من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

مفهوم الحب الحقيقي

الدكتور عادل عامر

فالمودة والرحمة هما أساس الحب الحقيقي ولبّه والتي بدونهما هي كالبالون المنتفخ بالهواء، فإذا وجدت المودة فيمكن ضمان تحقق الرحمة،

 فالحب الحقيقي هو القائم على المودة والرحمة والود المتبادل بين الطرفين واحترام للذات والأسرة وكلّ شيء، وبعيد كل البعد عن الإهانة والتصرفات السيئة والنقد، وهي أمور قادرة على تحويل حياة البشر الى. جحيم وبالحب تذوب كل ذلك الحب هو نعمة من نعم الله علينا،

 فلا يمكننا أن نعيش بين البشر دون أن نشعر بهم ونبادلهم بعض المشاعر التي تقودنا إلى التراحم والتعاون والتعايش، فالحب الصادق عبارة عن مشاعر وأحاسيس يشعر بها أحدهم اتجاه الآخرين ممّا يدفعه للتعامل معهم باحترام وتقدير؛

 خوفاً منه على فقدانهم دون أي مصالح ماديّة أو شخصيّة. لا يقتصر الحب الصادق على المشاعر المتبادلة بين الرجل والمرأة بل هو أعمق بكثير، فحب العبد لربه ورسوله الكريم هو أسمى معاني الحب وأفضله فالمؤمن يحب ربه أكثر من حبه لنفسه ويقوم بكل ما يأمره به طمعاً منه بأن يكسب رضاه ومحبته وتقديراً وتعظيماً له، والحب بالله هو أمر رائع حيث إنّه يدعو لحب الخير للآخرين وعدم التسبب لهم بالضرر أو الأذى،

 وكذلك حب الوالدين لأبناهم فهم يضحّون براحتهم من أجل ابناءهم ويقدمون لهم الغالي والنفيس لكي يصبحوا أفراد صالحين بالمجتمع، وحب الصديق لصديقه حيث إنّه يقف بجانبه وقت الضيق ويشعر به ويفرح لفرحه. الحب الصادق يجعل المحبّ يبذل الجهد لكي يسعد محبوبه ويحاول إرضاءه بكافة الوسائل الممكنة، ويبقى في باله دوماً مهما انشغل، وهو يجعل المحب يتحرر من كل القيود الغير ضرورية ويجعله يتصرف بطبيعته وعلى سجيته

ويميزه عن باقي البشر بهذا الأمر دون الخوف من ظهور نقاط الضعف، وهو المتعة أثناء النظر إليه والقرب منه والاشتياق له عند البعد، وهو الألفة والفكر الواحد والروح الواحدة، وهو الإيثار ومحاولة تصليح النفس من أجل الغير والابتعاد عن السلبيات وتعزيز الإيجابيات.

لابد أن نقرّ بأنّ الحب ليس نوعًا واحدًا، وليس حكرًا على أشخاص دون غيرهم، بل هو شعور موجّه للجميع. وهو ينقسم إلى عدة أقسام:

  • الحبّ العاطفيّ: يشعر الإنسان فيه بالانجذاب الشديد للطرف الآخر، والرغبة في معرفة المزيد من المعلومات حول الشّخص الذي يحبّه، ويسبب هذا الحب الشّعور بالكثير من السعادة، أو الكثير من الحزن.

  • حبّ الأصدقاء: يُسمّى هذا الحب أيضًا بالحب الأخويّ، كما يتميز بالشّعور بالعواطف الإيجابية، وقدرته على جعل الشخص أكثر مرونة وقوّة عند مواجهة المواقف، أو الأوقات الصعبة.

  • حبّ العائلة: هو حبّ أفراد العائلة لبعضهم البعض.

  • الحبّ البشريّ: هو الحبّ الذي يُقدّمه الشخص لغيره دون أي مقابل أو فائدة، ويعدّ هذا النوع أساس السّعادة والرضا.

يعدُّ الحُبّ من أهم الأمور التي فيها حياة للقلوب، فالقلب من دون حب صادق يبدو مثل جزيرة خربة ليس فيها أيّ معنى، والحب لغة العالم أجمع، وهو اللغة المشتركة بين الناس، فمن غيرها لا توجد علاقات بين الناس.

وللحب معانٍ وتعاريف عديدة تختلف من شخص إلى آخر ومن عاشق إلى آخر، فكل حبيب له تفسير خاصّ للحب وفقَاً لما يعيشه من حياة الحب.

حقيقة الحب هو ذلك الشعور الداخلي الذي يوجد في كل مكان وزمان، يبحث عن الفرصة ليتسلل إلى قلب الإنسان وفكره، فهو يداعب الإحساس، ويجعل العين لا ترى إلا ما في داخل القلب، فبإمكان الحب أن يترك بصمة فرح أو بصمة حزن… وقد شُبِّه الحبُّ بالبحر لأنه يغوص في قلب حبيبه، ويغرق فيه من دون أن يعلم أو يرى نفسه إلا في وسط البحر.

الحُبّ الحقيقي قائم على الراحة النفسية بين الطرفين، وتقبّل كل ما يبدر من الطرف الآخر… فالحبّ الحقيقي تسامح وغفران ومساندة من دون أي مقابل، والحب عطاء بلا مقابل له غير الحب والتضحية والإيثار، لذا إذا صادفت شخصاً تجد ارتياحاً نفسياً معه وتشعر أنك على طبيعتك معه، ولا تجد أي مُسَوِّغٍ لإخفاء أخطائك عنه، فاعلم أنه من الممكنِ أن تجدَ الحُبَّ الحقيقي معه.

– الحبُّ الحقيقي هو أن تجد من تثق فيه وبرأيه وقراراته، وتجعله سنداً لك، ولا تستطيع الاستغناء عنه أو عن استشارته في أمورك، فإذا وجدت شخصاً تثق فيه وبشخصيته وقراراته وآرائه فاعلم أنه قد يكون حبّك الحقيقيّ الذي تبحث عنه.

–  الحبّ الحقيقيّ هو أن تجد شخصاً يريد أن يستمع إليك من دون كلل أو ملل من مشاكلك، ويستطيع مساندتك ومساعدتك على تخطّي مشاكلك، فهو ناصح أمين لك في كل ما هو إيجابي ومؤثر بالإيجاب على سلوكك وشخصيتك ومظهرك،

فإذا وجدت شخصاً يخاف على مصلحتك ويرى سلوكياتك السيئة ويحاول نصحك وإرشادك بطريقة لائقة مهذبة، فاعلم أن هذا الشخص جدير بحبك واحترامك وأنه يُكِنُّ لك مشاعر صادقة.

– الحبّ الحقيقيّ قائم على التفاني والتضحية وإيجاد سبل النجاح سوياً، وتخطي العقبات والأزمات من أجل مواصلة الحياة معاً، فإذا وجدت الشخص الجدير بالثقة والاحترام الذي لديه الرغبة والإصرار في تحدي الصعاب لاستكمال حياته معك، فاعلم أن هذا الشخص هو حبّك الحقيقيّ.

– الحب الحقيقيّ هو أن تجد الشخص الذي يستطيع أن يدفعك دائماً نحو الأمام، وأن يكون حريصاً عليك وعلى سمعتك ومصلحتك، فالحب تفانٍ وإخلاص وإيثار.

– الحبّ الحقيقيّ هو أن تتمنّى محبوبك في كلّ أوقاتك وحالاتك الّتي تمرّ بها، ففي لحظاتك الحزينة تتمنّى لو أنّك تضع كلّ أحزانك في أحضانه من دون أن تتحدّث أو أن تشرح حالتك، وهذا بنظرة واحدة فحسب، إذ تتساقط همومك وأحزانك وأوجاعك وكلّ الآلام التي أحسست بها سابقاً قبل أن تراه.

وفي لحظة فرحك ونجاحك تتمنّى أن يكون حبيبك معك، وأن يكون ملازماً لك لأنّك لن تشعر بقيمة السعادة إلّا وأنت معه، ولن تشعر بنجاحك وتفوّقك إلّا من خلال نظرته إليك، فكلّ أغاني الحبّ تراه بطلاً فيها سواء أكانت سعيدة أو حزينة… وفي الحبّ كلّ شيء تراه تتمنّاه أن يكون معك في ذلك الوقت،

 وكلّ شيء يعجبك تتمنّى أن تضعه أمامه، ويعجبه مثلما أعجبك، فتتمنّى لو أنّك تضع كلّ شيء جميل في هذا العالم أمام عينيه، وتتمنّى لو أنّك تدور هذا العالم الكبير معه وحده، وترى وتزور معه كلّ مكان تتمنّى أن تذهب إليه.

– الحب الحقيقيّ هو أن تزرع في طريق مَن تحبّهم وردة حمراء، وأن تزرع في خيالهم حكاية جميلة، وأن تزرع في قلوبهم نبضات صادقة، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحب الحقيقيّ هو أن ترمي لهم بطوق النجاة في لحظة الغرق، وتبني لهم جسر الأمان في لحظات الخوف، وتمنحهم ثوبك في لحظات العُرِيّ كي تسترهم، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحب الحقيقيّ هو أن تساعدهم على الوقوف عند التعثّر، وتساعدهم على الفرح عند الحزن، وتساعدهم على التّحلّي بالأمل عند اليأس، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحب الحقيقيّ هو أن تحتفظ لهم في داخلك بمساحة جميلة من الأحلام، ومساحة شاسعة من الرحمة والمودة، وأن تملك قدرة فائقة على الغفران لهم مهما أساؤوا إليك، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحُبّ الحقيقيّ هو أن تردّ عنهم كلمات السوء في غيابهم، وتحرص على بقائهم صفحة بيضاء في أعين الآخرين، وتحفظهم مهما غابوا عنك، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحُبّ الحقيقيّ هو أن تترجم إحساسهم إلى من يهمهم أمره، وتحمل أحلامهم إلى من لا يكتمل حلمهم إلا به، وتدعو لهم بالسعادة مع سواك إذا كانت سعادتهم مع سواك، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحُبّ الحقيقيّ هو أن تمتص حزنهم وتمتلئ به، وتنصت إلى همومهم وتتضخم بها، وتحمل عنهم ما لا يستطيعون حمله من متاعب الحياة، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحُبّ الحقيقيّ هو أن تقدم لهم دعوة إلى الحياة حين يفقدون شهية الحياة، وتقدم لهم دعوة إلى الحلم حين يفقدون المعنى الجميل للحلم، وتقدم لهم دعوة اللجوء إلى قلبك حين تغلق القلوب في وجوههم، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى.

– الحُبّ الحقيقيّ هو أن تتجرد من أنانيتك من أجلهم، وألّا تفرض عليهم مشاعرك وأحلامك، وألّا تصطاد قلوبهم في الماء العكر، ثم لا تنتظر المقابل إلا من الله سبحانه تعالى….

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله