السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
نرحب بكم في المجلس العربي للطفولة والتنمية، ونلتقي اليوم بعد مرور أسابيع قليلة على الاحتفال باليوم العالمي والعربي للأشخاص ذوي الإعاقة – بما في ذلك الأطفال من ذوي الإعاقة – والذي يهدف إلى تعزيز التوعية بحقوقهم ورفاههم في جميع المجالات الاجتماعية والتنموية، وذلك تماشيا مع المواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية، ووفقا لأهداف التنمية المستدامة 2030.
ويكفي الإشارة إلى أن أحدث تقارير منظمة اليونيسف تؤكد أن عدد الأطفال من ذوي الإعاقات يبلغ 240 مليون في العالم، أو أن هناك طفلا واحدا من كل 10 أطفال في العالم هم ذوو إعاقات، مما يكشف عن عمق الحرمان الذي يعانون منه في عدة مؤشرات للعافية، بما في ذلك الصحة والتعليم والحماية.
والعمل من أجل الأطفال من ذوي الإعاقة كان ولا زال التزاما من المجلس العربي للطفولة والتنمية، منذ بدايات تأسيسه، وذلك من خلال العديد من الأنشطة والإصدارات والتقارير والأدلة الارشادية والتدريبية والمواد الإعلامية والثقافية، بل ودعم جهوده عبر سلسلة من البرامج والمشروعات الاستراتيجية التي استهدفت بالأساس إعمال حقوق الأطفال ذوي الإعاقة، وإتاحة الفرصة للتأهيل والدمج والتمكين في مجتمع متكامل إنسانيا يعزز التنشئة على المواطنة ويقدم دعما للجميع.
واستمرارا لجهود المجلس العربي للطفولة والتنمية يأتي مشروعه الاستراتيجي الحالي بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية ” أجفند”، والبنك الإسلامي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، حول “الكشف والتدخل المبكر لمساندة الطفل العربي ذي الإعاقة في ضوء التطور العلمي والتكنولوجي”.
ويستهدف هذا المشروع تنمية ورفع الوعي بين الأسر والمتعاملين مع الأطفال من ذوي الإعاقة بالأساليب والبرامج المناسبة لتعزيز فرص الكشف والتدخل المبكر لهؤلاء الأطفال، وذلك باستخدام التقدم التكنولوجي والتطور العلمي في عصر الثورة الصناعية الرابعة وما بعدها.
تشير التقديرات العلمية إلى أن ما بين 50 – 80 % من الحالات يمكن الوقاية منها عبر التدخل باستخدام الأجهزة التكنولوجية المناسبة، والكشوف المبكرة. فالتقدم المتسارع في مجال التكنولوجيا مكن من اكتشاف أعراض بعض أنواع الاعاقات، بينما الطفل لا يزال جنينا وأيضا بعد الولادة، وبالتالي تزداد فرص تجنبها أو التخفيف لأبعد حد من آثارها المتوقعة عبر التدخل المبكر.