من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

تلوث البيئة البحرية: التهديدات وطرق مواجهتها لتحقيق توازن المنظومة البيئية

       

مقالة علمية:

.بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

إن النظم الإيكولوجية البحرية التي تحافظ على صحة المحيطات تتعرض لضغط متزايد. والعديد من عوامل الضغط إما تتسبب فيها، أو تزيدها سوءا،ً الأنشطة البشرية الجارية على الأرض. ومع حرقنا المزيد من الوقود الأحفوري، ينبعث قدر أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون، فيلتقط الحرارة التي تدفئ المحيطات. وتمتص مياه المحيطات نحو ربع ثاني أكسيد الكربون هذا، الذي يذوب ويزيد من حموضة مياه المحيطات. والظروف المادية والبيولوجية في المحيطات آخذة في التدهور بسبب التلوث. كما أن الموائل الساحلية مهددة من جراء التنمية غير المستدامة واستغلال الموارد. ويعتبر التلوث البحري، شأنه شأن أي تعامل غير سليم مع البيئة البحرية،مصدر تهديد كبير لتوازن المنظومة البيئية، لما للوسط البحري من أهمية كبيرة في تحقيق التوازن المناخي،خاصة من خلال قدرته على امتصاص ثاني أكسيد الكربون والتقليل من نسبته في الغلاف الجوي. وتبرز خطورة التلوث البحري عندما نعرف أهمية دور البيئة البحرية في التقليل من نسبة ثاني أكسيد الكربون من خلال ارتفاع درجة حرارتها النوعية عند السطح وبرودتها من الأسفل، مما يمكنها من امتصاص قدر كبير من أشعة الشمس الساقطة على الأرض ومن ثم تبخر جزء من هذه المياه إلى الجو وتجمعها على هيئة سحب تندفع في اتجاه اليابسة محدثة أمطارا تشكل مصدرا للماء العذب للكائنات الحية الأخرى على البر.

وقد عرف مؤتمر البيئة في ستوكهولم منذ عام 1972 التلوث البحري بأنه “إدخال الإنسان بطريق مباشر أو غير مباشر لمواد أو طاقة في البيئة البحرية، تكون لها آثار ضارة كالأضرار التي تلحق بالموارد الحية أو تعرض صحة الإنسان للخطر أو تعوق الأنشطة البحرية،بما فيها الصيد وإفساد خواص مياه البحر من وجهة نظر استخدامه والإقلال من منافعه”.

وتتعدد مصادر التلوث البحري بين مصادر أرضية تضم بدورها مصادر صناعية و زراعية وأخرى لأنشطة استكشاف واستغلال قاع البحر، وتصريف النفايات في البحار، والتلوث بالسفن نتيجة لحركة الملاحة البحرية في العالم، إضافة إلى مصادر تلوث البيئة من الجو، ومنها الأمطار الحامضية وما تحملة من ملوثات. وتواجه البيئة البحرية الآن الكثير من التهديدات التي تأتي من داخلها ومن خارجها، وتنذر بعواقب وخيمة ما لم يتم تدارك الأمر، ويقوم الأفراد والمنظمات والمؤسسات بواجبهم نحو حماية هذه البيئة التي تُعد مصدرًا للخيرات والثروات، وركنًا أساسيًا في المحافظة على التوازن البيئي.

وما تعاني منه البيئة البحرية من تلوث وما ينتظرها من تهديدات، يحدث بفعل الإنسان وأنشطته غير المسؤولة، يقول الله عز وجل: “مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا” (النساء: 79). ويقول الله عز وجل: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” (الروم: 41).

أهمية البيئة البحرية كنظام بيئى

البيئة البحرية من المصادر الرئيسية للكثير من الخيرات والثروات التي ينتفع بها الإنسان، وهذا الانتفاع ناتج عن تسخير الله عز وجل هذه البيئة له، يقول الله عز وجل: “وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (النحل:14).

والبيئة البحرية تُعدّ مصدرًا لحوالي 50% من الأكسجين الذي يتنفسه الإنسان، وتنتجه الطحالب والنباتات المائية. والبحار والمحيطات هي مصدر الأمطار التي تهطل على الأرض وتستخدم للشرب والزراعة وغيرها من الأنشطة، وهي ناتجة عن عمليات تكثف بخار الماء المتصاعد من سطح المحيطات. وتعتبرالمحيطات هي موطن وموئل حوالي 80% من الكائنات الحية على الأرض. وبالإضافة للخيرات والثروات التي يستخرجها الإنسان من البيئة البحرية، هناك التجارة البحرية التي تمثل حوالي 90% من تجارة العالم، وتبلغ عائداتها السنوية 500 مليار دولار. والبيئة البحرية ستصبح في المستقبل القريب مصدرًا للحصول على الوقود الحيوي من الطحالب البحرية، فهناك العديد من الأبحاث التي تُجرى حاليًا لإنتاج وقود حيوي من الطحالب.

وحجم الصادرات السمكية في عام 2016 بلغ 143 مليار دولار، والأعشاب البحرية 1.7 مليار دولار، والنباتات المائية أكثر من مليار دولار. واستهلاك الإنسان للأسماك في تزايد مستمر، فقد ارتفع متوسط استهلاك الفرد من 9 كغم عام 1961 إلى 20 كغم في 2015، وهو مؤشر على اعتماد شريحة واسعة من البشر على الأسماك في نظامهم الغذائي.

مصادر تلوث البيئة البحرية

مصادر تلوث البيئة البحرية منها ما هو داخلي كالانسكابات النفطية، وصرف مياه التوازن، والتسربات الكيميائية، ومنها ما هو خارجي كالمخلفات البلاستيكية التي يتم التخلص منها بإلقائها في البحر. وتقرير الأمم المتحدة يشير إلى أن البشر يلقون في المحيطات سنويًا حوالي 13 مليون طن من النفايات البلاستيكية، وكل عام تفقد البحار 100 ألف حيوان. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 99% من الطيور البحرية ستكون قبل ابتلعت مواد بلاستيكية كمخلفات بشرية بحول عام 2050.

الانسكابات النفطية

تسرّب النفط يُعدّ من أكبر وأخطر الملوثات والمهددات للكائنات البحرية وللبيئة البحرية بشكل عام، وحوادث تسرب النفط خلفت دمارًا وآثارًا بيئية خطيرة. ومن أخطر حوادث التسربات النفطية، حادثة التسرب النفطي في مياه الخليج في يناير/كانون الثاني 1991، والتسرب النفطي في خليج المكسيك في أبريل/نيسان 2010 الذي أدى إلى تسرب أكثر من 4500 برميل، وقد تسببت هذه الكارثة في مصرع نحو 82 ألف طائر، و6 آلاف سلحفاة بحرية، و25.9 ألفا من الثدييات البحرية. والمخاطر البيئية للتسربات النفطية تتمثل في موت الطيوروالثدييات البحرية، والآثار السلبية التي تخلفها على النباتات والعوالق البحرية، نتيجة حجب البقع الزيتية لأشعة الشمس، وعجز هذه النباتات عن القيام بعملية التمثيل الضوئي.

صرف مياه التوازن

مياه التوازن (Water balance) هي المياه الموجودة داخل السفينة أو الناقلة التي تنقل الزيت ومشتقات النفط، وتستخدم هذه المياه لتحقيق التوازن للناقلة أو السفينة عندما تبحر وهي فارغة، ومشكلة تلك المياه أنها تحمل معها كائنات وعوالق بحرية دقيقة تؤثر على المدى البعيد في التركيبة البيولوجية للكائنات البحرية، وعلى الموارد الغذائية لتلك الكائنات، وذلك عندما يتم تفريغها في مياه البحار والمحيطات من دون معالجة. وتفريغ مياه التوازن يؤدي إلى حدوث ظاهرة المد الأحمر، وذلك نتيجة احتواء هذه المياه الملوثة على كائنات وعوالق بحرية غريبة ودخيلة على مكان التفريغ.

ومعالجة مشكلة مياه التوازن تتم من خلال تشجيع الدول على الانضمام لاتفاقية “مياه التوازن”، وإصدار التشريعات الوطنية المتعلقة بها، وإعداد وتجهيز مراكز متخصصة لاستقبال مياه التوازن، تضم التجهيزات والمعدات والأحواض اللازمة لاستقبال وترسيب ومعالجة وصرف المواد الملوثة الموجودة في تلك المياه.

تسرب المواد الكيميائية

المواد الكيميائية تُعدّ من المهددات الخطيرة للبيئة البحرية، لأن معظم المواد الكيميائية لها أضرارعلى صحة الإنسان، وعلى البيئة وخاصة البيئة البحرية. وتصنيف الأمم المتحدة المتعلق بنقل المواد الخطرة، والنظام العالمي المتوائم (GHS) لتصنيف المواد الكيميائية الخطرة، كلاهما يتضمن علامة خاصة تدل على المخاطر البيئية للمواد الكيميائية، ولذلك يجب اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث أي تسرب للمواد الكيميائية أثناء نقلها عن طريق البحر.

موجات المد الأحمر

المد الأحمر هو ظاهرة طبيعية بيئية تحدث نتيجة النمو السريع لنوع مؤذٍ أو أكثر من العوالق أو الطحالب النباتية في مياه البحار أو البحيرات، ويتسبب في تغير لون المياه إلى اللون الأحمر أو البرتقالي، كما يؤدي المد الأحمر إلى موت الأسماك بصورة غير مباشرة نتيجة تسببه في نضوب الأكسجين المذاب في الماء، وقلة الأكسجين تؤدي إلى موت الكثير من الكائنات البحرية. وأضرار موجات المد الأحمر تتمثل في الرائحة الكريهة، والتأثير على صحة الإنسان، فالمد الأحمر يؤدي إلى تسمم المحاريات وبلح البحر، ويزيد من تركيز السموم فيها، وبالتالي تصبح خطيرة على صحة الإنسان، ويمنع صيدها أثناء ظاهرة المد الأحمر؛ لأنها تؤدي إلى تسمم الإنسان ووفاته.

تأثير وعواقب التلوث البحري

التلوث البحري له عواقب وخيمة على الإنسان وعلى البيئة البحرية بمكوناتها المختلفة، فالإنسان قد يتعرض للإصابة بأمراض خطيرة عندما تنتقل المعادن الثقيلة لجسمه عند تناول الأسماك الملوثة. والتلوث البحري قد يتسبب في حدوث أزمة غذائية، لأن ملايين البشر أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على الأسماك مصدرا غذائيا. وهناك مخاطر التلوث البحري بالبلاستيك الذي يطلق غازي الميثان والإيثيلين المسببين للاحتباس الحراري، وقد أظهرت العديد من الدراسات أن مادة “بيسفينول إيه” الموجودة في البلاستيك قد تؤدي إلى اختلال في وظائف الكبد، والإصابة بأمراض القلب والسكري. والتلوث البحري يؤثر بشكل مباشر على الكائنات البحرية، ويؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي في البحار والمحيطات، والتغيرات المناخية ستؤدي إلى زيادة درجة حرارة مياه المحيطات، والاحترار العالمي سيؤدي إلى نفوق الحيوانات التي تبني الشعب المرجانية.

دور الحكومات والجهات المعنية لحماية البيئة البحرية

حماية البيئة البحرية من التلوث بحاجة ماسة لقيام الحكومات بدورها في إصدار التشريعات اللأزمة التي تُجرّم تلويث البيئة البحرية، وتلزم المتسببين في الإضرار بها بإزالة الضرر والتعويض المالي. ودور الحكومات يجب ألا يقتصر على إصدار التشريعات، ولا بد من التفتيش الدورى والرقابة الدورية للتأكد من التزام الشركات بالتشريعات البيئية الخاصة بالبيئة البحرية. وحماية البيئة البحرية تتطلب تفعيل الاتفاقيات الدولية للمحافظة على الأرواح وحماية مكونات هذه البيئة، ومن هذه الاتفاقيات اتفاقية “سولاس” (Safety of Life at Sea)، وهي الاتفاقية الدولية لسلامة الأرواح في البحارعام 1974 وبروتوكولها لعام 1988، وتم التوقيع عليها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1974، وغدت نافذة المفعول في 25 مايو/أيار 1980، والتعديلات اللاحقة على الاتفاقية والبروتوكول. واتفاقية “ماربول” (MARPOL) (International Convention for the Prevention of Pollution from Ships) التي تم التوقيع عليها في 1973 وتعديلها في 1978، وتهدف إلى الحد من إلقاء النفايات والتسرب النفطي وعوادم الاحتراق، ودخلت حيز التنفيذ في 2 أكتوبر/تشرين الأول 1983.

دور الفرد والمجتمع

التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسان المعاصر الأن، هو خفض وتقليل معدلات الاستهلاك؛ لأن أكثر شيء نجحت العولمة في تحقيقه هو نشر ثقافة الاستهلاك بين البشر، والنجاح الأكبر الذي حققته هو تحويل الإنسان إلى كائن استهلاكي من الدرجة الأولى، يستهلك كل شيء من دون وعي، ولا يفرق بين النافع والضار. والدليل على النمو الاقتصادي في الأنظمة الرأسمالية هو زيادة الإنتاج وارتفاع معدلات الاستهلاك، بينما يحثّ الإسلام على الاقتصاد في استهلاك الموارد الطبيعية، يقول تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف:31). ويقول تعالى: “وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا” (الإسراء:26). وفي السنة النبوية، نجد النهي عن الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية، وفي مقدمتها الماء، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بسعدٍ وهو يتوضأُ، فقال: “ما هذا السَّرفُ يا سعدُ؟”، قال: أفي الوضوءِ سرفٌ؟ قال: “نعم، وإن كنتَ على نهَرِ جارٍ” (السلسلة الصحيحة: 7/860).

والحد من الملوثات البيئية يتطلب التحول من الاقتصاد الخطى القائم على الإنتاج أو الاستيراد، والاستهلاك ثم التخلص، إلى الاقتصاد الدائري الذي يقوم على رفض استهلاك المواد التي تلوث البيئة كالأكياس البلاستيكية على سبيل المثال، وخفض معدلات الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير. وتعتبرمشاركة المواطنين في الحفاظ على البيئة البحرية أمر في غاية الأهمية، ويتطلب القيام بحملات مدروسة ومخطط لها من أجل التوعية البيئية بالمخاطر المحدقة بالبيئة البحرية، وأهمية المحافظة عليها. ووسائل الإعلام المختلفة لها دورها الحيوي والمؤثر في تشكيل نمط وأسلوب الحياة ونشر الوعى البيئى، ولذلك لا بد من تخصيص منصات إعلامية في جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمشاهدة، تتناول المخاطر المحدقة بالبيئة البحرية، وتشجع الجماهير على اتخاذ موقف إيجابي حيال هذه المخاطر والتهديدات المحتمل حدوثها في السنوات المقبلة، يتمثل بالمشاركة في الحد منها. وهناك أيضًا الدور المهم الذي يقوم به الناشطون في المجال البيئي، وتقوم به المنظمات غير الحكومية المهتمة بالبيئة في المحافظة على البيئة البحرية، وذلك من خلال المراقبة التي يقومون بها، وحملات الضغط على الشركات الكبرى التي لا تلتزم بالمعايير البيئية وتعرض البيئة البحرية للمخاطر والتهديدات. ومن الأمور المهمة على الصعيد العالمي، العمل على تحييد البيئة البحرية في الصراعات السياسية والعسكرية في مناطق التوتر والنزاع مثل منطقة الخليج، فالإنسان البسيط، والكائنات التي تعيش في البيئة البحرية، هي المتضرر الأول من التلوث الناتج عن عمليات استهداف السفن، وخاصة تلك المحملة بالنفط.

وفى الختام فإن التلوث بات يهدد الجميع، فلم يعد هناك أحد على وجه الأرض بمعزل عن التعرض للتلوث بكل أنواعه، سواء تلوث الهواء، أو التربة، أو الماء والبيئة البحرية. ومواجهة مخاطر التلوث التي تهدد الحياة على كوكب الأرض وتزيد من معاناة الناس تتطلب الوعي بأهمية المحافظة على النظم البيئية وعدم الإخلال بها، والدعوة للمحافظة على البيئة البحرية التي تشكل جزءًا مهما من النظام البيئي؛ لأن حدوث أي خلل في مكونات هذا النظام سيؤثر حتمًا على النظم البيئية الأخرى، ولذلك ندعو الجميع للقيام بدورهم في المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث، لتحقيق الرخاء والرفاهية للجميع، وضمان حقوق الأجيال القادمة في الثروات الطبيعية، وفي بيئة آمنة ونظيفة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد