بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – مدير وحدة الجودة بالكلية- عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم
ماهى البصمة البيئية
البصمة البيئية هي مؤشر استدامة دولي يقيس، كما حدده مؤلفوه، “مساحة الأراضي المنتجة بيولوجيا اللازمة لإنتاج الموارد المستهلكة واستيعاب النفايات المتولدة”. وتُستخدم البصمة البيئية لحساب درجة تأثير أسلوب حياتنا على البيئة. ومن ثم، فهي تُعرف أيضًا باسم البصمة البيئية. وتم تطوير مفهوم البصمة البيئية في عام 1996 من قبل ويليام ريس، أستاذ جامعي وعالم أحياء وعالم بيئة، والرئيس الحالي لشبكة البصمة العالمية. ولم يكن الهدف مجرد التوصل إلى صيغة لحساب البصمة البيئية لكل نشاط بشري، بل وأيضاً مقارنتها بالقدرة البيولوجية للأرض. وهذا من شأنه أن يجعل من الممكن الحصول على صورة واقعية للموارد الطبيعية المتوفرة لدينا وكيفية استهلاكها.
وقد ظهرت البصمة البيئية كاستجابة لتحدي التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى تأمين رفاهية الجميع ضمن القيود الكوكبية. إنه يشحذ جهود التنمية المستدامة من خلال تقديم مقياس للشرط الأساسي لهذا التحدي: الحفاظ على البيئة التمثيل الغذائي البشري ضمن وسائل ما يمكن أن يجدده الكوكب. ولذلك البيئية يسعى حساب البصمة إلى الإجابة على سؤال محدد: ما مقدار مساحة المحيط الحيوي (أو أي منطقة) القدرة التجددية التي يتطلبها أي نشاط بشري؟ شرط الحفظ إن المطالب المادية للبشرية في حدود الكمية التي يمكن للكوكب أن يجددها هي الحد الأدنى من المتطلبات من أجل الاستدامة. في حين أن متطلبات الإنسان يمكن أن تتجاوز ما يجدده الكوكب لبعض الوقت، وتجاوزها يؤدي حتماً إلى استنزاف (غير مستدام) لمخزونات الطبيعة. يمكن لمثل هذا الاستنزاف يتم الاحتفاظ بها مؤقتًا فقط. في هذا الفصل نعرض المبادئ الأساسية التي هي أسس محاسبة البصمة البيئية.
ما هي إستخدامات البصمة البيئية ؟
بعد تحديد البصمة البيئية، نعلم أنها مؤشر مهم لقياس الاستدامة. ولذلك، فإن معرفة الغرض من استخدامه يساعدنا على فهم ما يحدث إذا استخرجنا موارد طبيعية من الكوكب أكثر مما يمكن تجديده بشكل طبيعي.
كيف يتم حساب البصمة البيئية؟
ومن خلال قياس البصمة البيئية البشرية، يمكننا تحديد مدى استدامة أسلوب حياتنا والقدرة البيولوجية للأرض. إنها نقطة انطلاق جيدة لتقييم الوضع الحالي والحد من تأثير الأنشطة البشرية لحماية البيئة والعناية بها وقبل حسابها، من المهم ملاحظة أنه لقياس البصمة المستدامة يجب أخذ أربعة عوامل بعين الاعتبار:
-هناك حاجة إلى المواد والطاقة لإنتاج أي سلعة أو خدمة
-الأنظمة البيئية اللازمة لاستيعاب النفايات الناتجة عن عمليات إنتاج تلك السلع أو الخدمات النهائية
-إن استخدام البنية التحتية والمعدات يقلل من مساحة الأراضي السطحية التي يمكن تخصيصها للنظم البيئية الإنتاجية وبأخذ هذه العوامل في الاعتبار، يمكننا بعد ذلك إجراء الحساب بناءً على ما يلي:
-القدرة الحيوية للكوكب: قدرة الكوكب على توليد الموارد.
-النشاط البشري: الموارد المستهلكة والتصرف فيها بسبب نشاطنا. ولذلك، فإن أبسط صيغة لفهم كيفية حساب البصمة البيئية ستبدو كما يلي: البصمة البيئية = الاستهلاك / الإنتاجية.
والآن بعد أن عرفنا هذه المعلومات، علينا طرح الموارد التي يستهلكها كل فرد من الموارد التي يولدها الكوكب في عام واحد. وستكون النتيجة هي الهكتارات العالمية (hectares) التي يحتاجها كل شخص لتلبية نمط حياته واستيعاب النفايات التي يولدها. وإذا كانت النتيجة بعد إجراء هذا الحساب هي العجز البيئي، أو المعروف أيضًا باسم الدين البيئي، فهذا يعني أنه يوجد حاليًا نقص في المناطق البيولوجية لتلبية احتياجات البشر. يمكنك حساب بصمتك البيئية من خلال شبكة البصمة العالمية.
الفرق بين البصمة البيئية والبصمة الكربونية والبصمة المائية
ما تشترك فيه البصمة البيئية والبصمة الكربونية والبصمة المائية هو أنها ثلاثة مؤشرات للاستدامة تستخدم لتقييم التأثير البيئي للنشاط البشري. ولكن ينبغي التمييز بين الثلاثة:
-البصمة بيئية Ecological Footprint يأخذ في الاعتبار عوامل نمط حياة معين لتقييم ما إذا كان يمكن أن يكون ضارًا بالبيئة.
-البصمة الكربونية Carbon Footprintهي مؤشر بيئي يمثل كمية الغازات الدفيئة (GHGs)، معبرًا عنها بمكافئات ثاني أكسيد الكربون، المنبعثة بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة لنشاط معين.
-البصمة المائية Water Footprintهي مؤشر بيئي يقيس حجم المياه العذبة اللازمة لإنتاج السلع والخدمات التي يطلبها المجتمع. إنها تمكننا من تحديد حجم التأثير الناتج عن النشاط البشري والحصول على بيانات موضوعية. ويمكن بعد ذلك اتخاذ قرارات أكثر استدامة لتقليل استهلاك المياه وزيادة كفاءة استخدام المياه.
هذه المؤشرات الثلاثة مترابطة وتوفر لنا تمثيلاً عالميًا للوضع الحالي لاتخاذ قرارات أكثر صداقة للبيئة. وهناك نصائح لتقليل بصمتنا البيئية فكما رأينا، ترتبط البصمة البيئية بشكل مباشر بنمط حياة كل فرد. ولذلك فإن التزام جميع أفراد المجتمع، سواء أكانوا كمجموعة أو أفراد، هو أمر أساسي. إن تحسين الطريقة التي ننتج بها، ونختار، ونستهلك، هو الخطوة الأولى في تقليل بصمتنا البيئية. ومن خلال الاستهلاك المسؤول ووضع عادات أكثر استدامة موضع التنفيذ، يمكننا تقليلها إلى حد كبير. فيما يلي بعض النصائح لتحقيق ذلك:
الأسر المستدامة Sustainable Household
في المنزل، يمكننا فرز النفايات وإعادة تدويرها بشكل صحيح باستخدام الأنواع المختلفة من الحاويات ومرافق جمع النفايات المتاحة، مما يطيل دورة حياة المنتجات والمواد
اختر الأجهزة ذات الكفاءة العالية في استخدام الطاقة وتجنب الأجهزة التي تستهلك معظم الكهرباء جهز منزلك بنوافذ مزدوجة الزجاج وقم بعزل الجدران والأسقف لإبقائه دافئًا في الشتاء وباردًا في الصيف
النقل المستدام Sustainable Transportation
-استخدم وسائل النقل العام للمساعدة في تقليل تلوث الهواء والضوضاء
-اختر وسيلة نقل مثل الدراجة أو السكوتر لمنع انبعاثات غازات الدفيئة
-هناك خيار آخر للتنقل المستدام وهو خدمة تأجير السيارات المؤقتة المعروفة باسم مشاركة السيارات، والتي تتيح استئجار سيارة بالدقيقة للسفر لمسافات قصيرة.
توفير الطاقة Save Energy
-استخدم التدفئة وتكييف الهواء بطريقة مسؤولة لأنها طريقة ممتازة لتقليل بصمتك البيئية، مع الحفاظ على درجة الحرارة الموصى بها في المباني بين 19-2 درجة مئوية في الشتاء و23-25 درجة مئوية في الصيف.
-افصل الأجهزة الإلكترونية عندما لا تكون قيد الاستخدام
-قم بتشغيل الأجهزة مثل الغسالة أو غسالة الأطباق فقط بحمولة كاملة
-الالتزام بنظام غذائي مستدام
-اختر الأطعمة المحلية في الموسم حيث أن ذلك يتجنب التنقل لمسافات متوسطة وطويلة، وبالتالي يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون
-التحكم في استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة عن طريق الحد من تناولها إلى 200-300 جرام أسبوعيًا وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
-استخدم الأكياس والحاويات المصنوعة من مواد مستدامة
