشعب، وتأمين متطلبات الحياة له من مسكن، وتعليم واستشفاء ومنع البطالة بالإضافة لمواكبة التطور والتقدم، تماشياً مع متطلبات العصر،إلخ..
وهذا ما يعزز الطمأنينة والتماسك في الوطن..
فالنظام أو الحكم لخدمة الشعب وليس العكس..

لكن..هل يستمر الحال في الأنظمة الجمهورية كما هو اليوم من صراع على سلطة والحكم..؟؟

وتبقى الإشارة إلى التدخلات الخارجية، فكل من يعتبر نفسه محروماً، يحمل لواء طائفته، أو يستعين بدولة خارجية لاعانته على من حرمه من حقوقه، وكأنه وريث شرعي في الحكم داخل نظام طائفي معقد، أما أغلبية الشعب يعيش بقلق دائم وله رأي آخر، حين يشاهد الصراع فيما بينهم ويتساءل على ماذا يتصارعون..؟؟!!
لم يطالبوا بالمدينة الفاضلة، ولكن الإستقرار في الوطن، والذي هو أدنى حق من حقوق المواطن، وكي لا يبقى الوطن في المستنقع، وفي نفس الدوامة السائدة، وعدم تقبل البعض فكرة المشاركة عبر حوار وطني وتقبل الٱخر، بعيداً عن التحدي بإستقواء وتعنت، حتى وإن هدم المعبد على رأس الجميع وضاعت البلاد والعباد..!!

الحفاظ على قيم وحقوق الشعب في أي وطن
لا يكون بالشعارات السياسية، وخطب ومواعظ دينية وتحريك العصب الطائفي، ولكن بتوفير كل ما يحتاجه الشعب في حياته سعياً لإستقرار نفسي ومعيشي أو أقله ليبقى عنده أمل بالتغيير والإصلاح، وتعزيز فكرة المواطنية بنفوسهم..
اللهم..إحمِ عبادك في كل بلادك فالأمر بيدك..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد