د.فتاة نبعة أخصائية النساء والولادة بمستشفيات الحمادي:
الكشف المبكر عن تأخر نمو الجنين داخل الرحم يساهم باستبعاد حدوث المخاطر
قالت الدكتورة فتاة عارف إبراهيم نبعة أخصائية أمراض النساء والولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض أن تأخر نمو الجنين داخل الرحم يحدث عندما يكون الوزن للجنين أقل من الوزن المتوقع بعشرة بالمئة 10٪،مشيرة إلى أن هذه الأجنة تكون معرضة لمشاكل أكثر من الأجنة ذات الوزن الطبيعي،ومن هذه المشاكل: زيادة خطورة الوفيات والمراضة ما قبل الولادة، واستنشاق العقي،والاختناق، وكثرة الكريات الحمراء،ونقص سكر الدم،والتخلف العقلي. وشددت الدكتورة فتاة نبعة على أن الكشف المبكر عن تأخر النمو داخل الرحم يساهم بإستبعاد حدوث المخاطر المذكورة سابقاً. وللتعرف أكثر تأخر نمو الجنين داخل الرحم،كان هذا الحوار مع د.فتاة نبعة أخصائية النساء والولادة بمستشفيات الحمادي. ماأسباب تأخر نمو الجنين داخل الرحم؟ _هناك أسباب تتعلق بالأم مثل: نقص الوارد الغذائي، والتدخين،والإدمان،والكحول، وآفات القلب،ومتلازمة مضادات الفوسفوليبيد،وإنتاج الأضداد الذاتية،وإرتفاع ضغط الدم،وهناك أسباب تتعلق بالمشيمة،مثل:قصورالمشيمة، وأسباب تتعلق بالجنين،مثل: إصابة الجنين ببعض الإنتانات الفيروسية أو إصابته بتشوهات خلقية. وماهي أنواع تأخر النمو داخل الرحم؟ _منها(تأخر نمو متناظر)بحيث يكون هناك نقص نمو في رأس وجسم الجنين،وغالباً يكون السبب تشوه الجنين أو إصابة الجنين بالانتانات الفيروسية بينما(تأخر النمو الغير متناظر) يكون حجم الرأس فيه طبيعي وحجم البطن أقل من الطبيعي،وهذا غالباً يحدث في آخر الحمل وسواء كان تأخر النمو متناظر أوغير متناظر سيكون الجنين أصغر من عمره والمشيمة تكون أيضاً صغيرة مع وجود نقص بالسائل الأمنيوسي حول الجنين. وكيف يتم تشخيص تأخر النمو الجنيني؟ _قد تلاحظ المريضة الحامل أن حجم بطنها أقل من الطبيعي،وعند مراجعة الطبيب يلاحظ أن حجم الرحم أقل من المتوقع بالنسبة لعمر الحمل،ويتم تأكيد التشخيص بالتصوير بالأمواج الفوق الصوتية، حيث يتم قياس محيط رأس الجنين ومحيط البطن وطول الفخذ وكمية السائل الأمنيوسي- إجراء دوبلر للأوعية الدموية الخاصة بالجنين مثل:الشريان السري،وفي حال تم التأكد من تأخر نمو الجنين لابد من إجراء مراقبة شديدة ومتابعة للحالة خوفاً من وفاة الجنين بشكل مفاجئ،ولابد من إعطاء المريضة مجموعة من النصائح التي من الممكن أن تحسن الحالة،وذلك مثل:الراحة في السرير،وتحسين الحمية الغذائية،والتوقف عن التدخين،والكحول،والأدوية الضارة. وكيف تتم الوقاية من تأخر نمو الجنين داخل الرحم؟ _تنصح المرأة التي تخطط للحمل بإتباع حمية غذائية جيدة قبل الحمل خاصة إذا كانت المريضة ذات وزن منخفض،وأن تقلع عن التدخين أو المشروبات الكحولية،وأما بالنسبة للنساء ذوات أضداد الفوسفوليبيد فتنصح بإستخدام الأسبيرين منذ بداية الحمل. وفي حال تم تشخيص تأخر النمو داخل الرحم،كيف يكون تدبير الحالة؟ _في هذه الحالة تنصح المريضة بالإبتعاد عن الإجهاد والتعب ويجب عليها الراحة قدر الإمكان،وتحسين التغذية مع متابعة حركة الجنين، ومراجعة الطبيب إسبوعياً في حال كان تأخر النمو ضعيف، وإذا كان تأخر النمو متوسط لابد من مراجعة الطبيب مرتين إسبوعياً،أما إذا كان شديد يجب مراجعته ثلاث مرات إسبوعياً. وماذا عن تحديد توقيت وطريقة الولادة؟ _يعتبر تحديد توقيت وطريقة الولادة من أهم القرارات السريرية والهدف هو تسريع الولادة قبل أن يتعرض الجنين للخطر،لكن بعد نضج رئتي الجنين، وهذا يتطلب مراقبة الجنين بشكل منتظم وإجراء اختبارات معينة لتحديد هل يمكن الإنتظار أم أن وضع الجنين أصبح سيئ ولابد من الولادة؛ففي بعض الحالات تتم ولادة طبيعية مع مراقبة الجنين أثناء المخاض،وبعض الحالات تحتاج ولادة قيصرية خاصة إذا كان هناك نقص شديد بالسائل وإختبارات الجنين سيئة وتخطيط قلب الجنين سيئ. وفي الختام هل من نصيحة للسيدات الحوامل؟ _ننصح المريضة التي لديها سوابق حمل بأجنة متأخرة النمو زيارة الطبيب قبل الحمل وتحسين الحمية الغذائية، والإقلاع عن التدخين، والكحول،أما أثناء الحمل تنصح بمتابعة دورية وإجراء تصوير بالأمواج الفوق الصوتية بشكل منتظم للكشف المبكر عن حالة تأخر النمو حرصاً على سلامة الجنين.
