من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الشعب المصرى يوجه رساله للعالم اجمع في الانتخابات الرئاسية…

 بقلم الكاتب الصحفي هانى صبرى رئيس قسم الاخبار

اكد الشعب المصرى بجميع طوائفه انه قادر علي مواجهة التحديات وان قوته وصلابته تظهر جلية في لحظات الازمات وان لديه وعي كامل بحقوقه وواجباته وان انتمائه وحبه لوطنه اغلي مايملك …ان اقبال الشعب المصرى علي المشاركة في الانتخابات الرئاسية بهذه الكثافه يحتاج الي دراسة متأنيه توضح مواقفه الإيجابية وتنفي عنه السلبية التى شاع استعمالها في الفترة الأخيرة ..ان الشعب المصرى دائما مهمومًا بأمور وطنه ويعلم مسئوليته تجاهه ، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله. وتلك مبادئ الإيجابية التى تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، فالشخص الإيجابي: هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه، اما السلبية: تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق، والكسل. والشخص السلبي: هو الفرد الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام . والمجتمع السلبي الذي يعيش فيه كل فرد لنفسه على حساب الآخرين مجتمع زائل لا محالة وتلك صفات لاينبغي بأى حال من الاحوال ان نتطرق اليها عندما نتحدث عن الشعب المصرى الذى بنى ويبنى مجتمع راقٍ عالٍ لا شك. فالفرق بين السلبي والإيجابي فرق بين الليل والنهار.. الجماد والكائن الحي.. الفرق بين الوجود والعدم. والدليل على هذا قوله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَم لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل:76) لقد سمى الله السلبي في هذه الآية ” كّلاً” والإيجابي بـ ” يأمر بالعدل”.. “كلّ” أصعب من سلبي.. لأن سلبي معناها غير فعال أما كلّ فمعناها الثقيل الكسول وقبل هذا فهو “أبكم” لا يتكلم ولا يرتفع له صوت . وهذا عبء على المجتمع؛ لأن النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاته، وهذه الشخصية ضعيفة الفاعلية في كافة مجالات الحياة، ولا يرى للنجاح معنى، ولا يؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليس عنده همة الخطوة الأولى، ولهذا لا يتقدم ولا يحرك ساكناَ وإن فعل في مرة يتوقف مئات المرات. وهذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود، وهو دائم الشكوى والاعتراض والعتاب والنقد الهدام. وأما الايجابي فإنه ” يأمر بالعدل” فهو هنا الشخصية المنتجة في كافة مجالات الحياة حسب القدرة والإمكانية، المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة، ويمتلك النظرة الثاقبة.. ويتحرك ببصيرة “بالعدل” فهو يوازن بين الحقوق والواجبات (أي ما له وما عليه) مع الهمة العالية والتحرك الذاتي، والتفكير دائما لتطوير الإيجابيات وإزالة السلبيات. هل من المعقول أن يتساوى هذا وذاك؟ لا يستوون . ومن هنا تتجلي أهمية ايجابية الشعب المصرى فالسلبية هي أخطر آفة يصاب بها فرد أو مجتمع وهى بعيده كل البعد عن المصريين ، بينما الإيجابية هي أهم صفاتهم ووسيلتهم لتقدم الدوله فمن الحقائق المسلِّم بها أن نجاح الأمم يقوم على أفراد إيجابيين مميزين بالأفكار الطموحة والإرادة الكبيرة، كما أنها نجاة من هلاك الأمم والشعوب قال تعالى { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ} (هود:117) ولم يقل صالحون إنما قال مصلحون، وهناك فارق بين صالح ومصلح فالصالح صلاحه بينه وبين ربه، أما المصلح فإنه يقوم بإصلاح نفسه ودعوة غيره . فالمسلم الإيجابي عندما تعرض له مشكلة يفكر في الحل فهو يرى أن كل مشكلة لها حل والسلبي يفكر في أن المشكلة لا حل لها، بل يرى مشكلة في كل حل. والمصرى علي مر التاريخ لا تنضب أفكاره و يرى في العمل والجد أملا و يصنع الأحداث و لا تصنعه ينظر للمستقبل ولا يخاف منه و يزيد في هذه الدنياوليس زائد عليها .والمصرى في إيجابيته يقتدى بالرسول صلي الله عليه وسلم في تطلعه للمستقبل لما اشتد الأذى على رسول الله بعد وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها خرج إلى الطائف فدعا قبائل ثقيف إلى الإسلام فلم يجد منهم إلا العناد والسخرية والأذى حتى أدموا عقبيه ورغم ذلك قال صلي الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً وقد وقع الأمر كما تمناه النبى وهكذا المسلم يرى الأمل دائما غير منقطع وينظر إلى الواقع وإن اشتد عليه بايجابية وتفاؤل…وكانت التحديات الاقليميه التى تواجه المنطقه حافزا لاقبال كبير من الشعب المصرى علي انتخابات قال فيها للعالم كله انه وطنى حتى النخاع لا يوقفه خوف ولا عثرات وانه خلف قيادته السياسيه مؤمنا بمواقفها العربيه النابعه من مسئوليتها التاريخيه ومن أمثلة الإيجابية في القرآن أولاً: قصة مؤمن القرية: قال: الله عز وجل: { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } يس : 20 “و { اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} يس :21. {وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} يس 22 -25. هذا مثال لمؤمن حمله إيمانه الحق الصادق، على أن يجهر بدعوته، صريحة، واضحة، بين الناس. ونادى بملء فيه: “إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ” ومن عظمة القران ذكره لإيجابية نملة: يقول تعالى: { حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُون} (النمل:18).. تحملت نملة واحدة مسؤولية الإنذار والتحذير وقصة الهدهد: يقول تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ” (النمل:20-21) انه الهدهد ذهب إلى عرش الملكة وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة. كما حض الرسول- صلى الله عليه وسلم – على الايجابيه و الاختلاط بالناس وحضور جمعهم ومجالسهم وإرشاد الجاهل. واهتم بالأخلاق النبيلة التي كان يتمتع بها غير المسلمين في عصره وإشادته بها ودعوته إلى الأخذ بها مع التأكيد على أن من الضروري أن يشترك المسلم بالعمل الايجابي من أي جهة أتى بل و يبادر إلى ذلك وهذا ما التزم به الشعب المصرى في الانتخابات الرئاسية عندما خرجت جموعه مسلمين واقباط شيوخ وشباب ومرأه ليستكملوا مع رئيسهم القائد القادم مسيرة البناء والتنمية لهم ولاجيالهم القادمه فيقول- صلى الله عليه وسلم ” إذَا قَامَتْ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا” وهذا حديث يؤكد علي قيمة التنمية المستدامه واهمية ان يغرس المسلم غرسا يستفيد منه الاجيال القادمه كما استفاد هو من غرس من قبله حتى ولو لم يبقي في الوقت الا القليل وهناك الكثير من العوامل التي ساعدت على تنمية الإيجابية وروح المبادرة داخل النفوس المصريه والتي ساهمت بصورة كبيرة في خلق شخصية إيجابية مِقْدَامَة، من هذه العوامل الوعي والمعرفة: فالمتابعة الدائمة للمجالات المختلفة تساعد الفرد على استكشاف أبعاد كثيرة من الممكن أن تكون غائبة عنه، فيساعده هذا الوعي على استكشاف فرص جديدة، ومنافذ تكون في كثير من الأحيان مبهمةً له بسبب الشائعات المغرضة والاكاذيب التى تتناول انجازات الدوله في قطاعاتها المختلفه وتقلل من شأنها الي جانب الثقة بالنفس وفي القياده السياسيه فثقتة الشعب المصرى بنفسه تدفعه دائمًا لاقتحام العوائق، وتخطي الصِّعاب كما ان لديه القابلية للاقتحام والمغامرة دون اندفاع وتهوّر، مع تقدير الأمور بمقاديرها، وهذه الرغبة في الاقتحام والمغامرة تدفع الفرد إلى اكتشاف آفاق جديدة للحياة، وتساهم في إنماء حصيلةِ الفرد من الحلول، فلا يقف عند عائق متعثرًا ساخطًا؛ ولكنه يمتلك حلولاً بديلةً؛ نتيجة لاحتكاكه المستمر، وخوضِه الكثير من المغامرات التي أثقلت التجربة لديه خاصة في السنوات الاخيره بداية من احداث يناير وثورة يونيو وكفاحه ضد الارهاب ونجاحه في اختبار الكورونا وقدرته علي البناء والتعمير والحفاظ علي مقدرات الدوله ومشاركته الفعاله في بنائها وتجلى ذلك واضحا في ادائه المتميز لاصواته في الانتخابات الرئاسيه التى انتهى سباقها امس وفي انتظار اعلان نتائجها الاثنين القادم باذن الله فلم تشهد لجان الجمهوريه ما يعكر صفو العمليه الانتخابيه ولم ترد شكاوى مما يدل علي الوعى الكامل بأهمية ما يقوم به نحو وطنه بالاضافه الي حيادية الاجهزه التنفيذيه ويقظة الاجهزه الامنيه وعداله الجهات القضائيه رغم تعدد المرشحين والتى كانت سببا في زيادة المشاركه…حقا ان مصر حكومة وشعبا تستحق الثناء بل انى اقف احتراما وتقديرا وحبا لسيمفونيه وطنيه عزفت وسنظل نستعذب سماعها في الايام القادمه ..عاشت مصر

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد