من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

حتى ذكرى الحرب بشعة..

بقلم خالد بركات..

يا ليتها لا تذكر ولا تعاد..
١٣نيسان ١٩٧٥ بداية حرب أهلية..

وفي لحظةٍ بالغة الحساسية يقف فيها لبنان على مشارف التهديد بحربٍ إسرائيلية، بينما تتسع الهوة في فسيفساء المجتمع اللبناني، والتباعد بين اللبنانيين، حيث يدقّ جرس الإنذار الأخطر…
لا يبدو الحديث مريحاً عن توتر أو حرب، ودون الخوض في المزايدات من هنا وهناك في النقد والتحليل السياسي، والسبب الحقيقي للحرب..

إنها الذكرى المؤلمة التاسعة وأربعين عاماً، أي على مشارف النصف قرنٍ من الزمن، فلا يعرف بشاعتها الا من عاشها، حتى من كان طفلاً في حينها، ولا يتجنب تكرارها سوى العاقل الذي ادرك كم الثمن الباهظ التي دفعه اللبنانيون ولم يزل الوطن ينزف بسببها حتى يومنا هذا، وان تعددت أنواع النزيف وتوزعت على ماضٍ أليم وحاضرٍ بائس ومستقبل مجهول..
لقد قيل عنها، أخطر وأبشع حرب اهليه يعرفها لبنان، حيث شطرت عاصمته إلى شرقية وغربية وارتفعت المتاريس بين الطوائف والمناطق، وسقط مئات الآلاف بين شهيد وجريح ومعاق في ظل تدمير مدن وقرى وترحيل سكانها لم يسلم منها بريء ولم ينجُ اعزل لا يحمل السلاح..
وامتدت الحرب المؤلمة إلى العام ١٩٨٩ وأوقفها مؤتمر الطائف برعاية المملكة العربية السعودية

عبر الوثيقة التاريخية عبر لقاء وإتفاق الطائف
بتاريخ ٢٢/ ١٠/ ١٩٨٩ والتي صدقها مجلس النواب في جلسته المنعقدة في ٥/ ١١/ ١٩٨٩

وأتت بعدها المصالحة الوطنية في ٤ ٱب عام٢٠٠٠ في الجبل التي ارساها اللقاء التاريخي بين المغفور له البطريرك مار نصرالله بطرس صفير
والزعيم الوطني وليد جنبلاط..

فعلى الكثير من اللبنانيين أن يتصالحوا مع أنفسهم ويتصارحوا مع الٱخرين بقضايا أساسية جوهرية لإنقاذ الوطن من الهوة الأكبر والأعمق..

وما زال الجميع يعلم حتى أن الذكرى بشعة..
وتكفي وحدها لنتعلم من الٱلام التي أفرزتها الحرب وتوابعها التي رمت البلد برمته في آتون الجحيم الآخر من الموت، والخوف أن يستفيق اللبنانيون على حدث مؤلم والهم الحفاظ على حياتهم، أو الموت مرةً يصادر هذه الحياة ويدفعهم إلى الموت البطيئ اليومي مرات ومرات في اليوم الواحد، جوعاً ومرضاً، إفقاراً وهجرة، ولم يزل المواطن يرزح تحت انهياراً لمؤسسات الدولة وافلاساً للخزينة ومديونيةً عامةً وهجرة الشباب سواعد بناة الوطن و….
وبعدها اغراق اللبنانيين يأساً وإحباطاً، ولا ننسى وسيلةٍ التخويف المستمرة لإشغال الناس عن اية حركة اعتراضية أو مطلبية، ويكتم صوتها المطالب بأي قضية وأحياناً التخوين وللأسف..

هل ينفع فتح جراح الحرب ومآسيها، ام ان الوطن يحتاج إلى وقفة تاريخية ٍوجدانية وطنية لتدارك ما ينتظرنا غداً من مخاطر لا تقتصر عن الدعوات إلى فدرلة لبنان..؟؟
والبلد دفع مئات آلاف الشهداء تحت شعار الحفاظ على وحدة لبنان وحريته وعروبته..
عبر تسمية قديمة بين يسار ويمين كلاهما قاتل الآخر من منطلق انه يحافظ على البلد اكثر من الآخر وكان لكل منهما مشروعه الآحادي الخاص به الذي لم يُكتَب له الاستمرار بمعزل عن شريكه الحقيقي في الوطن، وبتسعير طائفي يتشعب في النفوس ليترك اللبنانيين غرقى في بحرٍ متلاطم الامواج من التكاذب المتبادل بين حظائر سياسية مصطنعة مع كل حديث عن العيش المشترك والوحدة الوطنية وعلى الجميع ان يعي ان العاصفة ان اقتربت، سوف تصيب الجميع ولن تميّز بين لبناني ولبناني، ويبقى السؤال : هل انها حرب الآخرين على لبنان..
ام اننا سنبقى مختلفين على جنس الملائكة وكل طرف يعتبر نفسه الملاك الحارس للوطن فيما العدو على الابواب ينتظر اقتتالنا من جديد، ليتدخل طامعاً لا مصلحاً بل لتعزيز الإنقسام..

على الجميع التعالي عن الأنانية، وتلبية أي دعوة للحوار وبتماسك الأيادي لإزالة أي حواجز أو عوائق، تعيق التلاقي حول طاولة حوار جدية صريحة بإنتخاب رئيس للجمهورية، وحلحلة العقد، قبل أن تنتقل الأوضاع إلى ما هو اسوأ..
فإن وجود المؤسسة العسكرية اللبنانية اليوم وعلى رأسها الجيش، وسهر القوى الأمنية تترك فسحة من الأمل بان معالجة الوضع اللبناني لن يكون إلا من خلال المؤمنين بقيام الوطن وبشعار وطني عابر للطوائف والمذاهب والمناطق بمشاركة القوى الوطنية الحية التواقة للأمن والأمان والاستقرار مع الغالبية الساحقة ممن خبروا الحرب واكتووا بنارها التي احرقت الوطن على مدى عقود، ولتكن فرصة وحيدة لتكريس وتعزيز العيش الوطني الواحد..
والأمر المنطقي يجب ان يسحب فتيل الفتنة من الأيادي حفاظاً على القرار الوطني السيادي الحر..
ولمنع اعادة عقارب الساعة للوراء لا سمح الله..
اللهم..نستودعك وطننا وشعبه واحباءه..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد