أنت مثلي تقول الحياة أتعبتني والمستقبل أرهقني ، والمصاريف أرقتني والتفكير دمرني ، ولا بزوغ للفجر ، أنا مثلك تماما الأولاد كبرت ، والمصاريف زادت ، والأسعار ارتفعت ، جميعنا نعاني الأمرين ، ونصارع الموتين ، ونعيش كل مر ومرين ، أنت أخي دعني أهمس في أذنيك ، وأكتب أمام عينيك ، وأقول بملأ فمي حتى تسمع قولي أذنيك ، لديك ما يكفي من القوت ليومك ، وأنت تعيش بين زوجك وأولادك في مأمن ، أوليس هذا كافيا حتى تعيش سعيدا ، و تنام مرتاحا ، أومأ قرأت قوله تعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) . الطريق إلى الله ليس بالسهل ولا بالصعب ، لكنه يحتاج لغربلة النوايا ، و تصحيح النيات ، فلا أحدا معصوما من الهموم ، و لا يوجد شخص يعيش في قمة السعادة ، فأصحاب المال تتلاطم بهم أمواج الأمراض ، والذين لديهم حسابات بنكية تأكلهم وحوش البرية ، ومن لدية عقارات جثم على قلبه الهم والملل وكثير من وشوشات المستقبل ، ثق أن مستقبلك في الطريق الذي سلكته في البدايات ، و مأمنك في الصحبة التي وضعت يدك معها في موسم الطاعات ، لا تخف من المستقبل فمستقبلك وأولادك في علم الغيب ، ورزقك و من تعولهم مكتوب مكتوب ، هل رأيت فقيرا مات من فقره ، و أطفالا لم يترعرعوا بعد موت أبيهم ، وهل عايشت رجلا مات قبل أجله ، إليك يا صديقي الصدوق ، إحمل هم قلبك ليكون نظيفا من أدران المعاصي ، فانت في معركة الحياة ستنتصر كلما كان قلبك نظيفا طاهرا راقيا ، ثم لا تلتفت لمن سقط من ركب القافلة ، فإنها ستسير ستسير بإذن الله ، واحمل هم نفسك أن تسير على قدميك وحيدا ، وكل من كانوا بقربك في قطار الدعوة يسيرون ، وإلى الله ذاهبون ، و إلى ربهم قادمون ، إحمل هم روحك التي بين جنبيك، ودع عنك هموم الجسد من أكل وشرب ومتاع . سنلتقي في الطريق يوما ما لكن إياك أن تكون فردا بعدما كان يشار إليك بالبنان ، وثق أن يد الله لن لن تترك يدك ما دامت يدك متمسكة بحبل الله