ستقول أنك تركض ركض الوحوش في البرية ، لتوفير لقمة العيش ، وتحسين مستوى معيشة الأسرة ، فتوفر ما إستطعت من وسائل التعليم والتعلم ، تحاول جاهدا أن لا يراك أحدٌ وأنت في موقف العاجز ، فيشفق عليك شفقة لا تتمناها ، وتقول أيضا الظروف غير مواتية ، والأعمال معدومه ، والأشغال مرهقه ، وأنا أحاول بكل جهدي ومجهودي ، ثم لا أرى حتى رضا من الذين أتعب نفسي من أجلهم كوني متحملا تكاليف معيشتهم ،
وزد على ذلك لا أقابل حتى بكلمة أعانكم الله ، ولا ربنا يعينك ، وفوق هذا وذاك لا أرى إلا توبيخا ، ولا أسمع إلا كلاما يخرق الأذن ، ويجعل القلب يخر من أثر الحديث مغشيا عليه ، فلا واقعا يرحمك ، ولا قلبا يحتويك ، ولا دعوة تنجيك ، كل ما سبق أتفق معك فيه ، لكن أنا وأنت لا نعامل البشر ولا نريد جزاءٓ ولا شكورا من أحد ، وإنما نحن مع الله ، ليكن في حسباننا جميعا أن الله هو الرزاق ، وأننا سببا في جلب مصدر العيش ، وإلا فرزق كل فرد من الأسرة مكتوب ، ولقمة العيش محسوب ، فلا تسرق ولا تأتي بشئ منهوب .
يا صديقي :-
إعلم أنك مأجور مأجور ، فكن سببا في أمان كل فرد تعوله ، وإياك والغضب وقت الحديث أو أي شيء تقوله ، ألا ترضى أن يكون لك أجرا في كل سعادة تدخلها في أفراد أسرتك . ولك حسنات في كل إبتسامة أولادك وزوجتك . إطمئن فربك يعطيك بدون مٓنْ ليس لأجلك ، وإنما لأنك سببا في إكمال مسيرة تعمير الأرض . ثق بأن كل دمعة أنزلتها حسرة سيكافئك الله عليها أجرا ، وكل تنهيدة طلعت من أعماق قلبك سيعطيك الله أضعافها سعادة ، وكل ما لاقيته سيعود عليك بالسلام والعافية . وفي الآخرة جنة عدن تجري من تحتها الأنهار . أصلح نيتك وثق بربك و احتضن إبتسامة أطفالك فهم عين العافية والرزق الثمين .