من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

*شفق*

*بقلم- إيناس السواح*

في شفقِ السماءِحيثُ أشعة الشمس الذهبية أمتزجت بأمواجِ البحر، تناثرت حباتُ المطر مُنشدة أنشودة الرحيل بحزن؛ فابتسمت أوراقُ الشجيرات، وتراقصت أزهارُها، تعانقُ نسماتِ الهواء.
وعلى بضعِ خطواتٍ كانت تقف، تنظرُ بعمق، تتأملُ تفاصيل هذهِ اللوحة البهية، ألوانُ الطيف الممزوجة تُزين السماء..العصافيرُ تغني أغنية العودة..
– تتسائلُ، بصمت..
ماهذهِ الحياةُ..عجبا!
في لحظةٍ تغير كُلّ شيء
ها هي جموع الناس عادت، بعدما كان الكورنيش خالي من الناس، الغيوم رحلت رويدا رويدا، والشمسُ تصفقُ سعيدة..
كيف سمحتُ للحزن أن يتسلل لفؤادي، والدموع ترتسمُ في عيني، والحياةُ تُنادي: – – أنا لاأدوم على حال، في يوم باردة، وفي يوم عاصفة، وفي يوم دافئة، لكنني أنا كما أنا في كُل حالاتي لاأتغير، يستمرُ الزمن معي يُرافقني، يُؤنسني بكل لحظة، نمضي سويا بروح مطمئنة، تسبحُ أشجاري، وعصافيري متيقنة أن من خلقها سيرزُقها.
– هذهِ أنا مزيجٌ من تناقض عسرٌ ويسر، أبيض وأسود، نورٌ وظلام.. ومع هذا استمر، استمر حتى يأذن الله برحيلي..

وإذ نظرت عالياً لسماء تنهادت أنفاسها، ورسمت ابتسامة رضا على ثغرها، تتهامس كلماتها :

– الحمد لله، الحمد لله الذي رزقني، وخلقني، من خلق السماء، والبحر، ورزق النبات بالمطر، والحيوان بالثمر، لن يضيعني، سيجبر فؤادي..عُودي ياثريا النجوم تلألي في السماء، وعُودي ياثريا روحي وأنيري هذا الفؤاد.

وإذ تحملُ حقيبتها الممزقة، ذات الكتب، والأوراق وتمسك قبعتها خشية أن تتطاير بالهواء، ومضت بطريقها عائدة لتعايش حياتها، مفعمة بروح الرضا واليقين.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد