من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

*أبرز المهام الفضائية في عام 2024*

الاحساء
زهير بن جمعه الغزال

اوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية الفلكيّة في محافظة جدة

تصدرت البشرية مرة أخرى استكشاف الفضاء في عام 2023 بعدد قياسي من عمليات إطلاق الصواريخ الناجحة – تجاوزت أكثر من 200 إطلاق فضائي البعض من الوكالات الحكومية ولكن معظمها بواسطة الشركات الخاصة وهو ما يشير لتغير طرق سباق الفضاء الجديد.

إن ما يقرب من نصف عمليات الإطلاق الفضائي تمت بواسطة شركة سبيس إكس وحدها حيث انضم أكثر من ألفين قمر صناعي جديد إلى أقمار ستارلينك.

بدأ تلسكوب “إقليدس” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية مهمته لدراسة الكون غير المرئي، وبدا كذلك المسبار “جوس” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في رحلة طويلة إلى كوكب المشتري لمساعدتنا على فهم أقماره الجليدية بشكل أفضل وقد فاجأنا المسبار “لوسي” التابع لوكالة ناسا بنظام كويكب ثلاثي نادر، وجلب المسبار “أوسايرس ركس”عينات من الكويكب بينو، وأطلقت وكالة ناسا المسبار “سايكي” ، وعودة رواد الفضاء السعوديين إلى الفضاء بزيارة المحطة الدولية ضمن مهمة “اكسيوم 2” وأصبحت الهند الدولة الرابعة التي تهبط على سطح القمر بنجاح.

فهل 2024 سيكون على مستوى الطموح؟

منذ تقاعد الصاروخ “آريان 5” في يوليو 2023، اعتمدت وكالة الفضاء الأوروبية على الدول الأخرى للوصول إلى الفضاء ومن المفترض أن الصاروخ الجديد “آريان 6” يؤدي إلى إنهاء هذا الاعتماد، ومن المقرر أن يتم الإطلاق بين منتصف يونيو ونهاية يوليو. إن ما يجعل “آريان 6” مختلفاً هو قدرته على إعادة تشغيل محركات المرحلة العليا وهذا يعني أنه في عملية إطلاق واحدة يمكنه إرسال الأقمار الصناعية إلى مسارات مختلفة لذا يجب أن تكون تكاليف الإطلاق بنصف تكلفة سابقتها مع وجود أكثر من عشرين مهمة جاهزة بالفعل.

مع ذلك وقبل وقت طويل من إطلاق “آريان 6” ، من المفترض أن نشهد الإطلاق الأول للصاروخ “فولكان سنتور” التابع لشركة ائتلاف الإطلاق المتحد الأمريكية المقرر حالياً في الثامن من يناير ومثل “آريان 6” فهو يوفر قدرة حمولة مماثلة للصاروخ “فالكون 9” التابع لشركة سبيس إكس ومثل “فالكون 9” سيتم إعادة إستخدام معززات المرحلة الأولى مما يقلل من تكاليف الإطلاق.

إن الاسم الذي كان هادئاً نسبياً في الآونة الأخيرة هو شركة (بلو اوريجن) ولكن في النصف الأول من شهر أغسطس من المفترض أن نشهد الإطلاق الأول لصاروخ “نيوغلين” الذي سيتمتع بمرحلة أولى قابلة لإعادة الاستخدام وقدرة كتلة أكبر من الصاروخين “فولكان سنتور” و “آريان 6″، ولكن ليس بقدرة “فالكون هيفي”ومع ذلك فإن ” نيو غلين” سيوفر مساحة أكبر على متنه من “فالكون هيفي” وعندما يتعلق الأمر بإطلاق الأقمار الصناعية فليست الكتلة فقط المهمة بل حجم الحمولة أيضاً.

يعرف الجميع بأن معظم الموانئ الفضائية توجد بالقرب من خط الاستواء لإعطاء الصواريخ دفعة إضافية من دوران الأرض حول محورها ومع ذلك فإن التواجد على خطوط العرض العالية يوفر وصولاً أسهل إلى أنواع مختلفة من المدارات مثل المدارات القطبية والتي تعتبر مثالية للأقمار الصناعية لمراقبة الأرض، لذلك في صيف عام 2024 من المتوقع أن يتم افتتاح “ميناء ساكسفورد الفضائي” قبالة سواحل اسكتلندا لصواريخ الحمولة الأصغر حجماً حيث يكمل العديد منها رحلاته الأولى حيث يتوقع رؤية الإطلاق الأول للصاروخ (سكيرورا إكس إل – المملكة المتحدة)، و (أر إف إيه ون – ألمانيا)، و (زفير – فرنسا)، وغيرها وعلى يبدو أن عدداً لا يحصى من الصواريخ الفضائية الصغيرة تخطط للظهور لأول مرة في عام 2024 والقليل منها يتبع دول لديها صناعات فضائية ناشئة مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية.

أحد الأشياء التي أود الإشارة إليها هو الصاروخ الفضائي (فيكرام 1) الهندي الغير معتاد فهو مصنوع من ألياف الكربون ولديه محركات مطبوعة ثلاثية الأبعاد وسيكون من المهم معرفة سلوك ألياف الكربون في مواجهة الضغط والتغيرات في درجات الحرارة عند الإطلاق.

يتوقع أن يشهد عام 2024 إطلاق بعض المهام التجارية الفضائية المتأخرة، حيث من المفترض أن يشهد منتصف شهر يناير إطلاق مهمة “أكسيوم 3″، وهي رحلة قصيرة إلى محطة الفضاء الدولية مدتها أسبوعين، وأول مهمة أكسيوم على متنها رائد فضاء من وكالة الفضاء الأوروبية وقد يشهد شهر أكتوبر مهمة “اكسيوم 4”.

خلال شهر أبريل يتوقع رحلة مأهولة من حوالي أربعة رواد على متن المركبة (دراغون كرو) التابعة لشركة سبيس اكس في رحلة مدتها 5 أيام حول الأرض وربما ستشهد هذه الرحلة أول سير تجاري في الفضاء.

هناك العديد من الرحلات إلى القمر في عام 2024، فعلى متن الصاروخ فالكون سنتور ( 8 يناير) ستكون مركبة الهبوط القمرية “بيريغرين”التابعة لشركة استربوتيك للتكنولوجيا، وفي منتصف فبراير ستطلق شركة انتيوتيف ماشينز أول مركبة هبوط “نوفا-سي” وكلاهما مجهزان بمجموعة من الحمولات ويتنافسان ليكونا أول شركات خاصه تهبط بنجاح على سطح القمر، إضافة لذلك في التاسع عشر من يناير قد تهبط المركبة “سليم” التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية مما سيجعل اليابان الدولة الخامسة فقط التي تهبط على سطح القمر بنجاح.

في شهر مايو يتوقع أن تطلق الصين المسبار “تشانغ آه 6″، وهي أول مهمة لجلب عينة من الجانب البعيد للقمر وإذا نجحت، فستكون تلك العينة في غاية الأهمية لفهم هذا الجانب البعيد من القمر، وفي هذا الوقت تقريباً قد نشهد إطلاقاً ثانياً لمركبة الهبوط (نوفا-سي) والتي ستختبر القدرة على القفز على سطح القمر لضبط مواقع الهبوط، ستحتوي أيضا على مسبارين متجولين واحد من شركة نوكيا للاتصالات و الآخر يسمى (برايم-1) تابع لوكالة ناسا للبحث عن الجليد المائي واستخراج الموارد على سطح القمر.

وعلى هذا المنوال تخطط شركة أستروبوتيك للتكنولوجيا في شهر نوفمبر لنقل المسبار المتجول (فايبر) والذي سيقوم بالبحث عن الموارد في الجزء السفلي من المناطق الموجودة في الظل بشكل دائم في القطب الجنوبي للقمر وسيكون أول مسبار متجول مزود بمصابيح أمامية.

أخيراً بحلول شهر نوفمبر سيكون أول اختبار مأهول لصاروخ الإطلاق الفضائي التابع لوكالة ناسا وكبسولة أورايون ضمن مهمة “أرتيمس 2” التي ستأخذ أربعة رواد على متنها حول القمر والعودة مرة أخرى لاختبار جميع أنظمة دعم الحياة لأن هذه الأنظمة لم تكن تعمل بشكل كامل في مهمة “أرتيمس 1”.

يشهد النصف الثاني من عام 2024 إطلاق العديد من المهام لاستكشاف الصخور المختلفة حول النظام الشمسي ففي أغسطس سترسل الرحلة الأولى للصاروخ (نيوغلين) مسباري (إسكابيد) التوأم التابعين لوكالة ناسا في مهمة مدتها 3 سنوات إلى المريخ لدراسة الغلاف المغناطيسي للكوكب ودراسة كيفية تجريد الرياح الشمسية غلافه الجوي كجزء من برنامج (سيمبلكس) التابع لوكالة ناسا، وستثبت هذه المهمة أن المهام منخفضة التكلفة (80 مليون دولار) يمكن أن تعطي نتائج علمية في غاية الأهمية.

تتجه الأنظار أيضاً إلى المريخ في سبتمبر حيث مهمة استكشاف أقمار المريخ (إم إم إكس) التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية والتي تتألف من مركبة مدارية حول المريخ ومركبة هبوط على فوبوس أحد أقمار المريخ، وسيكون على متن الرحلة كذلك مسبار متجول ألماني فرنسي سيقوم بالحركة على سطح هذا الجرم السماوي الصغير والجزء المهم في هذه المهمة هي محاولة وكالة استكشاف الفضاء اليابانية جلب عينة من تربة فوبوس لمحاولة حل أصل أقمار المريخ.

يشهد شهر أكتوبر إطلاق مهمتين إلى الفضاء السحيق الأولى المسبار (هيرا) من وكالة الفضاء الأوروبية لدراسة نتائج مهمة (دارت) التابعة لوكالة ناسا والتي شهدت اصطدام المركبة بقمر كويكب لتعديل مداره كاختبار دفاع كوكبي، وسنشهد أيضا إطلاق المسبار المرتقب “يوروبا كليبر” التابع لوكالة ناسا حيث سيصل إلى القمر الجليدي لكوكب المشتري “يوروبا” في عام 2030 وسيبحث في مدى قابلية الحياة في المحيط الصغير الموجود تحت سطح يوروبا.

في النهاية سيشهد شهر ديسمبر عدة مهام إلى كوكب الزهرة حيث تخطط شركة “روكيت لاب” لإطلاق أول مهمة خاصة إلى الزهر ستشمل المسبار المعروف باسم “مكتشف الحياة على الزهرة” ومركبة ستهبط عبر الغلاف الجوي لكوكب الزهرة وتجمع وتنقل أكبر قدر ممكن من البيانات قبل أن تصل إلى إرتفاع حوالي 20 كيلومتراً حيث من المرجح أن يتعطل بسبب الضغط الهائل للكوكب الذي سيحطم المسبار.

بعد ذلك، ستطلق الهند مهمتها الأولى لكوكب الزهرة، وهي عبارة عن مركبة مدارية تسمى “شكريان-1” لرسم خريطة لسطح الكوكب والنظر تحت السطح ودراسة الغلاف الجوي للكوكب وخاصة الطريقة التي يتفاعل بها مع الرياح الشمسية.

سيحدث الكثير في عام 2024، فنحن لم نذكر آلاف الأقمار الصناعية التي سيتم إطلاقها وحتى اختبار التقنيات الجديدة ورحلات الرواد ذهاباً وإياباً بين محطتي الفضاء الصينية و محطة الفضاء الدولية ولا شك أن النتائج العلمية ستكون كثيرة وبلا شك سيكون 2024 من الأعوام المهمة لاستكشاف الفضاء.

💥تنوية : يرجى ملاحظة أن عالم استكشاف الفضاء سريع التطور ومواعيد الإطلاق عرضة للتغيير. التواريخ المذكورة هنا صحيحة وقت كتابة هذا التقرير (28 ديسمبر 2023).

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد